IMLebanon

هيبة الدولة هي السبب..

كتب نون في صحيفة “اللواء”:

ثمانية قتلى، مثلهم أو أكثر جرحى، والسبب الأساس والعميق هو افتقاد هيبة الدولة وغياب أجهزتها عن الأرض!

حادث السير يمكن أن يحدث في أي مكان من العالم، وفي أي وقت، ولكن غياب النظام العام، وتواري رجال شرطة السير والقوى الأمنية عن الأماكن والنقاط المفترض تواجدهم فيها، هو أمر لا يحصل إلا في بلد مثل لبنان، حيث لا قيمة للقانون، ولا رادع للتقيّد بقوانين السير، والسرعات المسموح بها، فضلاً عن الظلام الدامس الذي يلف الطرقات الرئيسية، وخاصة طريق المطار، التي تحوّلت إلى معبر أساسي لكل الضواحي الجنوبية، وصولاً إلى المناطق الجنوبية، وتشهد حركة سير ضاغطة، معظم الوقت، لا سيما في ساعات الذروة.

مع تسليمنا الكامل بالقضاء والقدر، كان يمكن للحادث – الفاجعة الذي وقع على طريق المطار مساء يوم الجمعة الماضي، أن لا يحصل لو ثمة دورية سير، مثلاً، تراقب تقيّد السيارات بالسرعة المحددة، كما لو أن المتعهد الذي ينفذ أشغال مخرج جديد على الجهة اليمنى، حيث وقع الحادث، يتخذ الاحتياطات اللازمة، مثل وضع إضاءة، أو حتى شريط فوسفوري، على أطراف الورشة الملاصقة للطريق العام، لتنبيه السائقين عن وجود مستلزمات ورشته، التي تخفي معالمها العتمة الممتدة على طول الأوتوستراد.

وكذلك الحال مع الحادث المفجع الذي ذهب ضحيته الشاب عمر الداعوق، بسبب رعونة قيادة فتاة بعد منتصف الليل، لم تتقيّد بإشارات السير على تقاطع الطريق، فكان أن اجتاحت شاباً في مقتبل العمر مع دراجته، وذنبه أنه التزم بنظام السير، واطمأن إلى الإشارة الخضراء أمامه، ولم يُصدّق بأننا نعيش وكأننا في شريعة الغاب.

أما حادث القتل المزدوج في برج حمود فيُعتبر فصلاً جديداً من فصول الفلتان الأمني، حيث يُقدم القاتل على ارتكاب جريمته بالسكين، وكأنه يهمّ بذبح دجاجة!

ولا ضرورة للتذكير بأن افتقاد هيبة الدولة، وغياب العقاب الرادع قد ساهما في نشر الجريمة بهذا المستوى المخيف!

فهل الإسراع في تشكيل الحكومة يُسرّع في استعادة هيبة الدولة؟

قولوا «إن شالله»!