IMLebanon

استهداف للائحة “القوات” – “التقدمي” في عاليه الشوف

يوماً بعد يوم بدأت تتكشف معالم المعركة الانتخابية بعد أن تجاوزت أبعادها الحدود المتعارف عليها، بالتوازي مع ازدياد وطيس المواقف والتصريحات حماوة، وهي بمعظمها لا تخلو من الاتهامات والتجريح بالكرامات.

واختلط في المعركة الانتخابية حابل المصالح الشخصية الضيقة بنابل العزف المتمادي إلى أقصى الحدود على وتر التعصب الطائفي والمذهبي، وما زاد الطين بلة تسليم رئيس إتحاد بلديات فتوح كسروان ورئيس بلدية جونية جوان حبيش مفتاح المنطقة إلى الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله بواسطة المرشح عن الدائرة حسين زعيتر، ما أثار موجة من ردود الفعل العنيفة عليه بما تمثل كسروان كمعقل للموارنة والمقر الدائم للصرح البطريركي في بكركي.

وفي المجريات على الأرض، لخص مصدر قيادي متابع الوضع في اتصال مع “السياسة”، مشيراً إلى أن معظم القوى السياسية باستثناء “الحزب التقدمي الاشتراكي” وحزب “القوات اللبنانية” يركزون في خطاباتهم التعبوية على مسألة إثارة الغرائز الطائفية والمذهبية، سيما أن الحزبين يخوضان المعركة الانتخابية انطلاقاً من مصالحة الجبل في دوائر الشوف وعاليه وبعبدا والمتن الشمالي، هذه المصالحة التي تكللت بجهود البطريرك نصرالله صفير ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط في العام 2001.

ومن هذا المنطلق، يبذل “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” جهوداً حثيثة لخرق هذه اللائحة من خلال دعمهما المشترك للوزير طلال أرسلان، الذي ترك له جنبلاط المقعد شاغراً في دائرته بعاليه.

وعلم أن “حزب الله” أصدر تكليفاً لأنصاره الشيعة في الشوف للتصويت إلى لائحة أرسلان ولائحة الوزير السابق وئام وهاب في الشوف، ما يفسر حجم التدخل السوري للضغط على جنبلاط وجعجع من أجل تقليص نفوذهما السياسي.

ويتم التركيز في هذا السياق على مسألتين هما، تمكين “التيار الوطني الحر” من إسقاط مرشح “القوات” في عاليه أنيس نصار لصالح مرشحه الياس حنا شديد، وإسقاط المرشحين المارونيين هنري حلو وراجي السعد لصالح مرشحيه الوزير سيزار أبي خليل وعماد الحاج.

وفي الشوف يركز التيار على تأمين الفوز لمرشحه عن المقعد الكاثوليكي غسان عطا الله على حساب النائب من كتلة جنبلاط نعمة طعمة. وكذلك يركز الوزير السابق وهاب على إمكانية الحلول محل الوزير مروان حمادة.

أما “التيار” فيعمل على الفوز بمقعد ماروني أو أكثر على حساب مرشحي “التقدمي” و”القوات” في هذه الدائرة، ناجي البستاني والنائب جورج عدوان. كما يسعى “التيار” و”حزب الله” لفوز المرشحين عن المقعدين السنيين في إقليم الخروب زاهر الخطيب والعميد علي الحاج، على حساب مرشح “تيار المستقبل” النائب محمد الحجار ومرشح “التقدمي” بلال عبد الله. كما أن حظوظ الوزير غطاس خوري المدعوم من “تيار المستقبل” ضئيلة جداً، في حمأة هذا التنافس ودخول النظام السوري و”حزب الله” لتحجيم جنبلاط وجعجع، فيما يسجل القطبان الماروني والدرزي عتبهما على الرئيس سعد الحريري في تحالفه المعلن مع “التيار” وأرسلان في أكُر من منطقة رغم تحالفهما معه في أكثر من دائرة.

وفي ما خص موجة الاحتجاج على تسليم مفتاح كسروان إلى بكركي، توقع المصدر القيادي أن تفتح أبواب جهنم على “التيار” جراء هذا التصرف الذي وصفه أحد نواب كسروان بـ”الأرعن” وبـ”الغباء الذي ما بعده غباء”.