IMLebanon

رياض طبّارة: التدخل الفرنسي منع انزلاق لبنان إلى عمق المواجهة

رأى السفير السابق في واشنطن رياض طبّارة، ان القيادة الجديدة في المملكة العربية السعودية، لن تتراجع عن سياسة المواجهة مع إيران، بالتزامن مع إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواجهة إيران بدءا بإعادة النظر في الملف النووي، مرورا بالنظام الصاروخي الذي تمتلكه مع حزب الله في لبنان، وصولا الى تحجيمها وإخراجها من المنطقة العربية وتحديدا من العراق وسورية ولبنان واليمن، الأمر الذي استند إليه الرئيس الحريري في إعلان استقالته، وأسقط التسوية الرئاسية الى غير رجعة، إلا ان التدخل الفرنسي مدعوما من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا منع لبنان من الانزلاق الى عمق المواجهة على اثر الاستقالة ورسم الخطوط العريضة لتسوية جديدة «وسطية» عنوانها الرئيسي النأي بالنفس والابتعاد عن لهيب المنطقة.

ولفت طبّارة في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان ما يشاع عن مواجهات عسكرية قادمة بين الولايات المتحدة من جهة وايران من جهة ثانية، وبين اسرائيل وحزب الله من جهة ثالثة، غير صحيح ولا يتصل الى وقائع التحرك الدولي بأي مكان، خصوصا ان الاميركيين يعتبرون ان العقوبات التي يفرضها الكونغرس الاميركي تدريجيا على مؤسسات الحرس الثوري الايراني وعلى مسؤولين فيه، أهم وأقوى من الحرب العسكرية، وكافية لحمل ايران على إعادة النظر في سياساتها على المستويين العربي والدولي، الأمر الذي يؤكد عدم اندلاع حرب بين اسرائيل وحزب الله، انطلاقا من ان اسرائيل لا تباشر بأي حرب أيا تكن أسبابها وأهدافها وأحجامها، قبل ان تحصل على ضوء أخضر أميركي ـ بريطاني ـ أوروبي، وهو ما لن تحصل عليه، أقله في الوقت الراهن.

وبالعودة الى الداخل اللبناني، أكد طبّارة ان الرئيس سعد الحريري سيربط بعد عودته، حل الأزمة السياسية الناتجة عن استقالته بتطبيق حزب الله لسياسة النأي بالنفس خصوصا ان التصعيد ضد المملكة السعودية وضد السياسة الأميركية الجديدة سينعكس سلبا على لبنان، ما يعني من وجهة نظر طبّارة ان استقالة الرئيس الحريري، رمت «الكرة في ملعب حزب الله الذي سيحدد لاحقا مدى تجاوبه مع التوجه الجديد.

وعليه ختم طبّارة مشيرا الى ان لبنان امام ازمة مفتوحة على كل الاحتمالات، ما يتوجب على كل المسؤولين اللبنانيين اعتماد سياسة التهدئة والإسراع في شرح موقف لبنان امام المحافل الدولية بهدف التوصل الى حل نهائي يحدد معالم المرحلة المقبلة داخليا، مستدركا بالقول انه إن لم يتجاوب حزب الله مع سياسة النأي بالنفس ورفض مقاربة الأمور بعقلانية، سيعرّض لبنان ومعه اللبنانيون الى نتائج غير مطمئنة.