IMLebanon

بيروت تحت مجهر إبراهيم سماحة: الضوء يكسر الصمت ويُحرر اللوحات

كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء” الكويتية:

تجمع لوحات ابراهيم سماحة العشرين التي عرضها في «بيت بيروت» (مبنى بركات قبل الحرب) مشهدية العاصمة اللبنانية في كل طقوسها وحالاتها. لم تتخل عن تراثها من جهة، ولم تقفل اجواءها امام ناطحات السحاب الحديثة من جهة اخرى.

بيروت الغارقة في الصمت حسب اسم المعرض «بيروت صدى الصمت»، تعيش مع ريشة سماحة العصر التفاعلي عبر انعكاس الضوء على اللوحات بنماذج وتقنيات خاصة لكل واحدة منها.

اقامة سماحة في العاصمة الايطالية روما معقل الكنوز الفنية، لم تمح من ذهن ابن بلدة الخنشارة المتنية المواجهة لجبل صنين صورة العاصمة التي يسكنها وتسكنه. ها هي بيروت من فوق، بسطوح ابنيتها تحاكي زوار المعرض الذين بهرهم هذا التماهي بين اللوحات والمبنى المرمم حيث المعرض، الشاهد على بيروت في 3 مراحل: قبل الحرب وخلالها وبعدها.

اختار سماحة، المولود في الحرب، الضوء لكسر الصمت، وقدم تفاعلا موسيقيا رافق لوحاته عبر عازفين على الكمان بلحن غربي والعود بأوتار شرقية. هذه هي بيروت التي تجمع بين الشرق والغرب وتشكل نقطة التقاء لم تقض عليها الحرب.

اضواء خافتة صوبت على اللوحات المخروقة بواحدة عن مدينة صور التي رأى سماحة في أحد أحيائها واحدا من شوارع بيروت.

بين موسيقتين، يتحدث سماحة لـ «الأنباء» عن تسعة اعوام استغرقها رسم لوحات معرضه الثاني في مدينته بعد اول في محترفه بالجميزة على بعد شوارع من منطقة السوديكو ودائما في منطقة الاشرفية، ويقول: «اللوحة الاولى من مجموعتي الحالية رسمتها في العام 2009، فيما انهيت منذ أيام مع بداية السنة الحالية اللوحة رقم 20».

لوحات تحاكي الصمت وتتفاعل مع الاضاءة عبر الأوراق المعدنية التي استخدمت في رسمها، لا يمكن تبيان اللوحة الا بعد الاقتراب منها لتبدأ رحلة لا تنتهي في فناء المدينة وفضائها.

بين التاريخ وعصرنا التفاعلي، وبين موسيقتين غربية وشرقية، لوحة أطل فيها سماحة على مدينته من جبل غطاه الثلج الابيض. الأرجح انه صنين الممكن رؤيته من تلك البقعة الجغرافية في بيروت، صنين الذي يظلل قرية سماحة الخنشارة التي ولد فيها ومدينته بيروت التي حمل فيها ريشته.

الضوء هو لغة الصمت في محترف سماحة، والموسيقتان الشرقية والغربية تشهدان على عاصمة انتصرت على الدوام للغة السلام.

يخرج الزائر من المعرض مع شعور بأن «صدى الصمت» المنبعث من اللوحات لا يمكن ان يكون اكثر بلاغة الا في هذا المكان بالذات: «بيت بيروت» الشاهد الاكبر على جروح هذه المدينة وقيامتها.