IMLebanon

تقرير IMLebanon – بين حجّة المجنّسين والمهاجرين…المنتخب الفرنسي البطل المستحق

تختلف الآراء بين من يرى بأنّ فوز فرنسا هو مستحق وبين من يرى بأنه غير مستحق، وذلك بعد ان تُوج المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه على حساب كرواتيا بفوزه عليها 4-2.

تبدأ نظرية “غير المعجبين” بالفوز الفرنسي انّ منتخبه عبارة عن لاعبين مجنّسين ومهاجرين، الى الاسلوب غير الممتع الذي اعتمده المدرب ديدييه ديشان على مدار البطولة. فهل فعلا لم تستحق فرنسا إحراز اللقب؟

أولا، إنّ موضوع المجنّسين او المهاجرين لا ينطبق على واقع حقيقي، فاللاعبون ليسوا مجنّسين إطلاقاً، بل إن اباءهم او اجدادهم هاجروا الى فرنسا، وهذا البلد المعروف بكونه مقصداً للمهاجرين من عرب في شمال أفريقيا الى الدول الافريقية الاخرى كمالي وكاميرون وغيرهما. وبالتالي هم تدرجوا بالكرة الفرنسية منذ الصغر ولم يستوردوا من الخارج فقط بغرض تحسين مستوى المنتخب الفرنسي. صحيح انّ وجود مهاجرين يعزّز من إمكانية بروز لاعبين صاعدين اكثر لاسباب عديدة، منها بدنية كالتي يتميّز بها اللاعبون الأفارقة، غير انّ ذلك لا يعني التقليل من شأن ما فعله المنتخب الفرنسي.

ثانياً، قدّم المنتخب الفرنسي بطولة ثابتة ولم يتأخر في النتيجة سوى لتسع دقائق فقط امام الارجنتين طوال البطولة!!! نعم، المنتخب الفرنسي لم يتأخر بالنتيجة سوى لتسع دقائق، وهذا يعني بأنّ المنتخب الفرنسي يجيد الدفاع كما يجيد الهجوم. فريق متكامل من حارس المرمى هيوغو لوريس الذي قدّم بطولة جيدة، الى الدفاع مع الثنائي الرائع اومتيتي وفاران، والظهيران هيرنانديز وبافارد، الى خط الوسط مع كانتي وبوغبا وبليز ماتويدي مروراً بالمهاجمين غريزمان وجيرو ومبابي الى دكة البدلاء التي لم يحتج اليها كثيرا ديشان. نقطة اساسية يمكن الإستناد اليها، وهي انّ المنتخب الفرنسي لعب بنفس التشكيلة تقريبا طيلة فترات البطولة، أي انه تمتع بثبات قلّ نظيره عند باقي المنتخبات. رغم وجود عناصر بارزة على دكة البدلاء، إلا انّ المنتخب الفرنسي لم يحتج لتبديلات كثيرة من اجل قلب اي نتيجة فهو كان متقدماً دائما في جميع المباريات وهذا ما يظهر تفوّقه.

واجب علينا ان نعترف بأنّ المنتخب الفرنسي الحالي قويّ جداً وليس من السهل هزيمته. والنقطة الاهم التي يجدر بنا الإشارة اليها، هي انّ معدل اعمار المنتخب الفرنسي منخفض جدا، اي انه قادر على إحراز المزيد من الالقاب القارية والعالمية ككأس أوروبا وكأس القارات، ولم لا كأس العالم 2022 في ظل هذه التشكيلة المميزة.

المنتخب الفرنسي في نسخة كأس العالم 2018 قدّم ايضاً للعالم لاعبين سينافسون ميسي ورونالدو حتماً على الكرة الذهبية (الجائزة التي تمنح سنوياً لأفضل لاعب في العالم)، كالفتى الذهبي كيليان مبابي والمتألق غريزمان، وصخرة الدفاع رافايل فاران والقبضة الحديدية صامويل اومتيتي، والكلاسيكي بوغبا والنفاثة كانتي. واجب علينا الإعتراف، المنتخب الفرنسي هو البطل المستحق…