IMLebanon

عن أدوار الإمارات والسفير الشامسي! (بقلم رولا حداد)

هل هي محض مصادفة أنه في كل مرة تعود العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى الوتيرة التي تنعكس على لبنان بكل الخير، أن تعمد أبواق معروفة إلى التشويش على هذه العلاقات لتخريبها؟

هل هي مصادفة أنه بعد القمة العربية في السعودية، وبعد الوعود بعودة السواح الخليجيين إلى لبنان هذا الصيف أن يتم إطلاق النار على الأدوار الخليجية الحريصة على لبنان؟

هل هي مصادفة أنه بعد الأدوار الرائدة التي لعبتها الإمارات العربية المتحدة ودبلوماسيتها اللامعة من واشنطن وباريس وصولاً بشكل أساسي إلى بيروت، والتي أنتجت معالجة ذيول استقالة الرئيس سعد الحريري، وعودة الزخم إلى العلاقات اللبنانية- الخليجية واللبنانية- العربية أن تُمعن جريدة “الأخبار” في استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة وسفيرها الناجح في لبنان الدكتور حمد الشامسي؟

هل هي مصادفة أنه بعد الصورة الناجحة في وسط بيروت في افتتاح جادة الملك سلمان بن عبد العزيز والمصالحات اللبنانية الداخلية التي أجرتها الدبلوماسية المشتركة السعودية- الإماراتية يتم “رجم” السفير الإماراتي عبر نسج سيناريوهات مناقضة تماماً للأدوار التي لعبها السفير الشامسي؟!

بكل صراحة ووضوح من سابع المستحيلات أن نؤمن بالمصادفة في سياسات فريق الممانعة الذي يسعى بكل ما أُوتي من قوة لتخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب عموماً والخليجيين تحديداً.

إن الدور الإماراتي الرائد في لبنان والذي يتولى تنفيذه السفير حمد الشامسي لا يمكن التشويش عليه بسخافات جريدة “الأخبار” وكتّابها، وتكفي مراجعة بسيطة للأدوار البالغة الأهمية التي لعبها الشامسي في المراحل الأخيرة، ومنذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لتسهيل كل خطوات الرئيس سعد الحريري في اتجاه إراحة الوضع اللبناني، ووضع سياسة “النأي بالنفس” موضع التنفيذ الفعلي لتحييد لبنان عن حرائق المنطق، يدرك تماماً أن الشامسي يلعب بطبعه الأدوار الإيجابية لا السلبية، أدوار البناء لا التحريض، أدوار الجمع لا التفرقة…

هذه هي صفات وأطباع السفير الشامسي التي تجسّد سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتخذ كل المواقف الحازمة في القضايا العربية الكبرى وأهمها قضية القدس، كما في مواجهة التمدد الإيراني والأطماع الفارسية في الدول العربية، ولكن في الوقت نفسه تحرص كل الحرص على لبنان ودولته ومؤسساته وأمنه واقتصاده وازدهاره، كما تحرص على اللبنانيين العاملين على أراضيها وتحضنهم وتوفر لهم كل فرص النجاح.

إن ما ارتكبته جريدة “الأخبار” من خلال سيناريوهات “الإمارات ليكس” الخرافية يمكنه تصنيف بمثابة “إساءة عظمى” لمصالح لبنان العليا ومصالح اللبنانيين، وهذا ما لا يمكن أن نغفره أو أن نتجاوزه.

أما لسعادة السفير الشامسي ولدولة الإمارات فنقول: نحن اللبنانيين نقدّر عالياً كل ما تقومون به من اجل لبنان وفي سبيل القضايا العربية المحقة، ونحن نصرّ على الحفاظ على أفضل العلاقات الأخوية التي تربط بين بلدينا، فما بين لبنان والإمارات أكبر من أحقاد الحاقدين من محور الشرّ الذي نعرف وتعرفونه…