IMLebanon

تيلرسون في لبنان غداً… هل من مكان لتدوير الزوايا؟

تَستقبل بيروت غداً وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي يزورها من ضمن جولته في المنطقة، وسط رصْدٍ دقيقٍ لما ستنتهي إليه هذه المحطّة البارزة التي مهّدتْ لجدول أعمالها محادثات أحد مساعديه البارزين ديفيد ساترفيلد.

وإذا كانت تل أبيب، حسب مصادر سياسية في بيروت، وضعتْ “على الطاولة” في الأيام الأخيرة عنوان “مصانع أسلحة حزب الله في لبنان” وحصول الأخير على أسلحة كاسِرة للتوازن كأحد المَخاوف الأبرز التي لن تسلّم بها والتي ستحضر في محادثات تيلرسون بعدما أثارها ساترفيلد قبل أيام، فإن هذا الملف بات له بُعد أكثر خطورة وجدية في ضوء إزالة الغبار بشكل كامل عن جوهر الصراع الاسرائيلي – الإيراني في سورية من خلال المواجهة الجوية يوم السبت الماضي والتي ظهّرتْ تصميم الدولة العبرية على إخراج الإيرانيين من سورية منْعاً لإقامتهم جبهة واحدة على حدودها تمتدّ من جنوب سورية الى جنوب لبنان، مقابل إصرار طهران على تحقيق تغيير استراتيجي في التوازنات امتداداً لما اعتُبر مكسباً تاريخياً وفّر وصولها إلى البحر المتوسط من خلال “هلال النفوذ” من طهران الى بيروت عبر بغداد ودمشق.

وعلى وقع هذا الصخب الذي يُخْفي في أحد حلقاته ملامح عودة “الاستقطاب البارد” بين واشنطن وموسكو اللتين كانتا في خلفية الوقائع الملتهبة يوم السبت، تصبح لمحادثات وزير الخارجية الأميركي في بيروت أهمية أكبر ولا سيما ان تل أبيب عاودت “تحمية” خط النزاع مع لبنان ميدانياً من خلال زعْمها ملكية البلوك رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية وتهديداتها لائتلاف الشركات (الفرنسية – الروسية – الإيطالية) للامتناع عن العمل فيه، وفي الوقت نفسه تَصلُّبها تجاه عملية بناء الجدار الفاصل على الحدود الجنوبية للبنان وسط رفْض بيروت أن يمس هذا الجدار النقاط الـ 13 المتحفّظ عنها من “الخط الأزرق” ومنطقة رأس ‏الناقورة، لأن ذلك سيترك تداعيات على الحدود البحرية التي هي محور نزاع.

ومن المتوقّع أن يستكمل تيلرسون في بيروت ما بدأه ساترفيلد الذي أرسى قواعد وساطة حيال النزاع الحدودي البري والبحري أبدى لبنان انفتاحاً بإزائها تحت سقف عدم المساس بسيادته أو التنازل عن حقوقه، على أن يثير وزير الخارجية الأميركي أيضاً موضوع العقوبات التي “لا رجوع عنها” على “حزب الله”، مع التشديد على استقرار لبنان الذي يرتكز على انسحاب الحزب من أدواره الخارجية ووقف مسار تطوير قدراته العسكرية ونقل السلاح من سورية إلى لبنان وتطبيق القراريْن 1559 و1701 وفي الوقت نفسه تأكيد دعم الجيش اللبناني كقوة توازن بإزاء “حزب الله” ونفوذه في لبنان وتالياً تأثير إيران في هذا البلد.

وإذا كان دعْم الجيش اللبناني يشكّل محور خلاف بين اسرائيل وأميركا، فإن هذا ما يفسّر حماسة واشنطن لمؤتمر “روما 2” لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية الذي حُدد موعده منتصف مارس المقبل والذي سيسبق مؤتمر “سيدر 1” في باريس في ابريل (لدعم الاستثمار في لبنان) ومؤتمر بروكسيل (أواخر الشهر نفسه حول النازحين).