IMLebanon

“حزب الله” لن ينأى بنفسه (بقلم بسام أبو زيد)

كتب بسّام أبو زيد

منذ أن عاد الرئيس سعد الحريري الى بيروت وتراجع عن استقالته، لم يصدر عن “حزب الله” أي موقف يتحدث صراحة عن مفهوم النأي بالنفس عن مشاكل المنطقة، ولم تصدر عنه أيضا أي عبارة تقول إن مقاتليه سينسحبون من سوريا والعراق، بل كان كل ما أشار إليه أنه غير موجود في اليمن وأن الحرب في سوريا والعراق شارفت على نهايتها.

بما أن هذا الكلام الواضح والصريح لم يصدر عن الحزب بعد، فلا يمكن الحديث عن أي تقدم في هذا المجال وأن الامور لا تزال تراوح مكانها للأسباب الآتية:

١ -إن الحرب في سوريا لم تنته بعد والمعارك هناك ليست فقط مع داعش ولكنها مع قوى أخرى من المعارضة، بعضها يتمركز على مقربة من قلب دمشق، وأي انسحاب لـ”حزب الله” من هكذا مناطق قد يخلق مشاكل ميدانية جديدة للنظام.

٢-إن الحوار السياسي الجاري من أجل حل الأزمة في سوريا، ستستخدم فيه الجمهورية الإسلامية الايرانية كل أوراقها ومن ضمنها ورقة “حزب الله”، وهي تفضل استخدامها أثناء وجوده على الأرض السورية وليس خارجها.

٣ -إن مبدا النأي بالنفس لا يمكن أن ينطبق على “حزب الله”، فهو الأداة الرئيسة لدى طهران لتصدير الثورة الاسلامية، وهذا الأمر لا نقاش فيه باعتباره واجبا مفروضا من الولي الفقيه. وفي هذا الاطار يدخل التدخل العسكري في سوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت وغيرها تحت مسميات متعددة، تبدأ من نصرة المظلوم وصولا الى مكافحة الارهاب.

٤ -يرفض “حزب الله” أي استراتيجية دفاعية غير المعمول بها حاليا، وهي الحرية المطلقة لسلاحه وحركته، وبالتالي فإن البحث بأي استراتيجية في أي حوار لن يكون منتجا.

٥ -إن حزب الله الذي يتصرف كمنتصر، لن يقبل بدفع الاثمان السياسية في لبنان لمصلحة من يعتبرهم من المنهزمين، بل هم من يجب أن يدفعوا الاثمان للحزب في كل السياسات المعتمدة في لبنان، وبالتالي لماذا يريد “حزب الله” أن يمنح انتصارات مجانية لهذا الطرف أو ذاك؟

قد يكون الرئيس سعد الحريري مدركا لهذا الواقع، وقد يكون في المقابل بعض ما في المناخ الدولي والاقليمي قد تغير للضغط على إيران في هذا الموضوع، ولكن ما هو أكيد أيضا أن لا الحريري ولا المجتمع الدولي والعربي مستعدان للذهاب في المواجهة الى النهاية، ما يعني أن “حزب الله” سيحافظ على وضعه كما هو حتى ولو استقال الرئيس الحريري أكثر من مرة.