IMLebanon

“جعجع” يخرق تفاهم كليمنصو

كتب سيمون ابو فاضل في صحيفة “الديار”:

يرافق تشكيل اللوائح الانتخابية في دائرة الشوف – عالية تجاذب بين القوى السياسية  كأمر طبيعي يسبق الأستحقاق المرتقب في ايار المقبل بحيث يهدف كل فريق الى تعزيز كتلته وتقوية حضوره النيابي في المعادلة المناطقية والعامة.

فالتجاذب  بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبين القوات اللبنانية تخلله عتاب خيّم على اللقاء الاخير في معراب بين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور جعجع وبين النائبين في اللقاء الديموقراطي نعمة طعمة واكرم شهيب اللذين ذكرا «الحكيم» بأن اللقاء  الذي جمعه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في كليمنصو تضمن التمسك بالتحالف الأنتخابي بينهما من خلال وجود النائب جورج عدوان على اللائحة، وتبع ذلك توافق بين رئيسي الحزبين على التنسيق حول كل خطوة يقدم عليها اي من الطرفين في منطقة الجبل وهو الامر الذي تم خرقه حسب اوساط اشتراكية باعلان القوات اللبنانية ترشيح انيس نصار عن المقعد الارثوذكسي في عاليه، وكان جواب جعجع  بانه سيعمد الى دراسة الامر وسيتخذ الخطوة المناسبة قبيل نهاية هذا الشهر.

وفي منطق الحزب الاشتراكي فان جنبلاط اراد ان تضم اللائحة كلاً من القوات اللبنانية ممثلة بعدوان والكتائب اللبنانية ممثلة بالنائب فادي الهبر الذي كانت التجربة السياسية بينهما جيدة عدا ان هذين الحزبين المسيحيين والحزب التقدمي الاشتراكي كانوا أفرقاء في حرب الجبل وكذلك في المصالحة التاريخية لا سيما ان امكانية ضم رئيس حزب الأحرار دوري شمعون مستبعد، لذلك اعتبر جنبلاط بان هذا التحالف مع عدوان والهبر يشكل مروحة حماية للمنطقة.

ثم ان ألأعتراض الغامض للقوات اللبنانية حسب الاشتراكي، على المرشح الماروني المحامي ناجي البستاني ليس مقبولا سيما انه يمتلك حيثية شعبية ظهرت في كل الاستحقاقات النيابية السابقة كما ان العلاقة منذ نحو اربع سنوات مع جنبلاط شهدت تناغما وتحسنا اضافة لكونه نشيطاً خدماتيا وهو الامر الذي شجع رئيس الاشتراكي على التحالف معه ليكون البستاني وطعمة قادرين على متابعة مطالب المسيحيين الذين لديهم اعتبارات منذ احداث الجبل بهدف تأمينها من خلال تواصلهما مع الجهات المعنية وهو الهدف الذي يعزز الحضور المسيحي قي المنطقة.

ولذلك جاء اعلان جنبلاط تتابع الاوساط خلال مقابلته مع الاعلامية بولا يعقوبيان عن ضم البستاني الى لائحته بعدما رشح جعجع نصار دون التنسيق معه عملا بقاعدة التفاهم بينهما.

لكن القوات اللبنانية تنظر الى الامر من رغبتها بعدم حصول اي  خلاف مع جنبلاط وفق اوساط قيادية لكن في الوقت ذاته تجد ان حجمها الشعبي يتمثل بمرشحين عن الشوف وعاليه  وان رفضها لناجي البستاني وضرورة سحبه هو امر ثابت ولن يتراجع عنه جعجع كما ان موضوع ترشيح نصار تعالجه القوات مع الكتائب اللبنانية من زاوية اعتبارات مختلفة عن تلك التي هي محور نقاش مع رئيس ألأشتراكي.

وفي حال وصل النقاش مع جنبلاط  الى طريق مسدود وسقط التحالف بينهما  فان القوات حسب ألأوساط تملك هامشا واسعا من التحالفات ومنها مع التيار الوطني الحر وغير قوى سياسية في دائرة  الجبل  التي تضم قضاءي الشوف وعاليه.

وتتحدث اوساط اشتراكية بأن لقاء عقد منذ نحو ثلاثة اسابيع بين الوزير السابق ماريو عون وبين ممثلين عن النائب جنبلاط حمل عرضا للتحالف لكن على اساس ضم الدكتور عون  والدكتور حارث بستاني الى عداد لائحة المرشح تيمور جنبلاط، لكن الجواب الذي تبع الاجتماع من قبل رئيس الأشتراكي هو انه سيضم ماريو عون فقط فيما سيكون المرشح ناجي البستاني كصديق مشترك على اللائحة عوضا عن غياث بستاني، مما لاقى رفضا من قبل التيار الوطني.

وثمة معطيات بأن التنسيق المستجد بين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية مؤخرا يدرس احتمال التعاون الانتخابي بينهما لمواجهة قرار الزعيم الدرزي الذي يبخل على كل منهما بالمقاعد  في دائرة الجبل بحيث يعطي كل فريق مقعدا واحدا، لا سيما انه متمسك عن قضاء عاليه  بكل من النائب هنري حلو والمحامي غسان السعد ابن شقيق النائب فؤاد السعد.

وفي الوقت ذاته لم يتضح بعد اذا ما كان فرط التحالفات بين القوات والاشتراكي سينسحب على دائرة بعبدا التي باتت نواة لائحة جنبلاط تضم كلاً من الوزير ايمن شقير  والمرشحين صلاح حنين وصلاح الحركة في ظل وجود المرشح القواتي الوزير بيار ابي عاصي، ام تكون للقوات لائحة مستقلة نظرا لكون تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله في هذه الدائرة مرجحاً للاستمرار لكونه معقل التفاهم على ما هو الكلام لدى «العونيين» رغم تمايز حركة امل عنهما نتيجة الخلاف القوي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من جهة وبين رئيس مجلس النواب وزعيم حركة امل الرئيس نبيه بري.

وهذا التعقيد  قد يطال دائرة الشوف لان الكتلة الشيعية  الناخبة للثنائي حزب الله وامل  توازي 10 الاف صوت ،قد يخسرها التيار الوطني والقوات اذا ما تحالفا لاعتبار ان حزب الله لن يصوت للقوات اللبنانية وحركة امل لن تصوت للتيار الوطني اي ان منطق التصويت المجزأ هو الذي سينسحب على معظم الدوائر قي الاستحقاق المقبل.