IMLebanon

جنبلاط “يفرمل” سياسة العزل

كتب هشام يحيى في صحيفة “الديار”:

فيما لا تزال القوى السياسية تعزز استعداداتها للانتخابات النيابية يبدو أن تحالف قوى السلطة الذي سيتكون من تيار المستقبل وتيار الوطني الحر وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي آخذ أكثر بالتبلور وذلك خلف عنوان أن هذا التحالف القوي يضم القوى التي تصدت وأفشلت الانقلاب على التسوية المحلية التي تحفظ أمن واستقرار البلاد وتعزز مسار تحييده عن آتون صراعات المنطقة المشتعلة، من دون أن يعني ذلك أن هذا التحالف سيكون عرابا لسياسة العزل التي تتناقض من طبيعة لبنان وتركيبته.

إلى ذلك، ترى أوساط بارزة بأن هذا التحالف لم ولن يكون رأس حربة لعزل أو تهميش أي مكون سياسي بل أن هذا التحالف سيكون منفتح على أي موكن سياسي آخر وان لم يكن هذا المكون السياسي دوره أساسي ومتقدم في التصدي لتداعيات الأزمة الأخيرة، ما يعني ان هذا التحالف وأن كانت نواة مكوناته السياسية باتت معروفة وهي تتألف من كل تيار المستقبل وتيار الوطني الحر وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي إلا أن هذا التحالف لم ولن يستهدف لا عزل ولا تطويق ولا تهميش أي فريق سياسي آخر وبعبارة واضحة لن يعزل ولن يطوق ولن يهمش القوات اللبنانية، ما يعني ان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط نجح بنصائحه العقلانية التي تضع مصلحة وحدة البلاد والشراكة الوطنية فوق كل الاعتبارات من فرملة مسار عزل القوات اللبنانية وعزل أي مكون سياسي آخر في البلاد كحزب الكتائب على سبيل المثال.

الأوساط أشارت بأن حركة النائب جنبلاط الأخيرة نجحت في هذا المسعى، وهذا النجاح ساهم به المناخ السياسي الإيجابي المستجد في العلاقة الشخصية القوية التي نشأت بين زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي زار هو وزوجته شانتال ميشال عون كليمنصو بحضور تيمور جنبلاط والسيدة نورا جنبلاط، حيث جرى خلال هذا اللقاء العائلي الحميم كما وصفه النائب جنبلاط التطرق إلى كافة المواضيع التي غلب على نقاشها الطابع الإيجابي بعد أن باتت الثقة والكيمياء قائمة بين زعيم المختارة النائب جنبلاط ونجله تيمور من جهة ورئيس التيار الوطني الحر وصهر فخامة رئيس الجمهورية الوزير جبران باسيل من جهة أخرى، حيث أنه يمكن الجزم بانه بعد هذا اللقاء هناك صفحة جديدة قد فُتِحت بين المختارة والوزير باسيل، وعلى هذه الصفحة البيضاء الجديدة لن يكتب فيها سوى كلمات تعزيز وتوطيد العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، كما لن يكتب على هذا الصفحة الجديدة سوى كلمات تعزيز الوحدة والشراكة الوطنية والعيش المشترك في الجبل بين كافة مكوناته السياسية والعائلية وبطبيعة الحال هذه الوحدة والشراكة لن تستثني بطبيعة الحال لا القوات اللبنانية ولا حزب الكتائب ولا أي مكون آخر في الجبل سيما أن سياسة العزل والتطويق والعزل تتعارض مع خصوصية الجبل الذي أعاد النائب جنبلاط بفعل علاقته المستجدة مع الوزير باسيل وعلاقته الوطيدة مع الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري من إعادة الاعتبار لخصوصية الجبل التي باتت معظم الأطراف المعنية بالاستحقاق الانتخابي على قناعة راسخة بضرورة صون وحفظ هذه الخصوصية للجبل الذي يبقى أمنه واستقراه أساس أمن واستقرار كل لبنان.

وبحسب الأوساط عينها أن النائب جنبلاط بمقاربته لعناوين المرحلة يأخذ بعين الاعتبار بأن لبنان بتنوعه وتعدده هو بلد التوازنات والحوار والوحدة والشراكة وكل التجارب الأحادية والثنائية والثلاثية والرباعية التي حاولت الخروج عن طبيعة تكوين لبنان فشلت، ولان التوازن هو أساس تركيبة لبنان فإن النائب جنبلاط متمسك بالحوار والوحدة والشراكة التي يقوم عليها الوطن وهذه الشراكة لا تستثني أحد على الإطلاق، سيما ان الخوف عند النائب جنبلاط يبقى اليوم ليس على المقاعد النيابية والمكاسب الانتخابية الآنية، بل الخوف الحقيقي هو على حقوق المواطن ببيئة سليمة ورعاية صحية وعدالة اجتماعية التي توفرها الدولة الراعية والحاضنة لقضايا مواطنيها، ولان الدولة تبقى هي الأساس فأن سياسة العزل وممارسات العزل والاستقواء والتعالي لا تساهم أبدا في تعزيز مسار استكمال بناء الدولة القوية العادلة التي تحتضن كافة أبناءها من دون أي عزل أو تطويق أو تهميش لأي فريق أو مكون سياسي.