IMLebanon

معوض: أدعو “حزب الله” للعودة إلى لبنان بشروط الدولة والدستور والشراكة

رأى رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض أن “لبنان يقف أمام مفترق طرق خطير جدا، فإما ان ننزلق الى لعبة المحاور وندمر لبنان، وإما نحصن وحدتنا الداخلية ونعود الى لبنان، الى الدولة اللبنانية، الى وحدتنا الوطنية، ونحن خيارنا بالتأكيد العودة الى الوحدة الوطنية من خلال إعادة تحصين التسوية الرئاسية بعموديها الداخلي والاقليمي عبر تحييد لبنان. والعودة الى لبنان تعني العودة الى الدستور والشراكة والتحييد. والعودة الى التحييد تعني أولا وقبل كل شيء عودة “حزب الله” إلى لبنان بشروط الدستور والدولة والشراكة بين المكونات اللبنانية”.

وقال في كلمة خلال العشاء الذي أقامته الحركة في ملبورن: “يجب ان تكون هناك وحدة وطنية لتسهيل العودة الآمنة للرئيس سعد الحريري الى لبنان، وأتمنى أن تتجلى في الأيام المقبلة، ولكن وفي الوقت نفسه وبالاصرار نفسه، يجب أن تكون هناك وحدة وطنية حول مبدأ عودة “حزب الله” الطوعية الى لبنان تحت سقف الدستور والدولة اللبنانية. اليوم أولويتنا المطلقة تكمن في الخروج من المأزق الوطني الذي وقعنا فيه، لأنه إذا لم نستطع الخروج منه واستمرينا في الانزلاق في لعبة المحاور قد لا يبقى شيء لنصلحه”.

وسأل: “لماذا اغتالوا الرئيس معوض ومن اغتاله؟ الجواب جاء في خطاب الاستقلال الذي ألقاه للبنانيين عشية استشهاده. استعادتنا لخطاب الاستقلال للرئيس معوض في هذه المناسبة تشكل فرصة للتأكيد أننا لم ندخل السياسة من أجل منفعة شخصية أو منصب. لو أن الرئيس معوض ساوم على مبادئه من أجل المنصب لكان حكم ست سنوات، لا بل كان تم التمديد له لاحقا، ولكان شارك كغيره في الفساد وبنى القصور، لكن بين السلطة والمال وبين المبدأ والدفاع عن لبنان، اختار الشهادة واختار الدفاع عن لبنان. أقول امامكم بكل فخر نحن من أكثر من ضحّى من أجل لبنان وسيادته واستقراره. ضحينا بدماء الرئيس رينه معوض لأنه رفض أن يساوم على السيادة، ورفض أن تتشكل حكومة لبنان خارج حدود الدولة اللبنانية. ضحينا يوم حوصرنا وتطوقنا، ويوم أُسقطنا عام 2009 في الانتخابات النيابية لأننا رفضنا أن نساوم على المبادىء التي استشهد من أجلها رينه معوض. ضحينا عندما قمنا ببيع ممتلكانا العائلية كي لا نلوث أيدينا بلعبة الفساد، وكي لا نمد يدنا إلى المال العام، وكي يبقى قرارنا سيدا حرا ومستقلا”.

وأضاف: “لبنان يمر بأزمة كبرى تمس كيانه وأمنه، أمنه الاجتماعي، وأمنه السياسي والاقتصادي. إنها من أخطر الأزمات التي يمر بها لبنان في تاريخه الحديث. لن أدخل الليلة في نقاش حول ملابسات وتوقيت وشكل استقالة الرئيس سعد الحريري، بانتظار أن تتوضح الأمور في الأيام المقبلة، ولو أنني كلبناني كنت تمنيت لو قدمت استقالة رئيس حكومة لبنان في لبنان، كما أتمنى أن تتأمن الظروف اللازمة أمنيا وسياسيا للرئيس سعد الحريري كي يعود إلى لبنان. بغض النظر عن هذه الملابسات، وإن كانت هذه الاستقالة مفاجئة بالشكل والتوقيت، إلا أنها كانت متوقعة في السياق السياسي الذي كنا نعيشه. لماذا؟ منذ سنة تقريبا، حصلت تسوية رئاسية في لبنان. هذه التسوية قامت على عمودين، عمود داخلي قام على مبدأ العودة، وعلى رغم خلافاتنا، إلى لعبة المؤسسات، الى انتخاب رئيس جمهورية، إلى تشكيل حكومة، إلى إقرار قانون انتخابات، إلى إقرار الموازنة، أي وباختصار العودة إلى المؤسسات بعدما كانت هذه المؤسسات في خطر، وبعد أن كان “الطائف” في خطر، وبعدما كان لبنان يتجه إلى مؤتمر تأسيسي. التسوية الداخلية انطلقت من حلف الأقوياء، بين الأقوى مسيحيا بعد المصالحة المسيحية التي حصلت، بين الأقوى سنيا والأقوى شيعيا ضمن الثنائية الشيعية، والأقوى درزيا. هذه الأسس الداخلية للتسوية الرئاسية أمنت العودة إلى المؤسسات وحكم الأقوياء. ولكن هناك أساس يشكل العمود الثاني لهذه التسوية وهو تحييد لبنان من الانزلاق إلى لعبة المحاور الاقليمية، لكن الذي حصل هو أن “حزب الله” بدأ يخرج تدريجا من منطق تحييد لبنان وبدأ يتجه يوما بعد يوم وأسبوعا بعد اسبوع باتجه جر لبنان، ليس فقط إلى أن يكون جزءا من “محور الممانعة”، إنما ليتحول لمنصة للتعدي على محيطه العربي”.

وتابع: “منذ عام أو أكثر كنا نطالب “حزب الله” بأن يخرج من سوريا ويعود إلى لبنان. اليوم لا زلنا نطالب “حزب الله” بالعودة الى لبنان لكن ليس فقط من سوريا، إنما من سوريا والعراق واليمن والكويت والبحرين، ومن السعودية ومصر وبلغاريا والأرجنتين والبرازيل وغيرها، حتى أنه وصل الى مشاركة الحوثيين بإطلاق صاروخ باليستي على الرياض. كيف يمكن أن نحيد لبنان ونمنع انجراره في لعبة المحاور الاقليمية، وهناك مكون لبناني، هو جزء من شعبنا وجزء من حكومتنا وجزء من مجلس نوابنا يستخدم لبنان كمنصة للتعدي على أمن وسيادة دول أخرى؟ في مرحلة من المراحل كان هناك تفهم لخصوصية لبنان، لكن لنكن واضحين، يجب أن نقرأ في استقالة سعد الحريري رسالة واضحة بأن الدول التي يتم التعدي عليها لم تعد تقبل بمنطق تفهم خصوصية لبنان. هذه الدول تقول لنا بوضوح إذا أردتم الاعتداء على سيادتنا وأمننا سنعتبر ان لبنان تحول إلى دولة عدوة. بناء على هذا الواقع نقف امام مفترق طرق: إما ان نبقى على خلافنا الداخلي وتستمر المزايدات، ونستمر في طريق الانزلاق نحو لعبة المحاور، ونكون عمليا نذهب باتجه تدمير بلدنا بكيانه وأمنه واقتصاده، وخصوصا أن هناك أكثر من 500 ألف لبناني في الخليج العربي، وهؤلاء تبلغ تحويلاتهم الى لبنان أكثر من 3 مليار دولار من اصل نحو 7 او 8 مليار دولار تدخل الى الاقتصاد من مال الانتشار اللبناني، هذا الى جانب دورهم في السياحة ومساعدة الدولة”.

 

 

وقال: “الخيار إذا إما ان ننزلق الى لعبة المحاور وندمر لبنان، وإما أن نحصن وحدتنا الداخلية ونعود الى لبنان، الى الدولة اللبنانية، الى وحدتنا الوطنية، ونحن خيارنا بالتأكيد العودة الى الوحدة الوطنية. والعودة الى الوحدة الوطنية تكون بإعادة تحصين التسوية الرئاسية بعموديها، الداخلي والاقليمي عبر تحييد لبنان. والعودة الى لبنان تعني العودة الى الدستور والى الشراكة والى التحييد. والعودة الى التحييد تعني أولا وقبل كل شيء عودة “حزب الله” إلى لبنان بشروط الدستور والدولة والشراكة بين المكونات اللبنانية. نعم، يجب ان تكون هناك وحدة وطنية لتسهيل العودة الآمنة للرئيس سعد الحريري الى لبنان، وأتمنى أن تتجلى في الأيام المقبلة، ولكن وفي الوقت نفسه وبالاصرار نفسه، يجب أن تكون هناك وحدة وطنية حول مبدأ عودة “حزب الله” الطوعية الى لبنان تحت سقف الدستور والدولة اللبنانية. اليوم أولويتنا المطلقة تكمن في الخروج من المأزق الوطني الذي وقعنا فيه، لأنه إذا لم نستطع الخروج منه واستمرينا في الانزلاق في لعبة المحاور قد لا يبقى شيء لنصلحه”.

وأضاف معوض: “يجب ان نقر بأن هناك مشكلة في الاساس. الكلام الذي سمعتوه من الرئيس معوض عمره 28 سنة، وملاحظتنا الأولى أن هذا الكلام وكأنه قيل البارحة. فإلى متى سيبقى لبنان يقفز من مطب إلى آخر، ومن أزمة إلى أزمة، ومن رهان إلى رهان آخر، من مغامرة إلى أخرى، ومن مشكلة إلى مشكلة أخرى؟ واجباتنا كلبنانيين وكأوستراليين من أصل لبناني، ان ندفع باتجاه حل المشكلة اللبنانية بنيويا. وكي تحل بنويويا هناك 3 أسس: الأساس الأول هو السيادة اللبنانية. لبنان يعاني منذ الـ69 من مشكلة السلاح خارج الدولة اللبنانية. تغيرت الأسماء وتغيرت المنظمات وتبدلت الظروف ولكن من منظمة التحرير الفلسطينية، إلى ظروف الميليشيات اللبنانية خلال الحرب، مرورا بالاحتلال السوري ما بعد الحرب، وصولا إلى “حزب الله” اليوم، المشكلة هي ذاتها، السلاح خارج الشرعية اللبنانية. ولمن يقول لنا إن هذا السلاح يحمينا نقول له: “وحدو لبنان بيحمينا”. الأساس الثاني هو الشراكة المتوازنة بين المكونات اللبنانية، لأن أي تهميش او قهر في هذه الشراكة يؤدي إلى المس بالاستقرار في لبنان. التهميش الذي عانت منه الطائفة الشيعية في لبنان في الستينات والسبعينات والثمانيات من القرن الماضي ندفع ثمنه اليوم. لم يكن هناك امكانية لأحد ليخرق هذه الطائفة لو بالأساس لم يكن هناك تهميش لاحق بها. وبعد اغتيال الرئيس معوض، ونتيجة الاحتلال السوري حصل انقلاب على الشراكة المتوازنة التي دعا اليها الرئيس معوض وحصل مس بتوازن هذه الشراكة التي أقرها “الطائف”. ومن هذا المنطلق، أيدت وما زلت اؤيد المصالحة المسيحية والتسوية الرئاسية التي أتت بالرئيس عون والتي على أساسها أعدنا التوازن لهذه الشراكة، لأن التوازن في الشراكة هو، على غرار السيادة، اساس في التوازن الوطني وفي الاستقرار الوطني”.

 

وتابع: “الأساس الثالث للنهوض بلبنان هو محاربة الفساد. حجم الفساد الذي وصلنا اليه في لبنان لم يعد يقتصر على وجود مشكلة مالية، بل هناك مشكلة أخلاقية. فلبنان وبحسب البنك الدولي هو في المرتبة 138 من أصل 150 دولة موجودة في هذه الدراسة على درجة الفساد. وبحسب التقرير ذاته أكثر من 37% من ميزانية الدولة تذهب هدرا وفسادا، يعني حوالى ملياري دولار سنويا تذهب هدرا وفساد. لبنان لا يستطيع ان يكمل بهذا الأسلوب، لبنان مشكلته ليست في قلة الطاقات والشح بالأموال، بل مشكلته في وفرة اللصوص، وهذا الموضوع سنواجهه سويا. ان معركة استرجاع السيادة والمحافظة على التوازن في الشراكة ومحاربة الفساد وتحقيق الاصلاح في لبنان معركة صعبة، وهي ليست معركة يوم او يومين، ولكن امام الاثمان الغالية التي دفعها شهداؤنا من اجل الحفاظ على لبنان، مهما ضحينا من اجل هذا البلد تبقى تضحياتنا رخيصة. التغيير يبدأ معكم، التغيير في لبنان يبدأ من مجلس النواب. التغيير في مجلس النواب هو الأساس في هذه المعركة، ومن هذا المنطلق، أدعوكم الى ان تشاركوا بكثافة في الانتخابات النيابية المقبلة كي تنتخبوا ليس اشخاصا، بل كي تنتخبوا لبنان، والسيادة في لبنان والشراكة في لبنان، كي تنتخبوا الاصلاح ومحاربة الفساد في لبنان، هذا هو دوركم”.

وختم معوض: “في كثير من الأوقات يصور البعض الانتخابات كأنها مجرد صراع أحجام أو صراع بين الزعامات وأنا أقول لكم: تعلمتم جيدا في اوستراليا كيف تكونون مواطنين وما معنى المواطنة، لذا لا تنتخبوا في لبنان على أساس الغريزة. انتخبوا على أساس المواطنة كما تنتخبون في اوستراليا. لا تنتخبوا زعماء في لبنان بل انتخبوا خيارات. أنتم اليوم تشكلون كانتشار لبناني الضمير في لبنان لأنكم لا تحتاجون خدمات معينة، لا تحتاجون “نقلة زفت”، لا تحتاجون زعيما كي يساعدكم على ادخال أحد اقاربكم إلى المستشفيات، ولستم بحاجة إلى زعيم كي يؤمن لكم وظيفة، انتم بحاجة إلى وطن وإلى هوية. من هذا المنطلق أعتبر أننا ربحنا المعركة التي خضناها سويا كي تنالوا حقكم بالاقتراع في مكان اقامتكم. ولكن واجباتكم أن تكملوها، وكي تستطيعوا الانتخاب في الانتخابات المقبلة يجب ان تتسجلوا قبل 20 تشرين الثاني. تسجلوا وخصوصا ان التسجيل سهل عبر الموقع الالكتروني التابع لوزارة الخارجية، ولبنان يستأهل دقائق ليتسجل كل منكم”.

 

الاحتفال

وكانت الحركة في ملبورن أقامت مهرجانها السنوي في قاعة “مارون” التابعة لكنيسة سيدة لبنان برعاية معوض وحضور عدد من الشخصيات اللبنانية والاوسترالية وفاعليات الجالية وجمهور كبير من ابناء الجالية. وشاركت في المهرجان وزيرة البلديات وشؤون المستهلك في ولاية فيكتوريا مارلين كيروز، السفير اللبناني المعين في باكستان غسان الخطيب، عضو المجلس التشريعي نزيه الأسمر، خادم رعية سيدة لبنان الاب آلن فارس، الرئيس الإقليمي في الجامعة الثقافية ميشال الدويهي ورؤساء فروع الجامعة في ملبورن وممثلون عن احزاب وتيارات القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية و”التيار الوطني الحر” وحزب الوطنيين الاحرار و”تيار المستقبل” والحزب التقدمي الاشتراكي واليسار الديموقراطي. وشارك من الحركة مسؤول الانتشار انطوان ابراهيم ومنسق اوستراليا اسعد بركات ومنسق سيدني سعيد الدويهي ومنسق ملبورن جورج معوض ونائبه ميلاد جريج بالاضافة الى رئيس غرفة التجارة والصناعة في فيكتوريا المحامي فادي الزوقي ورئيس المجلس التجاري الاوسترالي العربي رولاند جبور ورؤساء جمعيات ومؤسسات وممثلو وسائل اعلام وعدد من ابناء الجالية.

وقدم الاحتفال الذي افتتح بالنشيدين الأوسترالي واللبناني ونشيد الحركة عزام الرافعي. ثم قلد معوض درع الحركة للسفير غسان الخطيب “تقديرا لعطاءاته للجالية في ملبورن وخدماته على مدى خمس سنوات في القنصلية اللبنانية في ملبورن”. وألقى منسق ملبورن في الحركة جورج معوض كلمة نوه فيها “بالمبادىء التي قامت على اساسها الحركة وهي القيم الوطنية التي استشهد من اجلها الرئيس رينيه معوض ابن المدرسة الشهابية التي من أسسها الشراكة والتوازن والدستور”. وعدد النشاطات التي تقوم بها الحركة على الصعد الوطنية والاجتماعية والإنمائية.

 

November 12, 2017 12:19 PM