IMLebanon

ألمانيا في مأزق…ماذا سيفعل لوف؟

يواجه مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم يواكيم لوف أكبر تحد منذ توليه مهمة الإشراف على الـ “مانشافت” قبل 12 عاما، وذلك بعد الخسارة المفاجأة التي مني بها أمام المكسيك  في مستهل حملة الدفاع عن لقبه في مونديال روسيا 2018.

وعلى وقع المفاجأة وانتقادات الصحافة الألمانية، بدا لوف واثقا، قائلا بعد المباراة: “لن ننهار”.

وقبيل انطلاق منافسات مونديال روسيا حيث تسعى ألمانيا لتصبح أول منتخب يحتفظ باللقب منذ 1962، أعلن الاتحاد الألماني تمديد عقد لوف (58 سنة) حتى عام 2022، ولكن ما حصل بدأ يسيل حبر التقارير عن شكوك وتهديد لمستقبل الارتباط بين المنتخب والمدرب الذي قاده على أقل تقدير إلى الدور نصف النهائي في كل البطولات التي شارك بها منذ توليه منصبه.

وتلقى المنتخب انتقادات قاسية بعد أدائه المفاجىء ضد المكسيك، حيث بدا سرابا للمنتخب الذي توج بلقب مونديال 2014 في مسيرة حقق خلالها انتصارا تاريخيا بنتيجة 7-1 على المضيفة البرازيل.

وأوضح لوثار ماتيوس، الكابتن الذي رفع كأس مونديال 1990 على حساب دييغو مارادونا والأرجنتين حاملة اللقب في حينه: “لم أر المنتخب الألماني بهذا الضعف في بطولة كبرى منذ فترة طويلة جدا، معتبرا أن “كل شيء تقريبا كان مفقودا. كانت هناك أخطاء في التركيز، تمريرات خاطئة غير مبررة كما أن السلوك (اللازم) كان غائبا”.

إلى حد ما، لم تكن نتيجة الأحد مفاجئة إذا ما استندت لما قدمه الألمان في مبارياتهم التحضيرية، إذ حققوا فوزا يتيما في آخر ست مباريات ودية خاضوها منذ إنهاء التصفيات بعلامة كاملة (10 انتصارات)، وكان بصعوبة في مباراتهم الأخيرة قبل النهائيات على السعودية (1-2).

وتعرض لوف لانتقادات على خلفية التشكيلة التي استدعاها، لاسيما اعتماده على لاعبي جوفنتوس الإيطالي سامي خضيرة وأرسنال الإنكليزي مسعود أوزيل، وعدم الاحتفاظ بلاعب مانشستر سيتي الإنكليزي لوروا سانيه، أفضل لاعب شاب في الدوري الانكليزي الممتاز الموسم المنصرم.

وبات الألمان مجبرين على الفوز بمباراتهم الثانية ضد السويد التي أقصت العملاق الإيطالي في الملحق الأوروبي وأجبرته على مشاهدة النهائيات عبر التلفاز للمرة الأولى منذ 60 عاما، علما أن السويد باتت تتقاسم صدارة المجموعة مع المكسيك، بفوزها الإثنين على كوريا الجنوبية 1-0.

ويخشى الألمان أن يفشل منتخبهم في تخطي دور المجموعات في بطولة كبرى للمرة الأولى منذ نهائيات كأس أوروبا عام 2004 في البرتغال، وللمرة الأولى في كأس العالم منذ 1938.

وكان النجم السابق بول برايتنر، الفائز مع ألمانيا الغربية بلقب مونديال 1974، أكثر المشككين بوضع الـ”مانشافت”، “ما يزعجني أكثر من غيره هو أنه لا يوجد أي لاعب قادر على حل المشكلة عندما تصعب الأمور”.

وتابع: “الجميع بانتظار أفكار (حلول) الآخرين والجميع يدرك بأن هذا الأمر لن يحصل. كان محبطا أن نرى مدى عجز فريقنا”.

وبعد أربعة أعوام من لقب مونديال 2014 وعام من كأس القارات 2017، يجد لوف نفسه مضطرا لايجاد الحلول والأفكار.

وحده كابتن المنتخب في مونديال 2014 فيليب لام كان متفائلا بقدرة زملائه السابقين على تعويض خيبة المباراة الأولى، بقوله من موسكو “المسألة وحسب أن المنتخب لم يقدم الأداء اللازم، هذا الأمر قد يحصل. لكن هذا الفريق يتمتع بالخبرة، الطاقم التدريبي متمرس جدا ويعلم كيف يتعامل مع الخسارة، مضيفا “أحيانا، انتكاسة صغيرة غير مضرة قد تؤدي إلى تعاضد الفريق”.

وعانى خط وسط الألمان في الشوط الأول من اللقاء في التعامل مع الهجمات المرتدة للمكسيكيين، في مؤشر قد يدل على سوء خيارات لوف وثقته العمياء غير المبررة ببعض اللاعبين.

ورأى ماتيوس أن ماركو رويس الذي كان أخطر لاعبي ألمانيا بعد دخوله بدلا من خضيرة، يجب أن يكون أساسيا في المباراة المقبلة ضد السويد.

أما صحيفة “بيلد” فطالبت بأن يتمرن أوزيل وخضيرة ويوليان دراكسلر وتوماس مولر هذا الأسبوع كأبطال عالم، أو ان يبعدوا من التشكيلة. ولم يخالفها ماتيوس الرأي “افتقد مسعود أوزيل السرعة… يمنحه لوف الكثير من الحرية، لكن دون مردود. توماس مولر كان ايضا مخيبا للآمال، لم يقدم شيئا على الجهة اليمنى”.

وما يثير القلق أيضا هو الدفاع المهزوز الذي ظهر به أبطال العالم خلال الشوط الأول. تذمر قلبا الدفاع جيروم بواتنغ وماتس هوميلس من أنهما معزولان في الخلف، لكن بواتنغ نفسه بدا عاجزا عن مجاراة السرعة المكسيكية في المرتدات، بينما كان هوميلس على خط منتصف الملعب تقريبا عندما انطلقت الهجمة التي جاء منها هدف هيرفينغ لوسانو.

ووجه ماتيوس انذارا واضحا لمواطنيه “كون ألمانيا بطلة للعالم لا يعني انها ستتأهل تلقائيا الى الدور ثمن النهائي”، مضيفا “مجرد تذكير: ثلاثة من الأبطال الأربعة الأخيرين خرجوا من دور المجموعات” في اشارة الى فرنسا (2002)، إيطاليا (2010)، واسبانيا (2014).