كتب محمد الجنون في “الاخبار”:
وجوم وصدمة خيّما أمس على برجا (اقليم الخروب) بعد العثور أمس على الطفل عمر الياس عزام (12 عاماً) جثة في منزله في حي المسيل في البلدة. رصاصة واحدة من مسدس الأب المؤهل أول في الجيش اخترقت رأس عمر في غرفة نوم والديه.
لحظاتٌ من الغفلة جعلت برجا ترتدي السواد، فيما انتشرت بين أهلها الذي أصابهم الذهول إشاعات وفرضيات متعددة حول الحادثة التي لفّها الغموض، وتنوعت بين عملية قتل مدبّرة، والاصابة عن طريق الخطأ أثناء لهو الطفل بمسدس والده، وبين فرضية الانتحار بسبب لعبة «مريم». كما أثيرت تساؤلات حول مسألة تنظيف مكان الحادثة من الدماء قبيل وصول فرق التحقيق للكشف على المكان، وهو ما أكّده مصدر أمني لـ«الأخبار»، مما دفع القوى الأمنية الى منع الدخول الى الغرفة حيث وجد الطفل مقتولاً.
التحقيقات في الحادثة بدأتها الشرطة العسكرية بأمرٍ من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس، كون والد عنصراً في المؤسسة العسكرية. وقال مصدر أمني لـ«لأخبار» إنَّ الطبيب الشرعي ميلاد عويدات كشف على الجثة، «وحدّد اتجاه الرصاصة التي أصيب بها عمر في رأسه بأنها من الأمام وليس من الخلف، بعكسِ ما أشيع».
معلومات التحقيقات الأولية التي حصلت عليها «الأخبار» أشارت إلى أنَّ «الطفل كان برفقة والديه في أحد المستوصفات العسكرية لإجراء فحوصات طبية. وقرابة الساعة 12.10 ظهراً وصلت العائلة إلى الحي، وركن الوالد السيارة أمام المنزل ثم طلب من إبنه أخذ ملفات من السيارة ووضعها في خزانة الملابس في غرفة النوم. وبعد دخول الفتى الى المنزل مسرعاً، سمع إطلاق نارٍ في الداخل، ووجد الفتى مضرّجاً بدمائه فنقل على الفور الى مستشفى منذر الحاج في الجية حيث فارق الحياة.
الشائعات بقيت تلاحق الحادثة حتى وقت متأخر أمس. إذ تردّد أن النيابة العامة العسكرية أمرت بعدم تسليم الجثة الى ما بعد إجراء مزيد من التحقيقات، لكن مصادر أمنية أكدت ليلاً عدم صحة ذلك. ولفتت الى استبعاد التحقيقات فرضية القتل العمد، مشيرة الى أن النيابة العامة أمرت بتسليم جثة الطفل الى ذويه على أن يشيع الى مثواه الأخير العاشرة صباح اليوم.