IMLebanon

بالتفاصيل… انتحار المراهقين بسبب لعبة “الحوت الأزرق”

ظهرت لعبة “الحوت الأزرق”، أو “Blue Whale” على شبكة الإنترنت، التي تطلب من المشتركين عددا من التحديات، تنتهي بالانتحار أو ارتكاب جريمة ما، ويطلب القائمون على اللعبة أن تقوم بعمل “مشنقة” بداخل الغرفة قبل الخوض في باقي تفاصيل اللعبة، للتأكد من جدية المشترك في تنفيذ باقي المهام، وما زاد من خطورة اللعبة.

وعمليات الانتحار بدأت منذ 2015 وازدادت تدريجياً حتى يومنا هذا، وتعتبر أكثر شيوعاً في روسيا والمغرب والجزائر والسعودية، ومؤخراً في مصر وسوريا.

 نشأة اللعبة

بدأت لعبة الحوت الأزرق في روسيا في عام 2013 مع “F57″، كواحدة من أسماء ما يسمى “مجموعة الموت” من داخل الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي، لمؤسسها فيليب بوديكين، وتسببت في أول واقعة انتحار في عام 2015. واتخذت اللعبة نطاقا أوسع في عام 2016 بين المراهقين، بعد أن جذبت الصحافة الانتباه إليها من خلال مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار غير ذات صلة إلى الحوت الأزرق، وخلق موجة من الذعر في روسيا، وبناءً على ذلك قامت السلطات الروسية بإلقاء القبض على “بوديكين” وأدين بـ”التحريض ودفع ما لا يقل عن 16 فتاة مراهقة للانتحار”، إلاَّ أن اللعبة ما زالت موجودة حتى الآن في أكثر من 50 بلدا.

 أساس تسمية اللعبة بـ”الحوت الأزرق”

يُعرف عن الحيتان الزرقاء ظاهرة الانتحار، فهي تسبح جماعة أو فرادى إلى الشاطئ، وتعلق هناك وتموت إذا لم يحاول أحدهم إرجاعها مجددا إلى المياه. والرابط هنا هو محاولة إيذاء النفس ووضعها في موقف لا يمكن التراجع عنه.

الدخول في اللعبة

بعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز “F57″، أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً، لتبدأ سلسلة المهام أو التحديات، المتنوعة بين الجيد والسيئ والمباح والخطر وغير ذلك من التعليمات التي تتنوع لتنتهي بطلب الانتحار.

وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف. وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى “حوت أزرق”، وعقب كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحدا بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الـ50، الذي يطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

قائمة المهام

  • نحت عبارة محددة على يد الشخص أو ذراعه.
  • الاستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحا ومشاهدة فيديو مخيف.
  • عمل جروح طولية على ذراع المتحدي.
  • رسم حوت على قطعة من الورق.
  • كتابة “نعم” على ساق الشخص نفسه إذا كان مستعدا ليكون حوتا، وإلا ينبغي أن يقطع الشخص نفسه عدة قطع.
  • مهمة سرية (مكتوبة في التعليمات البرمجية).
  • خدش (رسالة) على ذراع الشخص.
  • كتابة حالة على الإنترنت عن كونه حوتا.
  • التغلب على الخوف.
  • الاستيقاظ على الساعة 4:20 فجرا والوقوف على السطح.
  • نحت حوت على يد شخص خاص.
  • مشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم.
  • استماع إلى موسيقى يُرسلها المسؤول.
  • قطع الشفاه.
  • نكز ذراع الشخص بواسطة إبرة خاصة.
  • إيذاء نفسك أو محاولة جعلها تمرض.
  • الذهاب إلى السقف والوقوف على الحافة.
  • الوقوف على جسر.
  • تسلق رافعة.
  • في هذه الخطوة، يتحقق شخص مؤمن بطريقة أو بأخرى لمعرفة ما إذا كان المشارك جديرا بالثقة.
  • التحدث مع “الحوت” على سكايب.
  • الجلوس على السطح مع ضرورة ترك الساقين مدلاتين من على الحافة.
  • وظيفة مشفرة أخرى.
  • بعثة سرية.
  • الاجتماع مع “الحوت”.
  • تعيين اللاعب كمسؤول يوم وفاة الشخص.
  • زيارة السكك الحديدية.
  • عدم التحدث مع أي شخص طوال اليوم.
  • إعطاء يمين حول كونه حوتا.
  • مهام تنطوي على مشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلى الموسيقى التي يختارها المسؤول، والتحدث إلى الحوت.
  • المهمة الأخيرة وهي الانتحار بالقفز من مبنى.

ماذا يحدث إذا حاولت الانسحاب؟

لا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة، ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم.

الهدف من اللعبة

اعترف “بوديكين” بالجرائم التي تسبب بحدوثها، وقد اعتبرها محاولة تنظيف للمجتمع من “النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقا”، وأضاف أن “جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت”.

وكشف أحد ضحايا لعبة الحوت الأزرق” الذي كتب له عمر جديد، تفاصيل ما حدث معه وهذا التطبيق الذي يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية، ويتلقى من خلاله من يدخل غماره أوامر على مدار 50 يوماً تنتهي بطلب الانتحار عند مرحلة تحدي الموت.

اقتل والدتك أو نقتل رفاقك

وروى الضحية وائل بوطبة “19 سنة” من الجزائر لـ “العربية.نت” كيف دخل في لعبة الحوت الأزرق المميتة بسرعة ودون وعي عن طريق مجموعة من الرفاق كانوا يتواصلون على شبكات التواصل الاجتماعي، وعقب مجموعة من الأسئلة والتحديات التي جعلته ينغمس أكثر، طلبت منه جرح يده، قبل أن تسأله إذا كان قادرا على قتل والدته، أو أنها ستقتل رفاقه، الأمر الذي جعله يضطرب ويدخل في حالة هستيرية راميا هاتفه النقال، مهرولا إلى الشارع صارخا مذعورا.

والد الضحية سارع إلى أخذ ابنه إلى الطبيب، الذي شرح لهم حالته.

وائل ليس الوحيد الذي وقع ضحية لهذه اللعبة في محيطه فصديقته هي الأخرى دفعها الفضول إلى خوض التجربة، حسب محدثنا، وقد وصلت إلى المستوى السادس من اللعبة، قبل أن تنسحب بإيعاز من وائل.

كذلك قام عام 2017 أحد الشباب في مصر بقتل والده، وذلك لتنفيذ تحدٍّ داخل اللعبة، التي طلبت منه قتل أحد أقاربه.

التهديد بحرق البيت

ووصلت ضحيتان من الجزائر أيضاُ إلى مستويات متقدمة في لعبة الحوت الأزرق تجاوزت المستوى 27، حيث تملي عليهم اللعبة أوامر برسم حوت أزرق بآلة حادة على ذراعيهما، وفي حالة رفض الأمر أو عدم مواصلة اللعب تهدد الضحيتين بحرق بيتهما، وهي الأوامر التي تتطور تدريجيا حتى يتم السيطرة كليا على الضحايا.

الفضول والعزلة

الفضول وحب اكتشاف تحديات اللعبة، إضافة إلى العزلة، هي الأسباب التي تدفع الأطفال والمراهقين إلى إدمان لعبة الحوت الأزرق والامتثال لأوامرها وتنفيذها حتى وإن كان فيها إيذاء لأنفسهم قد يؤدي بهم إلى الموت.

وعدد ضحايا “الحوت الزرق” لم يتوقف حيث تم تسجيل ضحايا جدد للعبة وخاصة من الأطفال المراهقين في العديد من الولايات والبلدان.

وبعض الأطفال الناجين من الموت في اللحظات الأخيرة، يأكدون بأنهم كانوا يريدون قتل أنفسهم شنقا بدل قتل والديهم.