IMLebanon

لقاءات أمنية فرنسية – إيرانية وحوار حول لبنان!

ذكرت صحيفة “الأخبار” أن الرئيس سعد الحريري ترك للفرنسيين مهمة تمهيد الطريق نحو وساطة مع إيران لتسهيل الخروج من أزمة سياسية، تبدأ مع خروجه من قصر بعبدا وإيداعه الرئيس ميشال عون رسالة الاستقالة، كما ترك لمقرّبين منه مهمة التنبّؤ بخريطة الطريق السياسية التي تتقاطع مع الجهود الدبلوماسية الاوروبية في المرحلة المقبلة، ولا سيما الفرنسية منها، نحو أوهام إقناع إيران بتحجيم دور حزب الله الاقليمي، استجابة لبعض المطالب السعودية، على ما يقوله مسؤول رفيع في “تيار المستقبل” موجود اليوم في باريس.

وشرح المسؤول سيناريو الأيام اللبنانية المقبلة، بعد لقائه الرئيس الحريري، وقال إنه سيقدم استقالته لندخل بعدها في أزمة سياسية. واشترط المسؤول المستقبلي الخروج مما سمّاه «النفق الذي ينتظرنا بنجاح الضغوط الدولية في دفع الايرانيين نحو احتواء حزب الله وإعادته الى لبنان». كذلك قال إن الاستشارات التي تلي الاستقالة قد تعيّن رئيساً جديداً للحكومة، فيما يتفرغ الرئيس الحريري لإدارة معركة الانتخابات النيابية.

ورأى المسؤول المستقبلي أن العلاقة بين الحريري والسعودية قد تعود الى سيرتها الاولى، “شريطة أن يحصل على شي ما من حزب الله، كما نأمل أن يتمكن الفرنسيون من إقناع الايرانيين بتليين مواقفهم، ومقايضتها باستمرار تمسّك فرنسا بالاتفاق النووي الإيراني.

وذكرت “الأخبار” أن الجهود الفرنسية لتمهيد الطريق أمام التسوية التي يسعى اليها الرئيس سعد الحريري بدأت قبل أسابيع في سياق التقارب الايراني الفرنسي، والاستدارة الدبلوماسية الفرنسية في الخليج نحو إيران، وتمسّك الرئيس ماكرون بالاتفاق النووي الايراني، في مواجهة الولايات المتحدة.

وقالت مصادر فرنسية مطّلعة لـ”الأخبار” إن لقاءات أمنية فرنسية ــ إيرانية جرت في العاصمة الاسبانية مدريد قبل أسابيع، لتعميق التقارب المستجد حول الملف النووي، تمهيداً لتعميق اللقاءات الدبلوماسية والسياسية بين الطرفين. وهي لقاءات يتوقع أن تشمل ملفات كثيرة في المنطقة.

وقال مصدر فرنسي رفيع في الإليزيه إن فرنسا لا تزال تتمسك بالاتفاق، لأنه يضمن الامن العالمي، ولأن فرنسا لا تستطيع أن تتخلى عن تعهداتها في إطار اتفاق الستة مع إيران في الرابع عشر من تموز 2015.

أما بيان البيت الابيض أمس عن تفاهم هاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب وايمانويل ماكرون «لمواجهة أنشطة إيران وحزب الله في المنطقة»، فقد بدا بعيداً جداً عن المزاج الفرنسي المحايد نسبياً، وهجوماً دبلوماسياً لاحتواء ما تحاوله فرنسا من إعادة التموضع في المنطقة، إذ لم يأت بيان الإليزيه على ذكر أيّ تفاهم من هذا النوع، بل إنه لم يفرد رواية لمكالمة مع الرئيس ترامب وحده، وضمّه الى سلسلة مكالمات مع الرئيسين ميشال عون وعبد الفتاح السيسي، والامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييريش، لا تستهدف سوى العمل على التهدئة.

وكان مصدر دبلوماسي فرنسي يقول إن الرئيس ماكرون سيزور إيران قبل نهاية العام الجاري، وهو قرار يستهدف حماية عملية التقارب مع إيران من التخريب الاميركي.