IMLebanon

مشروع أوتوستراد ضبيه ــ جبيل الجديد بكلفة 6 مليارات دولار

كتب سمير اسحاق في صحيفة “الديار”:

اقر مجلس الوزراء اللبناني في الجلسة الاخيرة له مشروع توسيع اوتوستراد ضبيه مدخل جبيل والمسافة 25 كلم وذلك على الخطين سواء من ناحية الذهاب من بيروت نحو الشمال وطرابلس، ام من ناحية الخط الاتي من طرابلس والبترون وجبيل وصولا الى بيروت.

والمشروع لن يكون توسيع الاوتوستراد القائم حاليا، بل سيتم حفر نفق كبير بعلو 7 امتار تحت الاوتوستراد الحالي بطول 25 كلم وارتفاع 7 امتار، كما سيتضمن مراكز لتهوئة الطريق او النفق الذي هو تحت الارض وتأمين كامل الهواء النظيف له، اضافة الى مراكز اطفاء على مدى طول النفق الذي هو 25 كلم، كذلك اقامة مناطق على مسافة كل كيلومترين تكون ساحة واسعة في حال تعطل سيارة او حدوث حادث سيارة لنقل السيارات المعطلة او التي وقعت في حوادث فيما بينها الى الساحة كي لا يتم توقف السير في النفق.

كذلك سيتم اضاءة النفق بانارة لا تنقطع من خلال اعتماد شركة فرنسية متخصصة في هذا المجال وهي التي اشرفت على انارة النفق الذي تم حفره تحت بحر المانش الذي هو ما بين الشاطئ الفرنسي والشاطئ البريطاني. وهذه الشركة الفرنسية هي على شراكة مع شركة بريطانية مختصة بشؤون الانارة في الانفاق العميقة. وقد اعترضت 6 بلديات على حفر النفق بطول 25 كلم واعتبرت ان كل الحملات التجارية من ضبيه الى مدخل جبيل ستصاب اصابات اقتصادية عبر ضعف الشراء نظرا لمرور السيارات في الانفاق وعدم مرورها على الاوتوستراد قبالة المحلات التجارية والمراكز التجارية القائمة من ضبيه حتى مدخل جبيل.

لكن الحكومة اللبنانية رفضت اعتراض البلديات وقالت اما ان نكون بلدا حديثا ونحل ازمة السير من ضبيه الى مدخل جبيل واما ان نعمل على بيع المناقيش على هذه الطريق وتجعل المواطن يمضي اكثر من ساعة لقطع مسافة لاكثر من 25 كلم واقل.

وسيكلف مشروع النفق على الجانبين وهو بعرض 12 مترا كل خط منه، ما بين 4 مليارات الى 6 مليارات دولار، لانه لن تحصل استملاكات للاراضي وللابنية والعقارات لانه لو تم توسيع الاوتوستراد الحالي واستملاك الابنية والمحلات والعقارات لوصل الثمن الى اكثر من 15 مليار دولار. وسيكون داخل النفق ادراج من الباطون يستطيع اي مواطن من داخل النفق ان يقوم في وضع سيارته في الساحات الجانبية والخروج من النفق على ادراج الباطون ليصبح على الطريق العام. كذلك يسهل هذا الامر من انشاء الادراج الباطونية الى دخول عناصر قوى الامن الداخلي الى داخل النفق والتدخل في اي نقطة منه. كما ان جهاز الاطفاء الذي سيتم تركيبه في النفق، هو جهاز متطور جدا وعلى الارجح سيتم تلزيمه الى شركة بريطانية مختصة بعملية الاطفاء ولها خبرة اكثر من 50 سنة في هذا المجال.

وهكذا ستنقسم حركة السير بين بيروت وطرابلس الى نصفها ذلك ان السيارات المتوجهة الى جبيل والبترون والكورة والقلمون وطرابلس وعكار وغيرها ستأخذ مجرى النفق تحت الارض دون السير على الاوتوستراد الفوقاني، بينما السيارات التي تريد الوصول الى كسروان وبين بقية السيارات التي لن تذهب الى تلك المناطق ستسير على الاوتوستراد الاعلى. وهكذا من اصل 120 الف سيارة تجتاز يوميا اوتوستراد ما بين ضبيه ومدخل جبيل سينقسم عددها الى النصف، وسيكون اول حل جدي لمعالجة السير وازمة اختناق السير على اوتوستراد بيروت – طرابلس.

كما سيتم الاخذ في عين الاعتبار سيئات نفق مطار بيروت الذي يربط العاصمة باوتوستراد صيدا، حيث ظهرت ثغرات سيئة للغاية في ذلك النفقِ، وان اي حادث سير يؤدي الى شل حركة السير واغلاق النفق لكن في النفق الجديد الذي سيقام من ضبيه الى مداخل جبيل سيتم منع هذه الثغرات ويكون السير متواصلا عبر الساحات الجانبية وعبر الانارة وعبر عرض الخط الذي يصل الى 12 مترا على مستوى الخطين، اي بالنتيجة عرض الخطين 24 متراً، اضافة الى الانارة القوية والى تحديد السرعة الى 80 كلم في الساعة وليس اكثر وتجهيز النفق برادارات وكاميرات ترصد السيارات التي تسرع اكثر من ذلك وتقع تحت خانة اقامة ضبط سير في حقها، سيكون قيمته مرتفع جدا، حفاظا على السلامة العامة في النفق.

وسيتم تلزيم هذا النفق الذي يربط ضبيه بجبيل وجبيل بضبيه في شهر نيسان 2018 بعد استدراج عروض عالمية لانه لا يوجد في لبنان شركات مقاولات قادرة على حفر هذا النوع من الانفاق، بل يحتاج الى اكبر شركات العالم وعلى الارجح ستكون الشركة فرنسية – بريطانية التي ستحصل على حفر النفق المذكور وهي ذاتها التي حفرت النفق تحت البحر بين فرنسا وبريطانيا، في بحر المانش الذي يربط السواحل الفرنسية بالسواحل البريطانية.