IMLebanon

طرح إنشاء سفارة لبنانيّة في القدس جاء مُتسرّعاً…

كتبت صونيا رزق في صحيفة “الديار”:

ينقل مقرّبون من وزير الخارجية جبران باسيل بأن طرحه إنشاء سفارة لبنانية في القدس اتى ضمن خطوة تضامنية سياسية وشعبية مع فلسطين، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. لكن من ناحية اخرى شكّل طرح باسيل ردّات فعل سياسية معارضة خصوصاً في مجلس الوزراء، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي أتت بمعظمها متفاجئة مما ذكره باسيل في تغريدته التي جاء فيها: «رفعت كتاباً الى الحكومة لإنشاء سفارة لبنانية في القدس وطرحت على الرئيس الفلسطيني تبادل أراض بين لبنان وفلسطين لهذه الغاية، فوعدني بالعمل سريعاً لتقديم عقار للبنان في القدس الشرقية». اذ اعتبرت مواقف هؤلاء بأن وزير الخارجية تسرّع في كتابة تغريدته، لانها أتت عاطفية وهدفها الأول إعطاء المعنويات للشعب الفلسطيني والعربي الثائر، فيما المسؤولون العرب وبأغلبيتهم تناسوا هذه المسألة لاننا لم نشهد سوى ثورة الشعب العربي لا حكامه.

وعلى الخط السياسي اللبناني لم تجر الرياح كما تشتهي سفن باسيل، بحيث لم يلق طرحه أي تجاوب خلال جلسة مجلس الوزراء الاخيرة. واللافت ان التجاوب لم يأت من حليفيه حزب الله والسوري القومي ، اذ  لم يتحمّسوا لفكرته لانها ستشكل اعترافاً ضمنياً بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقد كرّت المسبحة الى باقي الوزراء الذين دعوا لدراسة النواحي اللوجستية لهذا الموضوع. فتمّت الاستعانة بتشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري لدرس الاقتراح ومتابعته، وفق مصادر وزارية بأن اللجنة لن تكمل مهمتها لانها لن تحظى بأية موافقة.

واعتبرت هذه المصادر بأنه كان من الاجدر بباسيل لو إستكشف شؤون وشجون وتداعيات طرحه هذا قبل ان يعلنه، كما كان من الأفضل لو إستشار عدداً من المقرّبين والمطلّعين لان فكرته هذه تحتاج الى نقاش قانوني وسياسي عميق، والظروف ليست مهيّأة لها ابداً في هذا التوقيت بالذات. سائلة كيف يمكن للبنان ان يستملك ارضاً في القدس مع كل ما تتطلبه من أوراق ومعاملات إسرائيلية رسمية؟، وكيف يمكن إنشاء سفارة لبنانية في القدس تحمل العلم اللبناني وُتسمىّ ارضاً لبنانية؟. وكيف يمكن لباسيل تعيين سفير وطاقم لبناني هناك؟، لان مَن يدخل القدس يحتاج الى إذن مرور من السلطات الإسرائيلية، وبالتالي مَن سيزور تلك السفارة؟، لافتة الى ان إسرائيل بلداً عدواً للبنان ولا يجوز إنشاء سفارة لبنانية على ارض محتلة من قبلها.

وشددّت من ناحية اخرى على ضرورة توحيد الموقف العربي حيال القدس، وعلى رفض القرار الأميركي لانه فاقد للشرعية الدولية، مع التزام لبنان مبادرة السلام التي أقرّت في قمة بيروت.

ورأت المصادر عينها بأن المسألة تحتاج لتوّجه الدول العربية الى مجلس الامن والأمم المتحدة لرفض هذا القرار، داعية الى التضامن ولو لمرة  واحدة  لان القدس قضية حق تحتاج الى جهود عربية ودولية حثيثة لوقف الخطوة التي تقوّض مشروع السلام في المنطقة، وختمت بأن القدس ارض السلام ومهد الديانات السماوية بأجمعها وهي تهّم المسيحيين قبل المسلمين والمطلوب وقفة دولية موّحدة من اجلها.