IMLebanon

جبهة لبنانية من كل الطوائف لمواجهة المشروع الإيراني؟

أعربت مصادر سياسية لبنانية عن اعتقادها بأن الهدف من زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري للمملكة العربية السعودية، هو التنسيق لمرحلة ما بعد الانتخابات المقبلة المتوقعة في السادس من مايو المقبل.

وقالت لصحيفة “العرب” اللندنية إن هناك خطوطا عريضة بات متفقا عليها بين الحريري والجانب السعودي في ما يخص مرحلة ما بعد الانتخابات اللبنانية.

وتقوم هذه الخطوط العريضة على المرونة والمحافظة على الاستقرار في لبنان في الوقت ذاته، ولكن من دون التخلي عن الثوابت. وهذا يعني عدم التراجع عن المواجهة المستمرّة مع حزب الله ودون الاصطدام المباشر به.

وذكرت المصادر السابقة أن الحريري، الذي التقى، الأربعاء، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيبحث مع ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، الخميس، أنجع الطرق للتصدي للمخطط الإيراني في المنطقة، خصوصا في لبنان.

ولم تستبعد حصول رئيس الوزراء اللبناني على دعم سعودي كي يتمكن من الحصول على كتلة نيابية كبيرة في المجلس المقبل.

وجاءت زيارة الحريري للرياض بعد دعوة رسمية نقلها إليه الموفد السعودي نزار العلولا الذي أمضى ثلاثة أيّام في لبنان، عاد بعدها إلى الرياض لتقديم تقرير إلى كبار المسؤولين السعوديين عن نتائج لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة في لبنان؛ ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، إضافة إلى رئيسي الجمهورية السابقين؛ أمين الجميّل وميشال سليمان، ورؤساء الحكومة السابقين؛ تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة.

وجاء العشاء الذي أقامه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للموفد السعودي والوفد المرافق له في منزله في معراب، ليؤكّد أن السعودية تعمل على تشكيل جبهة عريضة تضمّ لبنانيين من كل الطوائف لمواجهة المشروع الإيراني في لبنان.

وقالت مصادر سياسية لبنانية إنّ اللقاء مع جعجع يعكس رغبة سعودية في عدم حصر علاقاتها في لبنان بفريق واحد، ذلك أن هناك فتورا في هذه المرحلة بين الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الذي يتحسس من العلاقة القائمة بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية.

ورأت مصادر سعودية مطلعة أن الرياض تودّ فتح صفحة جديدة مع لبنان من خلال مدخلها التقليدي أي من خلال رئيس الحكومة سعد الحريري.

واعتبرت أن إعلان الموفد السعودي عن أن هدف الزيارة هو دعوة الحريري، يعني أن الرياض ما زالت تعتبر العلاقة مع الحريري عنوانا أساسيا لأي علاقة مع لبنان حتى وإن كان أسلوب المملكة سيتغير وسيكون شاملا ليطال أكبر شريحة ممكنة من الحساسيات السياسية اللبنانية.

وكشفت أوساط دبلوماسية سعودية أن لقاء الحريري بأعلى سلطة في المملكة من خلال اجتماعيْه مع العاهل السعودي وولي العهد، يرسل إشارة واضحة إلى الداخل اللبناني كما إلى كافة العواصم المعنية بالشأن اللبناني حول الرعاية التي توليها الرياض لشخص الحريري قبل شهرين من الانتخابات التشريعية ولموقع الرجل داخل المشهد السياسي في لبنان.

ولفتت أوساط سياسية لبنانية إلى أن السعودية أرادت إحداث صدمة إيجابية في لبنان من خلال الزيارة المفاجئة للموفد السعودي، كما أن الحريري نفسه أراد إحداث نفس الصدمة من خلال سرعة استجابته للدعوة السعودية، بما يعبر عن عجالة لبنانية سعودية لطي صفحة ملتبسة في تاريخ البلدين ودخول مرحلة جديدة باتت ضرورية للبلدين.

وتوقف المراقبون عند ما صدر عن القصر الجمهوري من ترحيب بالمبادرة السعودية حيال لبنان، فيما تحدثت قناة “أو تي في” التلفزيونية، التابعة لتيار الرئيس عون، عن الموفد السعودي بصفته “وزيرا جديدا، باسم جديد، ومهمة جديدة، لكن بالأخوّة السعودية الدائمة، وبالدماثة واللطافة والعاطفة الجياشة ذاتها”.

ورأى هؤلاء أن الموقف الإيجابي لرئاسة الجمهورية يتناقض تماما مع موقف حزب الله، المفترض أنه حليف لعون، والذي قلل من قيمة الزيارة وهمّش لقاء الموفد الملكي السعودي مع الرئيس اللبناني.

وخلص هؤلاء إلى أن عودة السعودية تمثل حدثا سعيدا للدولة اللبنانية وتمثل قلقا لدويلة الحزب في لبنان.