IMLebanon

“الاستفاقة” الأميركية تجاه لبنان: التوقيت ـ الخلفيات والأهداف

كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية:

للمرة الأولى منذ العام 2014، عندما حط وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيروت في زيارة خاطفة، يكون لبنان مشمولا بجولة شرق أوسطية لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي سيصل الى بيروت منتصف الشهر الجاري، بعدما يكون مساعده دافيد ساترفيلد قد مهد لهذه الزيارة الاستثنائية.

ومن الطبيعي أن تكون هذه «الاستفاقة» الأميركية، مبعثا على الاهتمام والتساؤلات بشأن الخلفيات والأهداف، ومدى صلة هذه «الهجمة» بـ:

٭ الاستراتيجية الاميركية الجديدة التي تركز على احتواء خطر إيران ومشروعها التوسعي، واستهداف أذرعها في المنطقة وعلى رأسها حزب الله.

٭ التطورات الجارية في الملف السوري الذي استعاد «حرارته العسكرية».

٭ التهديدات الإسرائيلية التي ارتفعت وتيرتها وحدتها في الآونة الأخيرة وشملت حزب الله وإيران في سورية، والبلوك الغازي رقم ٩، والجدار الحدودي المستحدث.

٭ العقوبات الأميركية الجديدة مع الانتقال الى مرحلة التنفيذ، وفي سياق خطة أميركية تهدف الى تطويق حزب الله.

مصادر ديبلوماسية مطلعة تلخص أجواء وأهداف الزيارات الأميركية (ساترفيلد تيلرسون) في النقاط التالية:

1 – ثمة وجه إيجابي لهذه الزيارات كونها تعكس وتؤكد عودة الاهتمام الأميركي بلبنان ودعم أمنه واستقراره ومؤسساته، وفي مقدمها الجيش اللبناني.

2 – الصلة بين الزيارات الأميركية والوضع الداخلي اللبناني هي صلة ضعيفة، وليس لدى إدارة ترامب أي خطط للتدخل السياسي في لبنان وممارسة التأثير والنفوذ.

فمن جهة لم تبلور إدارة ترامب استراتيجية نهائية في سورية التي يعتبر ملف لبنان ملحقا بها، ومن جهة ثانية تدرك واشنطن التغيير الحاصل في ميزان القوى اللبناني مع انهيار تحالف ١٤ آذار وتشتت حلفائها، ووصول رئيس للجمهورية حليف لحزب الله.

3 – المهمة الأميركية تتركز على أمرين أساسيين:

٭ خفض التوتر بين إسرائيل ولبنان بعدما أخذت واشنطن علما بالموقف اللبناني الموحد بالتصدي لعملية بناء الجدار الإسرائيلي، الأمر الذي يوفر غطاء رسميا وشرعيا لحزب الله في أي حرب جديدة قد تشنها إسرائيل.

٭ الضغط الأميركي على حزب الله عبر إجراءات وعقوبات جديدة تهدف الى تجفيف مصادر تمويله وتطاول شركات خارج لبنان.

4 – موضوع الجدار الحدودي يبدو أكثر تعقيدا من موضوع الخلاف البحري حول ترسيم الحدود والبلوكات النفطية. في موضوع الحدود البحرية، واشنطن مستعدة للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل التي تراجعت عن تهديدها بضم البلوك ٩ ووافقت على حوار وتفاهم. وبالمقابل يتراجع لبنان عن رفع شكوى الى مجلس الأمن.

أما في موضوع الجدار، لبنان رافض له في المبدأ لأنه يشكل خرقا وتغييرا في القرار 1701، ويشكل عملا عدوانيا لأنه يتجاوز الخط الأزرق وتحفظات لبنان على 13 نقطة حدودية.

أما إسرائيل فإنها مصرة عليه وتعتبره جدارا أمنيا لحماية المستوطنات الشمالية من أي هجوم محتمل من جانب حزب الله.

5 – الجدية والخطورة الأميركية تكمن في موضوع العقوبات الأميركية الجديدة ضد حزب الله، حيث على لبنان أن يتعاطى مع سياسة أميركية جديدة ومع إدارة أميركية مختلفة تماما عن الإدارة السابقة. وبالطبع، فإن الحكومة اللبنانية لا تجاري إدارة ترامب في نظرتها وخططها ضد حزب الله.