IMLebanon

هل تزامن انفجار صيدا مع تحليق الطيران الإسرائيلي؟

نجا أمس المسؤول في الكادر الفلسطيني لحركة «حماس» في صيدا (جنوب لبنان) محمد عمر حمدان من محاولة اغتيال بتفجير سيارته قبل دخوله إليها في موقف المبنى الذي يقطن فيه بمحلة البستان الكبير. وأدى الانفجار إلى إصابته في قدمه وتدمير سيارته وإلحاق أضرار بالمبنى الذي يبعد عشرات الأمتار عن حي البراد حيث اغتيل الأخوان مجذوب المنتميان إلى حركة «الجهاد الإسلامي» قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب تموز (يوليو) 2006.

وهز الانفجار مدينة صيدا، وقالت «حماس» في بيان إن «المؤشرات الأولية ترجح وجود أصابع صهيونية خلف هذا العمل الإجرامي الذي يأتي في سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة في فلسطين المحتلة».

وتجنب أكثر من مسؤول في «حماس» في صيدا وبيروت الدخول في تفاصيل الانفجار، لأن التحقيق في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية، وهو بدأ بحضور خبير عسكري تولى الكشف على سيارة حمدان مع أنها احترقت كلياً، إضافة إلى قيام رجال الأدلة الجنائية برفع البصمات عن السيارة.

وانتقل رجال الأدلة الجنائية من مكان الانفجار الذي عاينه أيضاً مسؤول فرع استخبارات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادة، إلى مستشفى غسان حمود في صيدا واستمعوا إلى أقوال حمدان في حضور حمادة.

وتبين أن حمدان بصحة جيدة وأن أصابته اقتصرت على أسفل قدمه وخضع لعملية لتضميد جروحه، خصوصاً أنه ظل في كامل وعيه وتحدث إلى المسعفين الذين نقلوه إلى المستشفى، وأيضاً إلى مسؤولين في «حماس».

وقدر الخبير العسكري زنة العبوة بـ500 غرام من المواد الشديدة الانفجار، فيما نقل عن شهود أن الانفجار حصل أثناء تحليق طائرات حربية إسرائيلية في سماء الجنوب، وتحديداً صيدا، في مقابل تأكيد مصدر أمني لبناني لـ «الحياة» أن الانفجار أحدث صوتاً قوياً، وأن التفجير تم على دفعتين.

وبالنسبة إلى كيفية حصول الانفجار، ذكرت صحيفة «الحياة» أن التحقيق الذي قام به الخبير العسكري يستند إلى معطيات فنية وتقنية، إضافة إلى التأكد من «الرادارات» التابعة للجيش اللبناني، وتحديداً تلك الموضوعة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، للتأكد من على شاشاتها هل تزامن الانفجار مع وجود إشارات إلى تحليق الطيران الإسرائيلي، حربياً كان أو للاستطلاع، لأن مجرد إثبات ذلك يدفع إلى احتمال أن التفجير حصل بواسطة إحدى هذه الطائرات من الجو لحظة اقتراب حمدان من سيارته.

لكن المؤكد حتى الآن أن العبوة، كما قالت مصادر صيداوية لـ «الحياة»، وضعت في مكان ما أسفل السيارة وتحت المقعد المخصص للسائق، وأن احتمال تفجيرها بواسطة جهاز تحكم من بعد في ضوء وجود من فجرها في مكان يتيح له السيطرة على البقعة التي ركنت فيها السيارة، يبقى هو الأرجح.

وعزت المصادر نفسها احتمال تفجيرها من بعد إلى أن العبوة انفجرت عمودياً أي أن شظاياها اخترقت سقف السيارة ولم تُحدث حفرة، ما يعني أن قوة دفعها جاءت من تحت المقعد إلى سقفها.

ولفتت هذه المصادر إلى أن حمدان كان يعمل مدرساً في السابق، وقالت إنه على صلة وثيقة بمسؤول «حماس» السابق في لبنان أسامة حمدان، وإن السيارة ليست مسجلة باسمه وإنما باسم زوجته.