IMLebanon

تعرّفوا إلى حكم الفيديو ” VAR” المستخدم في المونديال

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

أصبح العدل مطلباً رئيسياً في أي رياضة، وتقنيات الفيديو المتطورة ستزيد من القدرة على التعامل بشكل أكثر عدالة مع جميع الفرق، خصوصاً بعد أن كثر الجدل حول مستوى الحكّام في ظلّ تطوّر الوسائل التي ترصد هفواتهم، وبالتحديد مع اتّساع رقعة التفاعل الجماهيري على مواقع التواصل الإجتماعي.

لاحظ جميع مشاهدي مباريات كأس العالم في كرة القدم 2018، اعتماد الحكام على تقنية تعرف بإسم حكم الفيديو المساعد أو الـ»VAR»، وذلك للتأكد من صحة القرار التحكيمي الذي يصدره الحكم داخل الملعب لتجنّب الأخطاء في المباريات، ما يجعلها أكثر عدلاً والأحكام أكثر دقة. والجدير ذكره أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها تقنية حكم الفيديو المساعد بمباريات كأس العالم، إلا أنها ليست أول مرة تستخدم في بطولات كرة القدم، حيث اسخدمت العام الماضي في كأس القارات وكذلك في كأس العالم للأندية.

طريقة العمل
تعتمد تقنية حكم الفيديو المساعد على فريق من عدة أشخاص يعملون معاً لمراجعة قرارات يتخذها الحكم الرئيسي، عبر مشاهدة مقاطع الفيديو المُعادة لأجزاء معينة من المباراة مثل الأهداف والبطاقات الحمراء والعقوبات، على أن يتمّ استخدام نظام راديو بتقنية الألياف للتواصل بين الحكام. ويستخدم فريق حكم الفيديو المساعد 33 كاميرا موزعة حول الملعب تصوّر اللقطات من جميع الزوايا، إلى جانب كاميرتين مخصصتين لكشف حالات التسلل. وبمجرد وقوع خطب ما أو عدم تأكد الحكم من أمر معيّن على الملعب، يمكن للحكم التأكد من حقيقة الأمر ومراجعة القرار أو الواقعة لاتخاذ القرار الصحيح عبر شاشة خاصة مُثبّتة في المنتصف خارج حدود الملعب.

إيجابيات وسلبيات
مع تقنية حكم الفيديو المساعد تصبح اللعبة أكثر عدلاً، بحيث لن يتمكن أي فريق تسجيل هدف غير شرعي، ولا يمكن لأيّ لاعب أن يهرب من العقوبة من خلف ظهر الحكم. كذلك تسمح هذه التقنية بإلغاء الأهداف غير الصحيحة واحتساب الأهداف الصحيحة، مع إمكانية منح ركلات الجزاء للفرق التي تستحقها إن لم تكن الحالة واضحة للحكم الرئيسي.

ومن أبرز وأهم الفوائد لتقنية حكم الفيديو المساعد، تهدئة الجماهير وإبعاد السيناريوهات والنظريات، ما يقلّل من أعمال الشغب الناتجة عن التفسير الخاطىء لقرارات الحكّام. في السياق عينه، تمنح تقنية حكم الفيديو المساعد الحكّام قدرة أكبر للسيطرة على المباراة، لأنها تجعل اللاعبين مكشوفين ما يقلّل من خشونة اللعب من جهة ومن الاعتراضات على القرارات من جهة ثانية.

في المقابل، يرى الكثيرون أنّ تقنية حكم الفيديو المساعد قد تقتل المتعة في اللعبة، وتجعل الحكام في موقف صعب جداً إذا ظهر خلال مراجعة الفيديو أنّ الأخطاء كانت تحتاج الى بطاقات ملوّنة. كذلك يرى المعترضون على هذه التقنية أنه لو أراد الحكم تطبيق القانون على كل حالة، سيضطر لطرد العديد من اللاعبين، وهو أمر سلبي وغير مُستحَب حتى لو حصلت بعض التدخلات القوية أو اعتمدت الخشونة أثناء المباراة.