IMLebanon

“أوبر” تسعى للتحالف مع “كريم” في الشرق الأوسط

كشفت مصادر في قطاع النقل الذكي أن شركة أوبر الأميركية دخلت في مفاوضات متقدمة مع منافستها شركة كريم الإماراتية لدمج خدماتهما في الشرق الأوسط.

ونسبت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية إلى تلك المصادر قولها إن الشركتين بحثتا عدة هياكل محتملة للاتفاق يدير بمقتضى أحدها رؤساء كريم الحاليون النشاط المدمج الجديد مع الاحتفاظ بإحدى أو كلتا العلامتين التجاريتين المحليتين للشركتين.

لكن مها أبوالعينين المتحدثة باسم شركة كريم رفضت التعليق على تقرير وكالة بلومبيرغ الاقتصادية حول إجراء محادثات أولية بشأن دمج محتمل للشركتين وقالت إن كريم “لا تعلق على أية إشاعات”.

وأضافت أنها تواصل التركيز عل بناء منصة نقل ذكية رائدة في المنطقة العربية وأنها تسعى للتوسع إلى أسواق جديدة وتعزيز حضورها من خلال إضافة منتجات وخدمات جديدة.

2.8 مليار دولار خسائر أوبر في 2016، وفق بيانات رسمية، بسبب حظر نشاطها في العديد من البلدان

ويبدو من خلال تفاعلات تقرير بلومبيرغ أن أوبر تحلم بتذليل العقبات التي تواجهها من السلطات التنظيمية من خلال التحالف مع شريك محلي قوي لتعزيز نشاطها في الشرق الأوسط مثلما فعلت في مناطق أخرى من العالم.

ودخلت الشركتان في منافسة شديدة على السوق المصرية في الفترة الماضية، والتي تعتبر أكبر سوق في المنطقة، إلى جانب السعودية، ولا سيما بعد أن استحوذت كريم في يوليو الماضي، على حصة في شركة سويفل المصرية الناشئة.

ويقول محللون إن توسيع كريم من نطاق استثماراتها في الشرق الأوسط يعطي إشارات قوية لنجاح هذه التجربة في سوق تتزايد المنافسة فيها بشكل كبير نظرا للعائدات الضخمة التي تحققها مثل هذه المشاريع الواعدة، وهو ما أجبر أوبر على ما يبدو للقيام بهذه الشراكة.

وكان محمد القمزي، مدير عام مركز النقل المتكامل بأبوظبي قد كشف في ايار الماضي، أن أوبر التي لا تزال تعمل في دبي، تتفاوض مع المركز لاستئناف نشاطها في الإمارة بعد أن تم تعليقه في أغسطس 2016 بسبب مخالفات تنظيمية.

وتصطدم أوبر، إحدى أنشط الشركات الناشئة والمتخصصة في حجز سيارات الأجرة عبر تطبيق إلكتروني، بعراقيل كثيرة في طريق توسعها في العالم نتيجة لظهور عدة عوامل، منها بروز منافسين لها بالبلدان التي تنشط فيها أو لأسباب أخرى تتعلق بالرواتب.

وتتالت الأزمات التي ضربت أوبر والتي قد تهدد بقاءها، فبعد استقالة كبار موظفيها العام الماضي، أظهرت بيانات أنها تكبدت خسائر في 2016 بنحو 2.8 مليار دولار بسبب حظر نشاطها في العديد من البلدان. ولجأت أوبر إلى السوق الهندية العام الماضي، رغم المنافسة مع مثيلاتها، لأنها لم تستطع أن تحصل على حصة جيدة في الكثير من أسواق الدول المتقدمة.

ففي ألمانيا، حظرت المحاكم على الأفراد الذين لا يحملون رخصة قيادة سيارات أجرة العمل كسائقين في تطبيق أوبر، وبالتالي اضطرت الشركة إلى العمل كوسيط بين الركاب وسيارات الأجرة العادية ولم تتمكن من تقديم أي مرونة في العمل أو أسعار مخفّضة تميزها.

وعكس قرار سلطات العاصمة البريطانية لندن في سبتمبر الماضي بوقف خدمات أوبر بعد 5 سنوات من حصولها على ترخيص، الخلل في قدرة الشركة على العمل وفقا لأنظمة قانونية ومعايير المدن الكبرى.

وتواجه الشركة الأميركية احتمال حظر خدماتها في تركيا إثر إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان خلال حملته الانتخابية الشهر الماضي، أن “خدمة النقل عبر تطبيق الهواتف الذكية انتهت”، وذلك بعد حملة ضغط لسائقي سيارات الأجرة في إسطنبول.

كما برز فشل الشركة كذلك حينما أعلنت مطلع اب 2017، عن اندماجها مع منافستها في الصين شركة ديدي شوكينغ في صفقة بلغت قيمتها 35 مليار دولار. ومثلت الصفقة للكثير من الخبراء حينها هزيمة كبيرة لأوبر بعد معركة طويلة للسيطرة على السوق الصينية مع حقيقة فشل شركات أميركية أخرى مثل غوغل وأمازون.