IMLebanon

ما هي نتائج دعوة البطريرك الراعي الى السعودية؟

كتبت دنيز بركات في صحيفة “الديار”:

قررت السعودية فتح خط علاقات مع كافة الاطراف وحتى مع الرئيس نبيه بري، انما كليا لا تقيم علاقة مع حزب الله بل تعتبره حزباً معادياً لها. ولذلك ولاول مرة في تاريخ السعودية والبطريركية المارونية لسائر انطاكيا والمشرق وجهت السعودية دعوة الى البطريرك الماروني بشارة الراعي لزيارة المملكة العربية السعودية، في ظل سياسة يريد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الحصول على نفوذ سعودي اكبر على الساحة اللبنانية وذلك لتطويق المقاومة وحزب الله وخاصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يقف ضد الموقف السعودي ويعلن ان لبنان بحاجة الى سلاح حزب الله وهو امر لا تقبله القيادة السعودية. ولذلك جاءت دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لمحاولة استقطاب الزعيم الديني للموارنة في علاقة ممتازة مع السعودية وتجاهل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون نتيجة موقفه مع حزب الله.

واذا كان البطريرك الماروني بشارة الراعي قد اعلن اثر زيارته الى السعودية ان كل السلاح ايا يكن يجب ان يكون تحت سلطة الدولة اللبنانية، الا انه عاد بخطبة اثناء قداس اقامه في بكركي مثل كل قداس يقيمه يوم الاحد اعلن البطريرك الراعي ان لبنان يجب ان يقيم سياسة دفاعية للحفاظ على سيادته وارضه، وهذا يعني تراجعا بسيطا عن موقفه في السعودية تجاه تصريحه ان كل السلاح يجب ان يكون تحت اشراف الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بالتحديد.

لكن السعودية فتحت خطا مع بطريرك الموارنة وبكركي، ولاحقا سيزور السفير السعودي البطريرك الراعي وبكركي بعد ان يقدم اوراقه لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويبلغه دعم السعودية لبكركي ولكل المنظمات والمؤسسات المارونية سواء لحاجاتها في اقامة مستشفيات او دعم المدارس المارونية ماديا كي تستطيع التقدم وتخفيض اسعار الاقساط المدرسية لطلابها، وبذلك تكون السعودية قد اقامت لاول مرة خطا مباشرة ودعما ماليا وسياسيا للبطريركية المارونية في بكركي وللمؤسسات الاجتماعية والانسانية والمستشفيات والمدارس التابعة لها. وعندها لا تعود علاقة السعودية مقتصرة فقط على دار الفتوى بل تكون علاقتها مع دار الفتوى السنيّة ومع بطريركية بكركي المارونية، التي هي مكوّن كبير في الكيان اللبناني.