IMLebanon

عودة نظام الأسد إلى لبنان! (بقلم رولا حداد)

ليس تفصيلاً عابراً أن يعلن نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم تبني ترشيح اللواء المتقاعد جميل السيد على لائحة الثنائي الشيعي في دائرة بعلبك- الهرمل. ومن المعروف أن السيد ليس محبوباً من حركة “أمل” والرئيس نبيه بري، كما أنه ليس “مفضّلاً” عند “حزب الله”، وبالتالي يصحّ السؤال: من فرضه على لائحة الثنائي الشيعي؟

بالتزامن مع ترشيح السيد، تطل رؤوس شبيهة بعلاقاتها المباشرة مع النظام السوري وولائها له، في أكثر من دائرة انتخابية، تُضاف إلى أسماء لم تغب عن الساحة مثل النائب سليمان فرنجية والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث وغيرهم، ما يشي بأن نظام الأسد يسعى للعودة إلى الساحة السياسية اللبنانية من بوابة الانتخابات النيابية المقبلة في 6 أيار، وليس بنواب- ودائع لدى “حزب الله”، انما بكتلة وازنة تدين له بالولاء بالكامل، وخصوصاً أن ولاء “حزب الله” هو للولي الفقيه في إيران وليس للنظام الأسدي في دمشق.

وفي حين يستعد المحور الإيراني- الأسدي للتمدّد داخل النظام اللبناني عبر الانتخابات النيابية للعودة للإمساك “ديمقراطياً” بالساحة السياسية، يظهر الفريق السيادي سابقاً بمظهر العاجز والمشرذم إلى أقصى الدرجات، ويتهلى بمعارك جانبية بحثاً عن مقعد من هنا وصفقة من هناك، وسط انعدام كامل للثقة بين مكونات هذا الفريق.

هكذا تبدو الصورة قاتمة، ويتأكد للجميع أن الأساليب القديمة للسيطرة عادت إلى الواجهة تحت عنوان “فرّق تسُد”، كما تحت عناوين توزيع الحصص والمغانم التي تجري تحت نظر “حزب الله” الذي يغض الطرف مقابل التسليم له بالقرارات السيادية في الأمن والسياسة الخارجية.

في هذا السياق يفهم “حزب الله” اضطرار بعض حلفائه إلى رفع بعض السقوف انتخابياً، طالما هم يسيرون ضمن استراتيجية “حزب الله” الواضحة في الدفاع عن السلاح وفي مواجهة كل المشاريع والقرارات والإجراءات الهادفة إلى التضييق على الحزب.

هكذا يجد اللبنانيون أنفسهم عرضة للاجتياح في الانتخابات من قبل مجموعة تنتهك السيادة، وأيضاً من قبل مجموعة ثانية غرقت في الفساد حتى أنوفها، في مقابل قلة قليلة لا تزال تحاول أن ترفض كل ما يحصل.

تبقى ثمة أسئلة مشروعة لا بدّ أن يجيب عنها اللبنانيون قبل غيرهم، وأهمها:

ـ هل استسلم اللبنانيون أمام هذا الواقع وباتوا عاجزين عن المواجهة وتحقيق أي تغيير؟

ـ هل استسلم حلفاء لبنان وسلّموه إلى إيران؟

ـ ما هي السبل لمقاومة هذا الانهيار السريع والمتمادي حتى لا يقع المحظور في 6 أيار؟

الثابت والأكيد أن اللبنانيين لم يستسلموا يوماً ولن يستسلموا اليوم، المطلوب اليوم جدولة الأولويات وإعادة تنظيم الصفوف لمنع سقوط لبنان بالكامل في المحور الإيراني- الأسدي، وهذا يتطلب جهداً داخلياً ومساندة خارجية عسى أن تتأمن قبل 6 أيار 2018.