IMLebanon

4 ضربات إلكترونية تكفي لتقويض انتخابات الكونغرس

كتب أحمد مغربي في صحيفة “الحياة”:

تكفي 4 ضربات إلكترونيّة يوجهها «هاكرز» لتقويض انتخابات الكونغرس في الخريف المقبل، بينها توجيه ضربة مباشرة إلى البنية التحتية الرقمية التي تدعم عمليات التصويت وفرز الأصوات. يصعب أخذ الأمر بخفة، خصوصاً أنه صدر في وثيقة صدرت أخيراً عن «معهد ماساشوستس للتقنية»، أحد المراكز العلمية المتألقة أميركياً وعالمياً. وذكرت الوثيقة بأن «وزارة الأمن الوطني» وثّقت دخولاً إلكترونيّاً روسياً على نُظُم التصويت في 21 ولاية أميركية في الشهور التي سبقت الانتخابات الرئاسيّة عام 2016.

ولم تشفَ الولايات المتحدة بعد من التدخل الروسي الإلكتروني في تلك الانتخابات الرئاسيّة. فمنذئذ، استمر الجدل صاخباً وحاداً وانقساميّاً في شأنه، إلى أن أقرّ به الرئيس الشعبوي دونالد ترامب، بعيد «قمة هلسنكي» في تموز (يوليو) 2018. وحينها، أصدر مجمع الاستخبارات الأميركية بياناً نادراً أجمعت فيه المؤسّسات المنضوية في المجمّع (نحو 19 مؤسسة معلنة)، على حدوث تدخل روسي في الانتخابات التي أوصلت ترامب إلى سُدّة الرئاسة. بعدها، اضطر ترامب إلى وقف تهربه المديد من الإقرار بالتدخل، خصوصاً أن قادة في الحزب الجمهوري، بينهم أعضاء في الكونغرس، تبنّوا وجهة نظر المؤسّسات القومية الأميركية في ذلك الشأن.

ومنذ انتخابات 2016، ثمة هاجس أميركي ضخم عن إمكان حدوث تدخل مُشابه في انتخابات الكونغرس العام الحالي، التي ترتدي أهمية فائقة بأثر من الانقسام السياسي المتصاعد والصاخب في «بلاد العم سام». إذ أشار مسؤولون أمنيون الى أن الروس يواصلون بدأب مسح الشبكات والحواسيب الرئيسة في أميركا سعياً لاكتشاف ثغرات رقمية تسمح بتدخلهم فيها. ولفتوا إلى أن أجزاء كبيرة من البنية التحتية الإلكترونية التي تستند إليها الانتخابات المقبلة، تعود إلى ما قبل انطلاقة الـ»آي فون» عام 2007.

وحدّدت الوثيقة أربعة أهداف رئيسة محتملة لضربات الـ»هاكرز»، تتصدرها النُظُم الإلكترونية المستعملة في تسجيل المواطنين الراغبين في التصويت. وتمتد تلك النُظُم في الولايات والمدن والبلدات الصغيرة، كما أنها ترتبط بالنظم المركزية لاحتساب الأصوات. ووفق دراسة لمركز يعمل في «جامعة نيويورك»، تستعمل 41 ولاية نُظُماً إلكترونيّة ترجع إلى عقد مضى، ما يجعلها هدفاً هشّاً للـ»هاكرز».

تشكل دفاتر التدقيق في هويّات من يصلون إلى أقلام الاقتراع، هدفاً آخر، لأن معظم من يعملون عليها يُدخِلون البيانات في أجهزة «تابلت»، ثم يربطونها مع بعضها بعضاً، ومع نظام التصويت، باستخدام برامج تجارية. ويستطيع الـ»هاكرز» اختراق تلك الشبكات، إضافة إلى محاولتهم دسّ برامج خبيثة في الشركات التي تصنع البرامج الرقمية المستخدمة في عمليات التدقيق والربط. وإذا نجحوا، تصبح الانتخابات المقبلة فوضى. ماذا لو أُخبِر مواطنو بلدة ما أنهم «صوّتوا»، حتى قبل لحظة دخولهم قلم الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فعليّاً؟

بديهي القول إن آلات الفرز المباشر للأصوات وعدّها إلكترونيّاً (Direct Recording Electronic) تشكل هدفاً أساسيّاً للـ»هاكرز»، خصوصاً أن قلّة منها توثّق النتائج على الورق أيضاً. وتتبنى تلك الآلات 13 ولاية، تعتمد خمس منها عليها بصورة حصريّة.

وفي سابقة عام 2014، تدخل «هاكرز» اشتُبِهَ في أنهم روس، في انتخابات أوكرانيا، عبر اختراق الآلات المركزية للاحتساب النهائي للأصوات وإعطاء النتائج. وتعمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأميركية باستمرار على حماية الشبكات التي تربط تلك الآلات المركزية، ولكن بعضها يعمل بنظم تشغيل تجاريّة. وثمة إمكان أن يخترق بعض الـ»هاكرز» النُظُم الإلكترونية للشركات (وهو أمر تكرر مع معظم الشركات العملاقة للمعلوماتية والاتصالات المتطورة)، ويدسّون برامج خبيثة لتخريب نتائج الانتخابات فيها. إنه أفق قاتم ومضطرب لانتخابات ربما تترك آثاراً عميقة على مسارات السياسة الأميركية، أليس كذلك؟