IMLebanon

أحجام ما بعد الانتخابات تفاقم الخلافات

كتبت صحيفة “الحياة”: تلمس القوى السياسية اللبنانية مسار المرحلة المقبلة بعد أسبوع على الانتخابات النيابية، في ضوء جهود تبذل لتشكيل تكتلات نيابية جديدة من عدد من الكتل الصغرى، فيما ظلت تفاعلات جريمة مقتل المسعف في الحزب التقدمي الاشتراكي والذي اتهِم به مسؤول أمن الوزير طلال أرسلان، في واجهة التطورات أمس. إذ شنّ أرسلان هجوماً عنيفاً على رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط، الذي رد حزبه متهماً أرسلان بـ «تحوير الأنظار عن إخفائه مرتكب الجريمة».

وتسببت تفاعلات رواسب التنافس الانتخابي في تفاقم الخلافات بين جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري، على رغم تحالفهما في 3 دوائر، بعد انتقاد الأول موقف الثاني من حادثة الشويفات ثم غمزه من قناة احتفال «تيار المستقبل» بالنصر الانتخابي أول من أمس، فرد الحريري قائلاً: «يا ليت تحل عن المستقبل».

وفرض الاستحقاق الأول بعد الانتخابات، وهو انتخاب رئيس البرلمان الجديد المتوقع في 23 الجاري في ظل غياب أي مرشح غير الرئيس نبيه بري، تكثيف الاتصالات حوله، مع أنه أمر محسوم لوجود أكثرية من 93 نائباً من أصل 128، ستصوّت له من دون احتساب أصوات النواب الحزبيين لـ «التيار الوطني الحر» الذي كان رئيسه الوزير جبران باسيل أعلن عدم تأييده له، ومن دون أصوات كتلة «القوات اللبنانية» (16 نائباً) التي لم تأخذ قرارها في هذا الصدد بعد. وفيما قالت مصادر في «التيار الحر» إن مفاوضات تجري في هذا الشأن، قالت مصادر سياسية لـ «الحياة» أنها ترجح ان يتحدد موقف «التيار» النهائي في ضوء قبول فرقاء آخرين بتأييد النائب الأرثوذكسي في «التيار» الياس بو صعب، نائباً لرئيس البرلمان. لكن الكتل التي تؤيد بري ليس بالضرورة أن تصوت لبو صعب في ظل احتمال ترشح النائب إيلي الفرزلي للمنصب، وهو قريب من «التيار» ومن قوى 8 آذار وسورية. كما أن مصادر نيابية لم تستبعد أن يتوقف الخيار النهائي في شأن اسم نائب رئيس المجلس النيابي، على التفاهم بين «التيار الحر» و «القوات» لتبادل منصبي نائبي رئيسي البرلمان والحكومة.

وفي وقت يُنتظر أن يتجدد الحوار بين الفريقين المسيحيين اللذين لم يتحالفا في أي دائرة انتخابية، جدد باسيل مساء أمس هجومه على «القوات» في مهرجان «الاحتفال بالانتصار»، متهماً وزيرها للشؤون الاجتماعية بعدم السعي إلى إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم من خلال الوزارة التي يتولاها النائب القواتي المنتخب بيار بوعاصي. وأضاف: «دين علينا أن يعود النازحون إلى بلادهم ولو وقفنا في وجه المجتمع الدولي ووجه المتواطئين معه في الداخل».

وفيما تضاعف عدد نواب حزب «القوات» من 8 إلى 15-16 نائباً، وقال رئيسه سمير جعجع أن التصويت الشعبي جعله متساوياً مع «التيار» تهكم باسيل قائلاً: «همّه فقط أن يحجّمنا إلى درجة فقد القدرة على عد الأرقام. ومن لا يعرف أن يجمع عدد نوابنا كيف يمكن أن نسلمه وزارة الطاقة (سبق أن طالب بها جعجع) وهي مليئة بالحسابات».

وتابع باسيل: «على رغم أن معهم كل الدول معهم ونحن لم يقف معنا أحد انتصرنا. على رغم أن معهم أموالاً ونحن ليس لدينا المال انتصرنا. وعلى رغم أن معهم الكذبة وهذه تلفيقة ونحن معنا الحقيقة وانتصرنا. هذا الانتصار نهديه إلى أبي الكرامة الوطنية وأبي لبنان القوي، رئيس الجمهورية».

ولفت باسيل إلى أن «هذه هي المرة الأولى في لبنان ما بعد (اتفاق) الطائف تكون لرئيس الجمهورية أكبر كتلة نيابية. هذا هو الرئيس القوي. رئيس يصحِّح النظام».