IMLebanon

عودة الحياة إلى “برج المر”

كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء” الكويتية:

«برج المر» الذي ارتبط اسمه بالحرب الاهلية اللبنانية كمبنى في الشطر الغربي من العاصمة أحدث توازنا مع نظيره «برج رزق» في الشطر الشرقي، عاد اليوم الى التداول بعد تزيين نوافذه الـ ٥١٠ بستائر قماش من ألوان مختلفة.

ليست العودة الحالية الى التداول باسم البرج مربوطة بما سيؤول اليه مصيره، او بت النزاع القانوني على ملكيته بين شركة «سوليدير» وأصحابه الأصليين آل المر، انما عاد اسم البرج إلى التداول من موقعه في منطقة وادي ابو جميل المؤدية الى القنطاري فشارع الحمرا عبر تغطية نوافذه وإطلاق تسمية «برج الهوا» عليه.

الفكرة للمهندس جاد الخوري الذي أراد للبرج ان يتمايل عبر الستائر، فيحرك معه المدينة، بعدما كان يزرع الرعب في أحد شطريها طوال ١٥ سنة من الحرب الأهلية، وقد دعمه في تنفيذ الفكرة باسل دلول.

البرج كان أحد أبرز ضحايا الحرب، شأن المبنى الشاهق لفندق «هوليداي ان» المملوك لكويتيين، والذي يبقى بدوره شاهدا على الحرب ببقائه خارج الحياة.

الأقمشة ظللت نوافذ البرج، تلك النوافذ التي كانت مصدر لون اسود لأمهات واهال في الحرب، بعدما سكنها قناصون من كل الفئات المتصارعة.

حاليا ينتشر الجيش اللبناني في محيط البرح حيث يقع ايضا ديوان المحاسبة، وفي الجهة المقابلة قصر رئيس الاستقلال بشارة الخوري المملوك اليوم من آل الحريري، حيث في الجهة المقابلة له ايضا في بداية شارع القنطاري مبنى «تلفزيون المستقبل»، وفي الجهة الاخرى مكاتب منسقية الحزب في شارع «سپيرز».

منطقة كانت تؤدي سابقا الى قلب بيروت العصري وقتذاك في شارع الحمرا. وهي اليوم نقطة وصل بين الحمرا ووسط بيروت واسواقها الجديدة.

اللافت ان اللبنانيين يريدون اخراج معالم علقت في ذاكرتهم كشاهدة على الحرب.

بالأمس مبنى بركات في تقاطع بشارة الخوري السوديكو الذي تحول الى «بيت بيروت». وغدا وربما بعد حين تعود الحياة الى «برج المر» وفندق «هوليداي ان». ولعل البداية برفع الرايات الملونة على «برج المر»، المكان الذي لطالما نطقت حجارته بأصوات الرصاص.

البرج يتمايل من دون ان يقع، في مشهد يراد منه ضخ الحياة حيث توقف الزمن لأكثر من ٤٣ عاما.