IMLebanon

بالفيديو والصور… أول متحولة جنسيّاً عرفت في لبنان!

هي فيكتوريا العجيبة، أول متحولة جنسيا عرفت في لبنان في فترة السبعينيات، ربتها والدتها كفتاة ونذرتها لـ”سانت ريتا”، قصة حقيقية حولها الكاتب والمخرج اللبناني جيرار أفيديسيان إلى مسرحية يسرد حياة “فيكتوريا العجيبة” بتفاصيلها المثيرة والغريبة في مسرحية في مترو المدينة، من بطولة الممثلة ندى أبو فرحات.

التقى بها كاتب ومخرج المسرحية في سجن رومية للرجال سنة 1974 حيث سردت عليه قصتها. وفي سنة 1977 خرجت من السجن بسبب القصف الشديد واختفت دون ترك أي أثر، ويقال إنها قنصت في ساحة البرج، كما يقال إنها هربت إلى قبرص، وهناك من يظن بأنها ما زالت على قيد الحياة.

كاتب ومخرج المسرحية جيرار أفيديسيان قال لـ”سبوتنيك”: إن القصة حقيقية، التقيت بها سنة 1974 ومنذ ذلك الحين وأنا أفكر كيف من الممكن أن أسرد القصة، الفرق بين فيكتوريا وكل المتحولين جنسياً أن فيكتوريا لم تقرر هي أن تكون امرأة، والدتها ربتها على أن تكون فتاة، قرار ليس بيدها، كانت والدتها تعطيها هورمونات، وعندما وصلت إلى المدرسة الكل كان يظن بمن فيهم الوالد أنه فتاة، لحين وقوع الفضيحة في المدرسة، قدره وحياته والطريق التي رسمت له ليس من قراره، أكثر المتحولين هم يقررون أن يكونوا متحولين، لم تعرف أن تعيش حياة الصبي منذ صغرها، كذلك حياتها كانت معقدة جداً، عاشت مع تاجر أغنام أردني في منطقة الروشة في بيروت، وأخاها كان يبتزها ويأخذ النقود منها ومن التاجر الأردني، وفي النهاية أخاها قتل الأردني وهي ذهبت إلى السجن بسبب هذه القصة من دون إثباتات أنها قتلته، ووضعوها في السجن من دون محاكمة في وقت أخاها أخفى الجثة واختفى”.

وأضاف:”تعرفت عليها عندما قرر محاميها فضح القصة في الصحف، لأنه في سجن النساء اكتشفوا أنه صبي وكانت فضيحة كبيرة، تعرفت عليه “فيكتوريا” في السجن، لأن القصة غريبة كيف عاش هذا الإنسان وليس هو من قرر ماذا يكون،  في المسرحية هناك جملة تقول: “إذا أنا لست فيكتوريا فمن أكون؟” لأنها لم تعرف من هي، حسب النفوس كان اسمه عبد الله كريم شقير، ولكنه يعرف أنه فيكتوريا ولا يعرف من عبدالله، كانت مقابلة فظيعة، التقيت به مرتين وبالمرتين روى لي حياته، وقد رأيت إنسانا مثقفا، صحيح أنه يعمل بالكباريهات ولكنه ذكي، ولديه رؤية قاسية للحياة، وعندما وقعت الحرب وتم إفلات كل المساجين خرجت، وعندما عدت في التسعينات لم أعرف عنها شيئا، وكانت قد قالت لي أثناء مقابلتي معها في السجن إنه هناك كلام أن الحرب ستقع قبل أن تقع الحرب كانت تعرف أن الحرب ستقع وهذا يعني أنه كان لها علاقات قوية داخل السجن وخارجه، وبعدها قالوا لي إنها مع حزب القوات اللبنانية على متراس الريفولي تعيش هناك، وبعد ذلك اختفت وحتى الساعة لا نعرف أين هي فيكتوريا، بقيت سنوات أسأل عنها”.

وأشار أفيديسيان: “القصة بقيت في رأسي لأجد لها لغة مسرحية، كتبتها من قبل بأسلوب مسرحي تقليدي، ولكن السنة الماضية عندما قدمت مسرحية “أسرار الست بديعة” مع الممثلة ندى أبو فرحات، قررت أن هذه القصة تتناسب مع مترو المدينة، كتبتها مرة ثانية بمضمون يربط الأسلوب المسرحي مع المكان لأنها كانت تعمل في كاباريه كيت كات”.

وأوضح أنه “لم يحمل علم المتحولين جنسياً والمدافعة عنهم، ولكن لدي قضية شخصية فظيعة والقدر والحياة التي فرضت عليها، كانت مشهورة في الزيتونة كانت تغني وترقص للزبائن على الطاولات، كانت امرأة جميلة وعندما التقيت بها كنت أنتظر أن أرى متحولا جنسياً، لكنني رأيت امرأة ناعمة ومهذبة، وكانت تتكلم الفرنسية بطلاقة”.

وعن وضع المسرح في لبنان، قال أفيديسيان: “خلال أربع سنوات لدينا مسرحيات أكثر من العشر سنين الماضيين، الحرب خلقت فجوة بين الذين يصنعون مسرحا قبل الحرب والذين يصنعون مسرحا بعد الحرب، أصبح لدينا تربية مسرحية في الجامعات، والغريب أن الآن الكتابة والإخراج والتمثيل بيد المرأة، وهذا الأمر جديد على المسرح اللبناني لأنها لم تكن مهنة للمرأة، لدينا مسرحيات كثيرة ولكن أكثرية المسرحيات يعرضون 10 أيام فقط لأن الجمهور متحيز، ولدينا نقص بالمنتجين وإيجار المسرح غالي، ولدينا نقص بالكتاب لأن الكتابة صعبة، لأن لدينا نقص بالكتاب أغلب الممثلين والمخرجين يكتبون مسرحياتهم، لدينا مشكلة كبيرة بالنصوص”.

وعن ندى أبو فرحات، قال: “علاقة ندى أبو فرحات بالمسرح قوية، هي نجمة، واتفقت معها لأن لديها جرأة كبيرة بالأداء، وقد أعجبت بفكرة المسرحية”.