IMLebanon

تفاصيل مخطط اغتيال الحريري

كشفت صحيفة “عاجل” عن مخطط كان يتم التحضير له لإغتيال رئيس الحكومة “سعد الحريري” وعدد من قيادات تيار “المستقبل”، بما في ذلك رئيس الحكومة السابق “فؤاد السنيورة”. وبحسب صحيفة “عاجل” السعودية فقد كان حزب الله ينوي تحميل المخطط لتنظيم داعش، ما يسمح له بالانقلاب على الوضع القائم، وفرض هيمنته على المؤسسات كافة.

وأوضحت مصادر للصحيفة أن الحريري إرتبك بعد أن علم بهذا المخطط نهاية تشرين الأول الماضي، إلا أنه سرعان ما عاد لهدوئه بعدما علم أن الجهات المعنية جهزت خطة مضادة للتعامل مع هذا المخطط.

ووفق مصادر “عاجل” فقد أُبلغ الحريري أن السعي لاغتياله يمثل جزءًا من خطة لتفجير معادلة التوازن الطائفي داخل لبنان، وذلك بإخراج التنافس السياسي من بين جدران المؤسسات السياسية إلى الشارع، ومن ثم منح إيران الفرصة للتدخل العسكري، تحت مظلة “دعم الشرعية”، على غرار ما تعلنه في سوريا.

وبتقدير داعمي الحريري، فإن إقحام لبنان في صراع من هذا النوع، وقبل تسوية الأزمة في سوريا، سيوفر لطهران ورقة ابتزاز جديدة في مواجهة القوى الدولية والإقليمية التي أظهرت على نحو متزايد إصرارًا على مواجهة السياسة التوسعية الإيرانية، سواء بتشديد العقوبات أو بعمل عسكري مباشر.

وعلى الرغم من تحفظها على ذكر ما دار من اتصالات بين الحريري وبعض الأطراف الإقليمية بعد التأكد من صحة التخطيط لاغتياله، أوضحت مصادر “عاجل” أن توجه رئيس الحكومة اللبنانية إلى الرياض، كان من بين تدابير حمايته وتفويت الفرصة على من اتخذوا قرار قتله، مضيفة أن المعلومات التي توافرت في ذلك الوقت رجحت أن تتم عملية الاغتيال في بيروت، خلال الأسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني الحالي.

وبتقدير المصادر نفسها، أفسد الحريري هذا المخطط بذهابه إلى السعودية، ثم إعلانه الاستقالة من رئاسة الحكومة، ما دفع “حزب الله” إلى التصعيد ضد السعودية. ورأى دبلوماسي عربي لـ”عاجل” أن الضجة التي أحدثها حلفاء “حزب الله” بشأن وجود الحريري في الرياض، لم يكن الغرض منها إحراج المملكة سياسيًا كما تصور البعض، وإنما كانت تهدف إلى الضغط على السعودية، حتى تكشف ما لديها من معلومات حول هذا المخطط.

وأضاف المصدر: “أعتقد أن السعوديين قرأوا هذا الأمر جيدًا وتعاملوا معه بطريقة ذكية، فبدلًا من البوح بما لديهم من معلومات، قرروا إدارة الأمر بالوسائل الدبلوماسية، التي أتت ثمارها سريعًا”.

وقال المصدر نفسه، “باستقبال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” للحريري وعائلته في باريس، ثم لقاء الحريري بالرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” في القاهرة، وصولًا إلى حضوره الاحتفالات بيوم الاستقلال وإعلانه “التريث في الاستقالة، بدا أن الخطة حققت هدفها غير المعلن”.

وبحسب مصدر مقرب من تيار المستقبل، فإن جولة الحريري الخارجية حملت رسالة مباشرة للجميع بأن المساس به وبعائلته أو بأمن لبنان يمثل خطًا أحمر لدى دول كبرى لها تأثير في المشهد اللبناني. ووفق المصدر نفسه، “شكل لقاء عائلة الحريري بأسرة الرئيس الفرنسي والمعاملة الخاصة التي قابل بها ماكرون أبناء رئيس الحكومة اللبنانية، جانبًا رمزيًا في هذه الرسالة”.

واتفق الدبلوماسي العربي مع هذا التفسير، مضيفًا أن زيارة الحريري للقاهرة أظهرت لحزب الله أن مصر مثل السعودية، تقف مع الحفاظ على المعادلة السياسية في لبنان وترفض نزوع البعض لتوسيع  حزام عدم الاستقرار في المنطقة. وتوقع المصدر أن يكون الحريري قد سمع في العواصم التي زارها، ما دفعه لإعلان “التريث” في الاستقالة، حتى يثبت حزب الله وإيران أنهما قد تخليا نهائيًا عن سيناريو التصعيد بكل تفاصيله، بما في ذلك التفكير باغتيال الخصوم.

November 29, 2017 08:14 PM