IMLebanon

لماذا تبني اسرائيل الجدار على الحدود اللبنانية؟

رأى مراقبون أن بناء إسرائيل جدار عازل، وهو الخامس لها، على الحدود اللبنانية يعكس تغيرا في استراتيجيتها من الهجوم المباشر إلى اعتماد استراتيجية دفاعية هجومية مركبة.

ويشير المراقبون في حديث لصحيفة “العرب” اللندنية إلى العديد من العوامل التي تدفع إسرائيل إلى تعديل استراتيجيتها ومنها تضاعف قدرات حزب الله نتيجة المعارك التي يخوضها على أكثر من جبهة إقليمية، ما مكنه من اكتساب خبرة واضحة، فضلا عن حصوله على ترسانة من الأسلحة التي هربت أساسا من سوريا، رغم العمليات الجراحية التي قامت بها إسرائيل للحيلولة دون ذلك.

ويقول محللون لبنانيون إن مخطط إسرائيل لبناء جدار عازل يحمل أكثر من بعد، فعلى المدى القريب ترغب تل أبيب في تعزيز المناعة ضد أي عمليات تسلل واختراق من الجانب اللبناني، وهي تريد الاحتفاظ بالمناطق المتنازع عليها على الخط الأزرق كمناطق دفاع أول لها، أما على المدى البعيد فهي تريد إحداث تغيير جغرافي للحدود بينها ولبنان وفرضها كأمر واقع، حتى تكون بإمكانها المطالبة بها مستقبلا.

ويعتبر المحللون أن سلوك حزب الله يوفر الغطاء لإسرائيل للتمادي في أجندتها، فهي تحت شعار الدفاع عن نفسها، تقوم باختراقات بالجملة على الحدود مع لبنان، ولن يكون آخرها بناء جدار عازل، الذي بررت تشييده بتهديد سابق لنصرالله بالدخول إلى الجليل.

ويستبعد هؤلاء أن يقود التصعيد الجاري بين لبنان وإسرائيل إلى حرب بين الجانبين، فالدولة اللبنانية تمر بظرف حساس سياسيا واقتصاديا وأمنيا، نتيجة الوضع الإقليمي الملتهب، وبالتالي أي حرب مع إسرائيل ستكون بالنسبة لها كارثية، أما حزب الله ونتيجة انخراطه في جبهات قتال كثيرة، فإنه لن يكون عمليا قادرا على فتح جبهة جديدة، خاصة على ضوء تصاعد الضغوط الأميركية عليه وآخرها تشكيل فريق للتدقيق في تمويل الحزب وتجارته في المخدرات لدعم نشاطاته الإرهابية.

ويشير المحللون إلى أن قرار حزب الله بالمجازفة في حرب مع إسرائيل يبقى خاضعا لحسابات إيران وليس للبنان.

ويلفتون إلى أن السلطة اللبنانية ستنتهج خيار الدبلوماسية في مواجهة الخطط الإسرائيلية، وأنها قد تلجأ إلى الأمم المتحدة لثني تل أبيب عن بناء جدارها العازل.