IMLebanon

مناصحة حسن نصرالله!

كتب حسين شبكشي في “الشرق الأوسط: كنت في زيارة إلى القنصلية اللبنانية بمدينة جدة تلبية لدعوتها التي تلقيتها بمناسبة زيارة وزير الصحة اللبناني إلى السعودية، وكانت فرصة للالتقاء من الشخصيات اللبنانية وكم كان لافتاً السؤال المكرر الذي تلقيته طوال الليلة، وهو لماذا أنت غاضب وعاتب علينا؟ قلت لهم في كل مرة أنا لست غاضباً، لكن من حرصي على لبنان قلت وأعيد ما قلت، بلدكم محتل ومختطف من قوى الشر وتوجيه السهام المعادية باتجاه السعودية، وهذا عندي وعند السعوديين جميعاً خط أحمر لا يُسمح بالاقتراب منه.

هنا كان يأتيني الرد الساذج والسطحي: «ونحن ماذا نستطيع أن نفعل؟ نحن مغلوبون على أمرنا». هذه الأصوات السلبية هي نفسها التي تعطي وتمنح قوة الشر في لبنان الشرعية والجدارة والمصداقية بامتياز بلا جدال.
قال لي صاحب هذا السؤال: بماذا تنصحنا؟ قلت له: إنكم تتعاملون مع حسن نصر الله وكأنه غاندي أو نيلسون مانديلا بينما المفروض على أن يعامل كإرهابي! قال لي: لم أفهم قصدك. قلت له: دعني أوضح لك؛ الحكومة المصرية في حقبة التسعينات الميلادية الماضية سلكت أسلوب «المراجعة» مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة؛ لأنها اعتقدت أنها تواجه جماعات وأفراداً ضل فكرهم وانحرفوا، وبالتالي استوجب الأمر مواجهتهم بالخطاب الديني الوسطي والسوي، وهذا البرنامج أتى بنتائج مهمة ومميزة، وأدى إلى عودة العديد من الجماعات المنحرفة والضالة إلى الطريق السوية، وكذلك الأمر في السعودية التي أسست مراكز للمناصحة، وأقامت مراكز فيها للحوار مع الجماعات المتطرفة المنحرفة، وأدى ذلك إلى عودة الكثيرين إلى جادة الصواب وطريق الحق بعد أن تمت مواجهتهم بالأدلة والبراهين بأنهم على ضلالة، وأيضاً تكرر هذا الأمر بالأسلوب نفسه في تونس والجزائر والمغرب للجماعات المتشددة المنحرفة، وأتى بنتائج إيجابية للغاية.

حسن نصر الله و«حزب الله» جماعة منحرفة وضالة فكرياً في حاجة إلى أن تتم مواجهتها من قِبل كبار علماء المذهب الذين لا يعترفون بولاية الفقيه، وهم الأغلبية الساحقة في المذهب نفسه، ومعاملته على أنه ضل الطريق وصاحب فكر إرهابي متطرف وفي حاجة إلى علاج ومناصحة وبرنامج إعادة تأهيل.

كان ردي صادماً ومذهلاً لمن طرح علي السؤال؛ فما كان منه إلا أن صاح وقال: «شو عم تحكي»؟ قلت له: لم أقل إلا ما أراه مناسباً. إنكم تعاملون مجرماً وإرهابياً على أساس أنه شخص جدير بالثقة؛ وبالتالي سيستمر في التمادي بتجاوزاته دون أن يحسب لأي أحد أي اعتبار، ولا يرسم حداً لأي علاقة. جرّبوا المناصحة مع حسن نصر الله وقيادات «حزب الله» الإرهابي؛ لأنه هكذا يتم التعاطي مع المجرمين والخارجين عن النظام والقانون.
تركت الصديق وهو يتمتم غير مصدق لما قلت. وقلت له: فكّر فيها!