IMLebanon

الكتائب: تحالف “على مضض” مع القوات

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: لم يمر التحالف القواتي الكتائبي في دوائر بيروت الأولى والشمال الثالثة والبقاع الأولى (زحلة) مرور الكرام على جمهوري الفريقين، وبخاصة جمهور الكتائب الذي سمع مرارا وتكرارا من قيادة حزبه أنها لن تتحالف في الانتخابات النيابية مع أي فريق في السلطة، وستحصر تحالفاتها في مجموعات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة.

وفي رأي مصادر مراقبة أن قرار رئيس الحزب النائب سامي الجميل بمقاطعة أحزاب السلطة كان له ثمن باهظ سيدفعه غدا، بحيث أنه من المرجح ان تتقلص كتلته النيابية من 5 الى نائبين.

ولعل قرار التحالف مع القوات كان سببه الرئيسي والموجب تأمين مقعد نديم الجميل في بيروت الأولى بعدما أفادت آخر المعطيات بأن وضعه لم يكن جيدا، ما استدعى طلب «النجدة» القواتية، حيث لجأ الى معراب التي أخذته على لائحتها عن المقعد الماروني، فلم يجد النائب سامي الجميل ما يرد به، فقبل بذلك على مضض.

وفي زحلة، التقط النائب إيلي ماروني الفرصة ليحجز مكانا له على لائحة القوات، مادامت فرص الحراك المدني في تخطي الحاصل الانتخابي لا تذكر، ولم يكن لدى رئيس الكتائب ما يقوله ويقدمه من بدائل.

وفي البترون، لم يتردد النائب سامر سعادة في تفعيل قنوات التواصل والحوار مع القوات، خصوصا أن لائحة الحراك المدني التي كان يستعد للمشاركة في إعلانها بدت غير مستقرة وغير مطمئنة للنتائج لأنها بعيدة من الحاصل.

وثمة من يقول إن التحالف بين القوات والكتائب سيصب لصالح القوات في كل من دائرة الشمال الثالثة والبقاع الأولى، ما يثبت أن القيادة الكتائبية اضطرت الى دفع ثمن مقعد النائب نديم الجميل باهظا جدا، سواء من أصوات الكتائبيين في هاتين الدائرتين أو سياسيا بعد الانقلاب على القرار بعدم التحالف مع أحزاب السلطة، وهو ما سيركز عليه خصوم سامي الجميل في خطاباتهم الانتخابية للحد من الأصوات التي سينالها في المتن، باعتبار أن معركته الرئيسية تنحصر هناك، علما أنها قد تكون المرة الأولى التي تخوض فيها القوات الانتخابات في هذه الدائرة «بقلب قوي».

مع الإشارة الى أن الحزبين التوأمين يقضمان من الطبق ذاته، مدرسة سياسية واحدة، ومساحة مشتركة مهما باعدت بينهما مصالح القيادتين، فهما يتقاطعان في كثير من القواعد الشعبية، فيما التقارب بينهما يعطي «الأقوى» فرصة جديدة للقضم أكثر من أمام شريكه المضارب.

وتعتبر مصادر سياسية أن «الخيبة الكتائبية المرتقبة» يتوقع أن تدفع النائب سامي الجميل لانتهاج سياسة جديدة مغايرة للتي ينتهجها حاليا، والتي تقول بمعاداة العهد، ولاعتماده خطابا أكثر عقلانية وأقل شراسة، وهو ما يرفض الجميل حتى الساعة التعهد به.

ولكن القيادة الكتائبية ترفض الإقرار بتقلص كتلتها ولاتزال تعول على خروقات وعلى «صحوة شعبية» تفاجئ أحزاب السلطة.

ما تؤكده مصادر كتائبية أن حزب الكتائب سيبقى بعد الانتخابات في صفوف المعارضة، وأن يده ممدودة لكل من يريد الانضمام إلى هذه الجبهة، لافتة إلى أن «المجتمع المدني كما اللواء ريفي يتلاقيان معنا على النهج التغييري، كما أن حزب القوات قد يكون في صفوف المعارضة، لكن لا يمكن حسم الموضوع في المرحلة الحالية، باعتبار أن كل شيء مرتبط بنتائج الانتخابات.