IMLebanon

انتخابات طرابلس: “ريفي” يتمدّد على الرغم من التضييق

كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:

في طرابلس خمسة تيارات سياسية وخمسة مقاعد سنية (ومقعد علوي ومقعد ارثوذكسي ومقعد ماروني) وتشكل هذه التيارات في الوقت نفسه محطة تنافس فيما بينها، لان المعركة الانتخابية المقبلة ستحدد احجام القوى والتيارات والفوز سيكون من نصيب التحالف الاقوى.

لكن اي من التيارات السياسية الخمسة سيحظى بالمقاعد السنة الخمسة؟

فمدينة طرابلس تضم ابرز القوى السياسية التي تشكل العصب السني الاقوى في لبنان وهي (ميقاتي ـ ريفي ـ كرامي ـ الحريري ـ الصفدي)، وحسب الاستطلاعات الاخيرة ان تياري ميقاتي وريفي يتقدمان بمعنى ان الفوز الكاسح سيكون من نصيبهما. فكيف سيكون المشهد الطرابلسي في حال تحالفت ابرز التيارات السياسية في المدينة؟

حتى الساعة تؤكد اوساط الوزير السابق فيصل كرامي ان تحالفه مع الرئيس نجيب ميقاتي متين من ناحيته، لكن من ناحية ميقاتي ربما تكون للاخير حسابات اخرى تقضي بتجديد تحالفه مع الرئيس الحريري على الرغم من ان مصادر المستقبل ونقلا عن امين عام التيار احمد الحريري تؤكد ان التحالف مع ميقاتي غير وارد.

لكن برأي اوساطاً سياسية متابعة ترى ان تحالف ميقاتي ـ الحريري لا يصب في مصلحة كليهما خصوصا ان نتائج انتخابات البلدية اكدت هشاشة هذا التحالف حيث جاءت النتائح ردا على الاستخفاف بالطرابلسيين وبحقوقهم المنسية. لذلك ترى الاوساط ان مصلحة كل تيار سياسي خوض المعركة المقبلة منفردا بمعنى ان يشكل لائحة تضم مرشحين جدداً لان بند الصوت التفضيلي في القانون النسبي الجديد يتحكم بمسار المعركة الانتخابية.

وكشفت الاوساط ان كرامي لم يعد يخشى استغناء الرئيس ميقاتي عنه قبل المعركة بأيام كما حصل مع النائب السابق جان عبيد عشية انتخابات 2009 حيث كشفت المصادر ان كرامي يفكر في تشكيل لائحة تضم ابرز الناشطين في المجتمع المدني.

اما بالنسبة لاجواء الوزير السابق اشرف ريفي فالاخير ما يزال يتمدد في المناطق الشعبية على الرغم من التضييق غير المسبوق الذي يواجهه انصاره، وتؤكد مصادره ان ريفي يزداد كل يوم اصرارا على خوض المعركة منفردا بعيدا عن اي محاولة تحالف مع قوى طرابلسية لها وزنها الانتخابي مع التأكيد ان صندوقة الاقتراع هي من تحدد موازين القوى السياسية في المدينة.

اما بالنسبة لتيار الصفدي فترى اوساط متابعة ان مصادر الاخير تسعى الى ترشيح زوجة الوزير السابق محمد الصفدي فيوليت الصفدي عن مقعد الارثوكس بدلا منه لكن هذه المساعي ما زالت تجابه بالرفض من قبل قيادات المستقبل التي تعتبر ان هذا المقعد سيكون من حصة تيار المردة الذي وعدهم بالوقوف الى جانبهم في كل المناطق ومنحهم اصوات المردة خصوصا في المناطق الشمالية البترون والكورة وعكار. واشارت المصادر الى ان سعي الصفدي لاستبدال ترشحه بزوجته ليس سوى ضمانة المقعد النيابي خصوصا انه على لائحة الحريري التي تضم النائب محمد كبارة الذي يشكل عصب التيار في المدينة واحتمالات كبيرة بفوز الاخير وحده من لائحة الحريري في حال استمر المشهد على ما هو عليه.

اما بالنسبة للمقاعد الاخرى (الماروني والارثوذكسي والعلوي) فتكشف اوساط ان هناك اتجاهاً من قبل القوى السياسية كافة الى اختيار مرشح علوي غير حزبي من منطقة جبل محسن بهدف كسب اكبر عدد ممكن من اصوات العلويين وفي حال توزع اكثر من مرشح علوي على اللوائح فانه حتما لن تكون اصوات العلويين بيضة القبان. وفي حال بلغت نسبة الاقتراع في طرابلس اكثر من 50% فان اصوات المسلمين السنة في كل اللوائح هي من تحسم المعركة.

اما الحركات والجمعيات الاسلامية فموزعة بين اصوات «الجماعة الاسلامية» واصوات «المشاريع الخيرية» (الاحباش). وحتى الان كالعادة لم تحسم «الجماعة الاسلامية» خياراتها بالتحالفات، فيما «المشاريع الخيرية» تجد نفسها اقرب الى كرامي اكثر من اي تيار سياسي اخر. والتيارات السلفية في جزء كبير منها لا تشارك في الانتخابات ترشيحا او اقتراعا لاسباب شرعية حسب وجهة نظرها. والقسم الباقي من هذه التيارات لا تشكل اصواتها عاملا مؤثرا في المعركة الانتخابية. لكن بعض رموز السلفيين موزعون ما بين تيار ميقاتي وتيار ريفي، ورغم عدم مشاركتهم في الاقتراع الا انهم مؤثرون في توجيه الناخبين الذين يرتادون مساجدهم.