أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى انّ “شهادة الدّم هي وجه من وجوه الإستشهاد: فثمّة الإستشهاد الجسدي بالقتل والتّعذيب والتهجير؛ والإستشهاد المعنوي بامتهان الكرامات وكبت الحرّيات؛ والإستشهاد القانوني بسلب الحقوق وممارسة الظّلم؛ والإستشهاد القضائي بتوقيف أشخاص وعدم محاكمتهم، وبتعطيل الأحكام القضائيّة، وتسييس العدالة وتوجيهها واستباحة سرّيتها إعلاميًا وسياسيًا، وبالمماطلة الطّويلة في إصدار الأحكام؛ والإستشهاد السيّاسي بإقصاء موظّفين من وظيفتهم في الإدارات العامّة، باتّهامهم وحرمانهم من حقّ الدّفاع عن النّفس، فيما هم مخلصون للقانون، وغير ملوّنّين بلون حزبي، وبإجراء تعيينات من لون واحد ومذهب واحد نافذ سياسيًا؛ والإستشهاد الإقتصادي بإفقار الشّعب وحرمانه من حقوقه الأساسيّة في السّكن والتّعليم والعمل والصّحة والبنى التّحتيّة. لا يمكن الإستمرار في هذه الحالات من الإستشهاد، والمسؤولون السّياسيّون غير مبالين، وهم معنيّون فقط بمصالحهم الخاصّة.”
وختم قائلاً: “باختتام سنة الشّهادة والشّهداء، لا نطوي صفحة أصبحت من الماضي، بل ننطلق في مسيرة جديدة مزوّدين بما علّمتنا هذه السّنة اليوبيليّة عن معنى الشّهادة والإستشهاد، وما اختبرنا فيها من وعي وإدراك.”