IMLebanon

“بعصة” مرسيل غانم والمجتمع المنافق (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني أبي نجم

لم يقنعني على الإطلاق بيان الزميل مرسيل غانم بشأن الحركة التي قام بها مرتين خلال المقابلة الإذاعية مع الإعلامية الزميلة ريما نجيم، وأعتقد أنه لم يُقنع الكثيرين.

في الوقت نفسه أفهم أن يحاول مرسيل غانم تجميل ما حصل أمام مجتمع مخادع من رأسه حتى أخمص قدميه.

لن أدّعي أن حركة “البعصة” التي قام بها نجم الحوار التلفزيوني في لبنان هي حركة لائقة، لكن بالله عليكم أخبروني من منكم لا يفعل الحركة نفسها في اليوم عشرات المرات؟!

بالله عليكم أخبروني مَن من السياسيين والمسؤولين، والإعلاميين والصحافيين، والمثقفين والفنانين، وأي مواطن عادي في لبنان لا يقول في الصالونات المغلقة ما لا يقوله في العلن، ومن من كل هؤلاء لا يسيء إلى الأقربين قبل الأبعدين، سواء بدافع “الشوفينية” أو العنجهية، أو حتى بمنطق الانفعال وردود الفعل التي أصبحت أقل من عادية في مجتمعنا الموبوء؟!

نعم نحن نعيش في مجتمع أقل ما يُقال فيه إنه مجتمع منافق يكاد الدجل يقتله، ويعيش لذّة وحيدة أن يتشدّق بانتقاد الآخرين، أو حين يتوهّم أن “البقرة سقطت” ليسهم في السلخ!

واسمحوا لي أن أدّعي، أنا كاتب هذه السطور، أنني أعرف الكثير الكثير مما يدور في الكواليس السياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الدينية، ومما أعرفه يمكنني أن أرفع دعوى إلى روما أطالب فيها بإعلان قداسة مرسيل غانم إذا ما قارنته بالآخرين من الذين يحاولون أن “يرشحوا زيتاً” اليوم!

كم أكره هذا المجتمع المنافق. ينتظر دائما “الآخرين” على “خطأ” ما مهما كانت بسيطاً أو عفوياً أو غير مقصود في العمق ليحاول اقتناص فريسته! هذا المجتمع الذي يبحث عن “الإثارة” باي ثمن. هذا المجتمع الذي لا يستهوي غير أخبار الجنس والاغتصاب والعنف والغرائز، والتي تدخل خانة “الأكثر قراءة” في كل المواقع الالكترونية، هذا المجتمع المنافق يهاجم مرسيل غانم و”يمرّك” عليه!

هل يُلام مرسيل غانم على حركة عفوية، ولو غير مقبولة، ولا يُسأل في لبنان عن عربدة السياسيين ووسائل الإعلام وعدد كبير من الإعلاميين والإعلاميات؟

والمفارقة المذهلة تكمن في تحوّل مجتمعنا إلى مجتمع “ثرثار” عبر مواقع التواصل الاجتماعي والواتساب. المهم أن يثرثر حول مادة ما.

هذا المجتمع الذي رجم يوماً نيكول بلان بسبب فيلم إباحي تم تصويره من دون موافقتها، في حين أن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين لهثت، ومنهم من دفع الأموال ليشاهد الفيلم وينسخه.

هذا المجتمع الذي سارع لينشر خبراً مختلقاً ومفبركاً عن زواج ثانٍ للواء أشرف ريفي، فقط لأن الفضيحة تستهويه، ولو كانت فضيحة كاذبة وتصيب الأعراض… لا همّ، فالمهم هو الثرثرة ولو على حساب الكرامات!

هذا المجتمع الذي تنافس على مواقع التواصل الاجتماعي في شتم اللبنانية الأصل ميا خليفة لأنها تمتهن تمثيل الأفلام الإباحية، في حين حققت أفلامها في لبنان نسبة الرواج الأكبر عالمياً، وتصدّر موقع pornhub لائحة المواقع التي يدخلها اللبنانيون!

هذا المجتمع الغبي الذي لا يُدرك عمق العلاقة التي تجمع الزميل مرسيل غانم بالرئيس سعد الحريري، وللعلم فقبل استقالة الحريري بأيام كان غانم يقيم حفل عشاء ضخم في منزله في يحشوش على شرف الحريري. وهذا المجتمع الغبي لا يفهم طبيعة العلاقة التي تجمع غانم ورئيس مجلس إدارة الـLBCI بيار الضاهر، هذه العلاقة التي أمّنت استمرار برنامج “كلام الناس” لأكثر من ربع قرن.

ولكن ما همّ… إنها الإثارة المطلوبة في مجتمع مريض يثرثر عن القشة في عيون الآخرين ويغفل عن الخشبة في عينه!

مرسيل غانم علم من أعلام الإعلام لبناني وسيبقى، مهما اشتدت الحملات عليه، وخصوصا في ظل الظروف المعروفة حيث يتعرّض لاستهداف مباشر وهو ليس الأول من نوعه. لعل أسوأ ما يمكن أن يعانيه مرسيل غانم أن ينظر إلى المجتمع الذي هو جزء منه، ويحمل همومه أسبوعيا في مختلف الميادين والملفات ويرفع “كلام الناس”، ليجد أن بعض من في هذا المجتمع يستلذّ بلحس المبرد ويحاول من مستنقع تخلفه وتبعيته أن يطلق النار على من يعمل لسحبه من هذا المستنقع!

هل أخطأ مرسيل غانم؟ نعم أخطأ… ومن لا يُخطئ يومياً أضعاف خطأ مرسيل غانم في مقابلته فليرجمه بأول حجر!