IMLebanon

القوّات: لا نتّكل على أحد في الانتخابات

كتبت ابتسام شديد في صحيفة “الديار”:

عادت العلاقة بين القوات والتيار الوطني الحرالى حالتها الطبيعية والعادية ولكنها لم تعد ابداً كما كانت قبل 4 تشرين الثاني، ولم تسلك التفاهمات التي تم ترميمها مؤخراً بسواعد الوسطاء بين بيت الوسط ومعراب وبين معراب وسن الفيل مقر التيار الوطني الحر طريقها الى التنفيذ في الانتخابات، فالواضح ان خيار المستقبل في 6 ايار هو الى جانب التيار الوطني الحر،فيما التيار الوطني الحر يخوض عاصفة الانتخابات بدون الحاجة الى مساعدة حليفه المسيحي والاتكال على كتف معراب في بعض الدوائر ترجمة لتفاهم المرجعيتين المسيحيتين الذي لن يكون نافذاَ في الانتخابات، فالقوات كما التيار يأكلان من الصحن  الانتخابي نفسه وتعاونهما في مناطق الاشتباك الانتخابي ليس مجديا او فعالاً وبعد ان صار لدى القوات والتيار مرشحين في كل الدوائر يتنافسان في مواجهة في منازلات قاسية، عدا ذلك فان الهجمة السياسية على معراب  قبل فترة تبين فيما بعد انها بقيت مجرد حركة سياسية لافتة بدون ان يتم تقريشها في الانتخابات.

وفيما يتحدث عونيون عن اشارات وصلت اليهم من قبل القوات لحصول التعاون الانتخابي، فان القوات على ما يبدو تعتبر نفسها غير معنية بالموضوع الانتخابي  مع احد بعد وليست في وارد التفتيش عن  حلفاء الانتخابات من الوسط العوني ولدى المستقبل ايضاً، اذ تعتبر القوات ان مرشحيها يتمتعون بالاهلية اللازمة  في حال لزم الامر وهي قررت خوض الانتخابات منفردة او من خلال التحالفات الموضعية في بعض الدوائر وحيث ان معراب تتكل اضافة الى مرشحيها على الحلفاء ومن تدعمهم في المعركة وهؤلاء حصلت وعود من قبلهم بالانضمام الى كتلة القوات بعد الانتخابات.

بالطبع فان عدم التحالف في الانتخابات لا يعني ان القوات تسعى الى خربطة التفاهمات والمساعي لترتيب ما افسدته الازمة السعودية، لكن القوات لا تتوقف الحياة لديها اليوم او تتأثر العملية الانتخابية باتصال او رسالة من رئيس الحكومة او من قيادة التيار الوطني الحر،فمعراب اعلنت مرشحيها في منتصف الازمة مع حلفائها بدون ان تتأثر بتداعيات الاحداث عليها وهي تكمل مشوارها وخططها الانتخابية بمعزل عن اي تطور سلبي او ايجابي، فقاعدتها وقيادتها جاهزة للاستحقاق منذ اشهر وتنتظر لحظة المعركة لاثبات الوجود مهما بلغت التحديات والعوائق.

بالنسبة الى قواتيين فان معركة القوات ولو بدون المستقبل او التيار الوطني الحر ليست معقدة بل جرى ترتيبها قبل فترة وفق حسابات  تقتضي عدم  الاتكال على احد خصوصاً وان القانون الجديد بصوته التفضيلي يعطي فرصاً حقيقية للفوز كما ان القانون النسبي لا تفيد فيه التحالفات او تقدم او تؤخر في الانتخابات لان في هذا القانون يتم الاعتماد على القوة الذاتية للاحزاب وعلى الحواصل الانتخابية،ويعتبر القواتيون ان المعركة فرضت نفسها على القوات من قبل الحلفاء و«نحن جاهزون» لها، سواء حضر الحريري او تقدم التيار الوطني الحر بطلب رسمي للتعاون في الانتخابات.

في تقديرات القوات ان الانتخابات ستحمل مفاجآت كثيرة عند فتح الصناديق وبدء عملية الفرز، القوات كما يتم التداول في الصالونات القواتية سيتضاعف عدد نوابها اضعاف الاضعاف بعكس كتل وقوى اساسية سينخفض عدد نوابها بشكل مؤكد،والمرجح ان تصل كتلة القوات الى ما يقارب الاربعة عشر نائباً اذا ما تم احتساب مرشحيها والشخصيات التي ستدعمها القوات في المناطق والمرجح انضمامهم الى كتلة القوات فيما بعد من اقضى الشمال حيث تتوقع ان يكون الربح القواتي مدوياً في دائرة الشمال الثالثة الى الجنوب وزحلة وجبل لبنان، في حسابات ماكينة القوات يمكن الحديث عن اربعة فائزين على الاقل في دائرة بشري البترون وزغرتا والكورة، في الشوف فان وضع النائب جورج عدوان لا يهتز وحيث يتم التركيز على المقعد الارثوذكسي في عاليه الذي رشحت عنه القوات في احتفال معراب أنيس نصار، والوزير بيار بو عاصي في بعبدا، وعماد واكيم في بيروت الاولى وميشال فتوش في زحلة في حين يخوض إدي ابي اللمع  معركة متنية جيدة بالمستوى المقبول.

من غير نوابها ومحازبيها فان معراب تطمح الى توسيع تكتلها النيابي لتضم بعد الانتخابات بحسب حساباتها الى كتلتها زياد حواط من جبيل وميشال معوض من زغرتا وميشال فتوش من زحلة.

واذا كان تحديد اي نتائج بعد يعتبرعملية معقدة بعد في القانون الانتخابي الجديد نظرا لحساباته التي تتيح فوز الكسور وما يسمى فضلات انتخابية  الا ان  المؤكد ان القوات احسنت التصدي للعواصف التي تعرضت لها واكتسبت مناعة من الفيروسات التي اصابتها قبل الانتخابات،فالقوات تتكل على عناصر قوة متعددة فهي منذ تفاهم معراب اعادت تجميل صورتها المسيحية ولدى الرأي العام الذي كان ينبذها في الوسط المسيحي، واشتغلت على استقطاب المحاور المسيحية التي تنتقد اخصامها المسيحيين بخطاب عن الفساد في السلطة والصفقات، مما جعل صورتها الانتخابية تتحسن ولكن الترجمة الحقيقية لمثل هذه التوقعات تبقى مخبأة في صناديق مقفلة لن تظهر الا في 6 أيار.