IMLebanon

مصادر “القوات”: لقاء الحريري – جعجع لم يأت بجديد على مستوى التأليف

كتبت لينا الحصري زيلع في صحيفة “اللواء”:

رغم بعض الاجواء التفاؤلية التي تشاع بين الحين والاخر حول تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري قريبا صيغة حكومية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تكون مقبولة وتوافقية، فإن الواقع لا يشير الى تسجيل اي تقدم جديد يذكر حول الملف الحكومي، وذلك بالتزامن مع مروحة المشاورات واللقاءات التي يجريها الرئيس الحريري مع عدد من الاطراف المعنية بالموضوع.

ويبقى البارز خلال اليومين الماضيين تحرك «القوات اللبنانية» ان كان باتجاه «بيت الوسط» من خلال الاجتماع المطول الذي جمع الرئيس الحريري مع رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع، او باتجاه عين التينة التي زارها وزير الاعلام ملحم رياشي موفدا من الدكتور جعجع للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري لاطلاعه على اخر المستجدات لا سيما على اجواء لقاء الحريري – جعجع مساء الاربعاء الماضي.

مصادر «القوات اللبنانية» اكدت في رد على سؤال لـ«اللواء» عما اذا كان غياب تصريح الدكتور جعجع بعد لقاء الرئيس المكلف بمثابة اشارة بأن لا جديد في موضوع التأليف تجيب المصادر «نعم»، ليس هناك اي امر جديد لاعلانه من قبل الحكيم، لذلك فهو ارتأى عدم الادلاء بأي تصريح خصوصا ان والامور لا زالت تراوح ضمن المربع نفسه.

ولكن المصادر كشفت ان الاجتماع كان مناسبة من اجل التداول وجوجلة كل الافكار الحكومية، واين اصبحت الاتصالات، كذلك محاولة من اجل تجاوز العقد القائمة. وتعتبر المصادر ان اهمية هذا اللقاء هي من اجل التأكيد ان التشاور بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع متواصل ومستمر دائما، على نفس الخط، انطلاقا من العلاقة الثابتة والاستراتيجية التي تجمعهما، كما ان الاجتماع كان مناسبة للاطلاع من الرئيس المكلف على الاتصالات التي يقوم بها والى ماذا افضت؟ ومن اجل ان يطلع الرئيس الحريري بدوره من الدكتور جعجع على موقف القوات لجهة حجمها وتمثيلها الوزاري.

كذلك للتأكيد على رفض ادخال البلد باي ازمة، ان كان من خلال بعض الطروحات والملفات التي تطرح، كالتطبيع مع سوريا او اثارة ملفات لها علاقة بمهمة الرئيس المكلف او غيرها، لذلك كان هناك شرح مستفيض لكل هذه النقاط بكل ابعادها. حسب المصادر القواتية التي تشدد على تمسكها بحجمها وتمثيلها الوزاري الكمي والنوعي، والذي يتناسب مع حجمها النيابي والشعبي، ولفتت الى ان الامور بالنسبة للحزب مفتوحة على نقاش الافكار ولكن ضمن السقف الذي لا يمكن التنازل عنه، وهو سقف الاربعة وزراء، واشارت الى ان النقاش لا يزال مستمرا، وهناك مزيد من المشاورات ولكننا متمسكين بحقنا الطبيعي.

واسفت المصادر لان الامور لا زالت تراوح مكانها، مشيرة الى ان الطرف الاخر مطالب بأن يقدم تنازلات على غرار التنازلات التي اقدمت عليها القوات وغيرها من اجل المصلحة الوطنية العليا، فيما استمرار الاوضاع على هذا النحو يبقي الامور في مربع التعطيل والمراوحة والفراغ، وهذا امر يشكل ضررا على مستوى البلد. تقول مصادر القوات.

وتطالب هذه المصادر الفريق الذي يعرقل بأن يقدم خطوات الى الامام على غرار ما اقدمت عليه القوات بالرغم من ان التقديمات مؤلمة كونها تنازلت عن خمسة وزراء مقابل اربعة، وهو تنازل كبير. وتشير الى ان هذا التنازل اتى انطلاقا على حرصها من اجل تشكيل حكومة جديدة لمواجهة التحديات الكبرى المطروحة.

وتوقعت المصادر ان يجري الرئيس المكلف خلال الساعات المقبلة جولة تشاورية جديدة مع رئيس الجمهورية رغم ان العقدة ليست عنده كما تشير المصادر، وهي لا زالت في المكان نفسه عند الساعي الى تحجيم القوات وحزب التقدمي الاشتراكي.

وحول ما اذا كان هناك دور سوريا وراء عرقلة تأليف الحكومة خصوصا بعد ما اعلنه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي من مواقف، تؤكد المصادر القواتية بان الفرزلي لا يعبر الا عن موقف اعلامي لا تأثير لموقفه على المسرح السياسي لا من قريب ولا من بعيد، لان الطرف المؤثر في لبنان هو «حزب الله» واساسا ليس هناك وجود للنظام السوري في سوريا لولا الحزب الذي هو المؤثر في لبنان وسوريا، وبالتالي كل كلام عن النظام السوري هو غير واقعي لا من قريب ولا من بعيد، خصوصا بعد ان دعا «حزب الله» على لسان امينه العام الى ترحيل ملف التطبيع مع سوريا الى ما بعد تشكيل الحكومة، مما يعني انه يقول بضرورة التركيز حصرا على الملف الحكومي، لانه عندما يدعو الى ترحيله يعني ترحيله الى امد بعيد لان السيد نصر الله يدرك ان هذا الموضوع غير قابل لان يمر في لبنان، واي محاولة من هذا النوع لا يمكن ان تمر لا من قريب ولا من بعيد، والامور لا زالت تراوح في مكانها.

وتتابع هذه المصادر قائلة: هناك فريق سوري في لبنان رعاه النظام السوري واحتضنه طويلا، وبالتالي هو يحاول الدفاع عنه من ضمنهم الفرزلي، ولكن الموضوع لن يمر لا اليوم ولا غدا لان «حزب الله» يدرك ان موضوع من هذا النوع سيؤدي الى انقسام عامودي ويطيح بالتشكيلة الحكومية وبالستاتيكو وبالاستقرار، و«حزب الله» ليس في هذا الوارد. وتوقعت المصادر استمرار محاولات التطبيل الاعلامي مشيرة الى انها لن تتجاوز التطبيل.