IMLebanon

لماذا لم يحسم جعجع تسمية الحريري؟

كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية: سئل د .سمير جعجع (في مقابلة تلفزيونية) عن إمكان تسمية الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة العتيدة بعد الانتخابات، فأجاب بأنه يفضل ترك البحث في الأمر الى ما بعد الانتخابات. وردا على سؤال عما إذا لفتته دعوة الحريري لمناصريه في دائرة الشمال الثالثة للاقتراع لصالح صديقه جبران باسيل، أجاب: «بالطبع لفتني هذا الأمر، إلا أنه لا حول ولا قوة إلا بالله». في كلام جعجع ما يدل الى أن علاقته مع الحريري لم تعد الى وضعها الطبيعي ولم تتخلص من رواسب الفترة الماضية. وهذا ما يفسر كيف أن جعجع يمتنع عن إعطاء تعهد مسبق و«مجاني» بشأن رئاسة الحكومة المقبلة التي يفترض أنها محسومة للحريري، وأن ليس لدى القوات مرشح آخر وبديل عن الحريري في هذه المرحلة.

وثمة مؤشر آخر الى استمرار العلاقة المضطربة بين الرجلين هو عدم حدوث لقاء ثنائي ومباشر بينهما منذ نوفمبر الماضي.

وفي حين تقول أوساط الحريري إن هذا اللقاء مؤجل الى ما بعد الانتخابات التي في ضوئها يعاد النظر في العلاقات والتحالفات السياسية، تقول أوساط جعجع إن اللقاء لا يعقد إلا إذا كان مخصصا للبحث في المرحلة المقبلة وبجدول أعمال سياسي.

وفق مصادر سياسية مطلعة، فإن الرئيس سعد الحريري سعى لتسويق الوزير جبران باسيل على أنه الشريك الذي يمكن التفاهم معه الآن ومستقبلا، والواضح أن الحريري يسعى من خلال ذلك الى تعزيز موقع باسيل على حساب جعجع تمهيدا للاستحقاق الرئاسي. ويستعد الحريري بعد الانتخابات لخطوات ثلاث: زيارة السعودية وإعادة ترتيب تصور موحد للمرحلة المقبلة في لبنان والتفاهم على كل النقاط العالقة، بما فيها المالية منها ممارسة ضغط معنوي لكي يتجاوز التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية قرار فصل النيابة عن الوزارة وإعادة توزير باسيل كون حضوره في الحكومة أساسيا وفائق الأهمية السعي لتطبيق التفاهم مع باسيل حول إبقاء القوات اللبنانية خارج المكون الحكومي، وإذا ما أصرت بعض الأطراف، فالسعي لإيلاء القوات حقيبتين ثانويتين بهدف الإحراج للإخراج.

ويتوقع الحريري ومعه باسيل أن يسعى أيضا كل من الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط لمنع استبعاد القوات وإبقائها خارج الحكومة انطلاقا من حسابات التوازنات الداخلية ومعركة رئاسة الجمهورية المقبلة.

وتعبيرا عن العتب الواضح حيال ما ذهبت إليه خيارات رئيس الحكومة، يقول قيادي في القوات اللبنانية: «نعرف سلفا أن هناك نوعا من تشكيل ثنائية جديدة بين التيارين (الوطني الحر والمستقبل)، وكلام الحريري يقدم أكبر دليل على هذا التحول في سياسة الفريقين». ولكن «المستقبل» لا يجد مبررا لعتب القوات اللبنانية عليه، لأن الأخيرة هي السباقة إلى بناء علاقة سياسية قوية مع الوطني الحر عبر «تفاهم معراب» الذي أعلنت فيه دعمها ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، وهي التي لجأت إلى خيارات تحالفية تضر بمصلحة «المستقبل» أيضا.

وقال النائب السابق مصطفى علوش: «شاهدنا كيف أن القوات اللبنانية تدعم أخصام سعد الحريري، مثل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نعتمد عليهم في المستقبل، والمضي بالتسوية التي أرست استمرارية الحكم».