IMLebanon

انتخابات زحلة: شروط وتحفّظات على المرشحين والحلفاء

كتب خالد عرار في صحيفة “الديار”:

يبدوأن خندق الخلاف بين حركة أمل والتيار الوطني الحر آخذ في الإتساع ولم يكن مرسوم أقدمية الضباط هو البداية، بل الأمر يعود إلى ما قبل الإنتخابات الرئاسية ومن المرجح أن تتأثر دائرتي البقاع الغربي والأوسط ودوائر أخرى في هذا الخلاف، حيث أبلغت اللجنة الإنتخابية في حركة أمل اللجنة الإنتخابية في حزب الله في أول إجتماع عقده الطرفين منذ يومين بأن الحركة ستكون في الجهة المناهضة للتيار الوطني الحر في خريطة التحالفات التي مازال يكتنفها الغموض في كل من زحلة والبقاع الغربي.

وخلال هذا الإجتماع ووفق مصادر متابعة إستحوذت دائرة زحلة حيزاً واسعاً في النقاش، ومازال المقعد الشيعي في هذه الدائرة مدار بحث حول من حصة من سيكون من حركة أمل أومن بيئة حزب الله، والأرجحية وفق المصادر سيكون للجهة الثانية. إلا أن الأمر لم يحسم بانتظار إنضاج القرار في اللقاءات المقبلة، فإذا تم الإتفاق على أن يكون المقعد الشيعي في منطقة زحلة من نصيب حركة أمل فسيكون التحالف مع التيار الوطني الحر في هذه الدائرة أمرا مستحيلا، أما إذا كان من حصة حزب الله فالتحالف مع تيار المستقبل في هذه الدائرة أيضا مستحيل، وهذا مما يؤكد على تشكيل أكثر من ثلاثة لوائح في دائرة زحلة.

وتشير المصادر بأن تيار المستقبل الذي يمتلك كتلة ناخبة وازنة في دائرة زحلة فهو ذاهب إلى تسمية مرشحين، الأول على المقعد السني وقد يكون من نصيب النائب الحالي عاصم عراجي، والمرشح الثاني عن المقعد الأرمني ويصر الرئيس سعد الحريري على ترشيح الإعلامية بولا يعقوبيان على هذا المقعد بالإتفاق مع الطشناق على أن يعطي الأخير في بيروت.

وتلاحظ الأوساط أن كل القوى السياسية في زحلة ترغب بالمقعد الأرمني وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري للإستحواذ على أصوات الأرمن في قضاء زحلة وفي دوائر أخرى الذي يفوق الخمسة آلاف صوت. وهذه الرغبة لدى القوى السياسية جعلت الفوز بالمقعد الأرمني بالأمر الصعب، بعد أن كان في كل الدورات الإنتخابية السابقة مقعدا سهلا.

من جهتها القوات اللبنانية بدأت منذ يومين بإجراء إستطلاع داخل مدينة زحلة على مجموعة أسماء من الأرمن والروم الأرثوذكس والكاثوليك لتختار أكثر إسمين يستحوذان على تأييد من أنصار القوات اللبنانية في المدينة، مع أن القوات اللبنانية بدأت تميل إلى إعادة ترشيح النائب الأورثوذكسي الحالي جوزيف المعلوف الذي كان أعلن منذ أربع سنوات بأنه لا يرغب بالترشح مرة أخرى، وهويواجه حرجا برغبة القوات بإعادة ترشيحه، لكن الأخيرة وعدته بإيجاد مخرج لائق أمام إعادة ترشحه.

أما الكتائب اللبنانية التي تعيش صراعا داخليا في قضاء زحلة حول طائفة المرشح الذي ستعتمده في هذه الدائرة، إلا أن الأمور تتجه شيئا فشيئا نحوالنائب الحالي إيلي ماروني. وفي هذا السياق بدأ حزب الكتائب منذ فترة وجيزة بإجراء مشاورات بينه وبين القوات اللبنانية لعقد تحالف إنتخابي في المنطقة، لكن هذه المشاورات تصطدم ببعض الشروط التي يطرحها رئيس الحزب سامي جميل.

وتشير الأوساط أن بداية تفاهم تم الإتفاق عليه بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر على تشكيل لائحة مشتركة يكون فيها للتيار ثلاثة مقاعد.

أما على صعيد الكتلة الشعبية التي أجرت رئيستها ميريام سكاف عدة لقاءات مع عدة قوى سياسية ومنها الرئيس سعد الحريري، لم تصل إلى نهايات واضحة. وتكشف الأوساط أن ميريام سكاف في لقائها الأخير مع سعد الحريري وضعت عدة شروط لتحالفها مع تيار المستقبل، الأول هي من تقوم بتشكيل الائحة، الثاني إعلانها من مدينة زحلة، الثالث على أن يرأسها كاثوليكي، وهذه الشروط هي من أجل الحفاظ على الخصوصية الزحلاوية. إلا أن هذه الشروط لم تلاقِ ترحيبا من  الحريري لكنه لم يعلن رفضها لأن الحريري بتحالفه مع ميريام سكاف يحصل على أكبر عدد من أصوات السنة، أما تحالفه مع التيار الوطني الحر في زحلة سيواجه صعوبة كبيرة في إقناع المستقبليين لأنهم إعتادوا على كره التيار الوطني الحر.

وتؤكد أوساط ميريام سكاف أنه إذا لم ينجح التفاهم مع الحريري فهي ذاهبة لتشكيل لائحة كاملة من ضمنها سني وشيعي، وتقول أن الأسماء التي تنوي ترشيحها على لائحتها هي من الأسماء النظيفة والممتازة.

أمام هذا المشهد المعقد والذي سيستمر طيلة الشهر الحالي الذي تطغى عليه المشاورات والمناورات قبل الشروع بتظهير الصورة الواضحة في دائرتي زحلة والبقاع الغربي في منتصف الشهر المقبل.