IMLebanon

جائزة… لمن يفهم شيئاً في لبنان! (بقلم رولا حداد)

كتبت رولا حداد

منذ إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض في 4 تشرين الثاني 2017، ولبنان يعيش في مرحلة من انعدام الوزن السياسي بشكل غير مسبوق. حتماً ليست الاستقالة سبب انعدام الوزن المذكور، بقدر ما هو التخبّط السياسي الذي يعيشه فريق كبير من اللبنانيين، والناتج عن واقع مؤلم: لا أحد يعرف ماذا يجري!

بإمكان أي مواطن ان يسأل أي سياسي عما يجري، وسيجد الجواب نفسه: لا جواب، لأن جميع السياسيين لا يدرون ماذا يجري في لبنان. حتى “حزب الله” عاش لحظات تخبّط إلى أن أتته التعليمات من قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بأن لا تفاوض حول سلاح الحزب، رغم أن “حزب الله” يعيش قلقاً داخلياً أيضاً من أن يكون سلاحه اليوم مادة للتفاوض على الطاولتين الإقليمية والدولية.

أما الأطراف الأخرى فعبثاً تحصل على أي جواب منها. لا الرئيس سعد الحريري يملك الجواب، ولا أي نائب من كتلة المستقبل يفقه شيئاً. الرئيس نبيه بري أرسل مجموعة من الإشارات المتناقضة التي تحفظ كل الخطوط مفتوحة، من الإعلان عن الاستعداد لتقديم ضمانات بشأن النأي عن النفس وصولاً إلى التشدد واعتبار العودة عن الاستقالة واجبة من دون شروط! أما سيّد “التريّث” فيبقى النائب وليد جنبلاط مع سياسته المعهودة و”ضربة على الحافر… وضربة عالمسمار”.

في الجهة المسيحية يبدو “التيار الوطني الحر” ملتحقاً بوضوح بموقف “حزب الله”، بعد أن عمل رئيس “التيار” وزير الخارجية على محاولة تأمين مظلة للحزب من خلال جولته الخارجية التي خصصها لمحاولة محاصرة السعودية. حزب “الكتائب اللبنانية” غاب عن السمع بشكل شبه كامل باستثناء مؤتمر صحافي يتيم لرئيسه النائب سامي الجميل بعد أسبوع من الاستقالة أبقى فيه المواقف رمادية.

وتبدو “القوات اللبنانية” وحيدة في تلقي السهام من كل حدب وصوب، حتى من أقرب المقرّبين المفترضين. وهي تتلقى الضربات والطعنات من تيار المستقبل كما من “التيار الوطني الحر”، في ما يبدو أنه محاولة جديدة لعزل “القوات” التي عادت وتمسكت برفض سلاح “حزب الله” بعد أن كانت هادنت لمرحلة تحت عنوان “التسوية الرئاسية”.

إلى أين تتجه الأمور في لبنان؟ لا أحد يملك الجواب. الثابت أن لا أحد يمتلك أيضاً خطة للمرحلة المقبلة. وحده “حزب الله”، ومن خلفه إيران، حسما أمرهما: لا نقاش في السلاح، وحتى في موضوع تحييد لبنان والنأي بالنفس لن يقدّم الحزب أي تنازل. يُبقي على خططه في أزمات المنطقة من دون أي تعديل يُذكر. الحزب غير معني بكل ما يحصل داخليا في لبنان، وسيكون “حيث يجب أن يكون” كما أكد اكثر من مرة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.

والحل؟ لا حلّ في الأفق ما لم يبادر الفريق السيادي الى التوحّد مجددا وجمع صفوفه، وهو ما لا يبدو أنه قريب أو قد يحصل في المدى المنظور. الأفق مكفهرّ وقد لا ينفع لبنان في هذه المرحلة غير الصلاة في ظل تقاعس أطراف سياسية عدة عن القيام بالحد الأدنى من واجباتها!