IMLebanon

موفد “سرّي” من الحريري في معراب!

اوضحت مصادر مقرّبة من تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية لصحيفة “الأخبار” ان تأجيل بقّ البحصة من قبل الرئيس سعد الحريري يعود إلى «مروحة الاتصالات التي لا تتوقف على طريق معراب ووادي أبو جميل»، والتي كشفت أن «الوزير غطاس خوري زار جعجع أخيراً بعيداً عن الإعلام لمعالجة الأمر، غير أن الجلسة لم تكُن إيجابية، ولم تنجح في حل المسائل الخلافية»، خصوصاً أن «الأجواء لا تزال في مرحلة الأخذ والردّ حول التهم التي يوجّهها الحريري إلى جعجع وينفيها الأخير، وقد نقل خوري إلى الحريري ما سمعه من رئيس القوات دون أن تظهر أي بوادر حلحلة».

ولفتت المصادر إلى أن «العلاقة بينهما دقيقة جداً»، لكنها أكدت أنه «في نهاية الأمر سيكون هناك لقاء يجمع الحريري وجعجع». وقد ربطت المصادر تأجيل الحريري إطلالته التلفزيونية بسببين: الأول هو «رغبته في تفادي تأجيج الإشكال مع القوى السياسية التي يعتبر أنها لعبت دوراً سلبياً في الاستقالة»؛ والثاني هو «لاعتبارات سعودية. فالحريري يحرص على عدم قطع شعرة معاوية ولا حرق كل الأوراق مع المملكة، رغم أن التوتر لم يبرد بعد، ولا سيما أن لا شيء مؤكداً بأن الرياض تخلّت عنه نهائياً، وهي لن تتخلّى عن جعجع أيضاً».

واجتمع الوزيران ملحم رياشي وخوري عصر أمس لمتابعة البحث في استعادة الزخم للتحالف السياسي بين الجانبين، بعد أن كان الحريري قال أول من أمس: «لدينا علاقات جيدة مع القوات، نتمنى أن تكون أفضل، وهم أيضاً يتمنون ذلك، وهناك بعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح وسيصار إلى ذلك». وهو ما اعتبرته مصادر رئيس «القوات» سمير جعجع كلاماً إيجابياً، إثر اللغط الذي أثاره انتقاد بعض قادة «المستقبل» لموقف «القوات» واتهامه بأنه ساهم في الحملة على الحريري بذريعة تساهله مع «حزب الله» وحليفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأن القوات شاركت في تحريض دول حليفة له عليه. كما أن جعجع مع إشارته إلى أن العلاقة باردة مع «المستقبل»، أشار إلى عودة التواصل مع قيادته.

ودعت مصادر مقربة من الجانبين لصحيفة “الحياة” إلى تجاوز الحملات الإعلامية التي ينزلق إليها المحازبون والتي ذهبت بعيداً في توتير العلاقة بينهما، على رغم أن الحريري وجعجع يستمران في تأكيد تحالفهما، مع الحاجة إلى إزالة التباسات ظهرت في المواقف إثر استقالة الحريري. ويعتقد القياديون العاملون على معالجة ما سماه جعجع «اختلافاً في المقاربات»، أن «سوء التواصل وسوء التفاهم بين الفريقين ساهما في تضخيم نقاط التباين».

ولفتت مصادر في «القوات» إلى أن اللقاءات التي حصلت بين رياشي وخوري ساهمت في توضيح بعض الأمور، بموازاة الإشاعات والتكهنات عن أن التباين سيضع الحليفين في مواجهة خلال الانتخابات النيابية المقبلة، والتي ينتظر أن تبدأ الحملات التحضيرية لها في الشهرين الأولين من العام الجديد.

ورجحت مصادر مقربة من «القوات» أن يتوصل الجانبان إلى تجديد التفاهم السياسي بينهما على أسس واضحة، تمهيداً للقاء بين الحريري وجعجع، بعدما ساد انطباع لدى «القوات» بأن العلاقة الوثيقة بين «المستقبل» وبين «التيار الوطني الحر» تأتي على حساب التعاون بين الحليفين القديمين. وترتكز أوساط متابعة لجهود ترميم العلاقة إلى قول الحريري قبل 3 أيام أن الحديث عن أن حلفاء الأمس باتوا خصوم اليوم وأن أعداء الأمس صاروا حلفاء اليوم أمر «غير موجود فعلياً».

من جهتها، رأت صحيفة “الأنباء” الكويتية ان الرئيس سعد الحريري أطلق إشارات إيجابية في اتجاه القوات اللبنانية التي سارعت الى تلقفها إيجابا. وسجل على هامش جلسة مجلس الوزراء دردشة بين الحريري والوزير ملحم الرياشي الذي اتصل برئيس حزب القوات سمير جعجع ناقلا موقف الحريري الإيجابي وحرصه على علاقة جيدة مع القوات، وأن يتوقف السجال وتعود الأمور الى مجراها الطبيعي من خلال قنوات الاتصال القائمة. وتقول مصادر ان ثلاثة اجتماعات حصلت حتى الآن بين القوات و«المستقبل» نجحت في إحراز تقدم وحيد تمثل في إنهاء حالة القطيعة، ولكنها لم تؤد الى تجاوز آثار الماضي القريب.

وثمة تغيير له معنى أقدم عليه تيار المستقبل على مستوى ممثليه للاتصال بـ «القوات»، تمثل في تعيين النائب السابق مصطفى علوش ومعه النائب سمير الجسر للقيام بهذه المهمة. تعيين علوش يؤشر الى رسالة إيجابية لمعراب كونه يعتبر من الجناح «المستقبلي» الذي يفضل التحالف مع القوات على التحالف مع التيار الوطني الحر. ولوحظ أخيرا أن الحريري قام بلفتة تقدير تجاه علوش من خلال دعوته الى حضور جلسة كتلة المستقبل على الرغم من أنه نائب سابق.

وكشف مصدر سياسي مطلع لصحيفة “اللواء” ان الاتصالات الجارية لتطبيع العلاقات بين “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” قطعت شوطاً وهي تسير “بالاتجاه الصحيح”.

وكشف المصدر عينه ان من يتولى هذه الاتصالات هما الوزيران: غطاس خوري عن “المستقبل” وملحم رياشي عن “القوات”.