IMLebanon

صيغة الحريري الجديدة للحكومة تأخذ بالإعتبار مطالب “القوّات” و”الإشتراكي”

كتبت لينا الحصري زيلع في صحيفة “اللواء”:

لا تزال محاولات السعي لولادة الحكومة العتيدة مستمرة على اكثر من خط، لا سيما من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يبذل كل الجهود المطلوبة منه من اجل الوصول الى توافق وطني لتشكيل حكومة وطنية جامعة متوازنة لا يستأثر فيها اي فريق على الاخر، وبالتالي لتكون منتجة وفاعلة، خصوصا ان المؤشرات تدل على انها ستستمر الى مرحلة الانتخابات النيابية المقبلة، او ربما الى الانتخابات الرئاسية القادمة في حال لم يطرأ اي حدث خارج عن المألوف.

وقد اسفرت الاتصالات والمشاورات التي اجراها الرئيس المكلف والتي تكثفت خلال الاسبوع الماضي الى لقاء جمع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بالرئيس الحريري، الذي عرض عليه نتائج ما توصل اليه خلال اتصالاته قبل ان يعرضها الاخير بصورة صيغة حكومية على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دون ان يتم التطرق الى الاسماء بل اقتصرت على الحصص السياسية والحقائب.

وفيما لم يتم الكشف عن الصيغة المطروحة من قبل الرئيس المكلف على الرئيس عون خلال اجتماع بعبدا عصر امس فهي بقيت بعهدتهما، على ان يتم درسها من قبل رئيس الجمهورية ووضع الملاحظات عليها، مما يشير الى أن هناك رفضاً مبدئياً لها.

من هنا فإن المصادر المتابعة لعملية التأليف لم تبدِ اي تفاؤل حيال الموافقة على الصيغة المطروحة، خصوصا ان الرئيس الحريري اخذ في عين الاعتبار مطالب «القوات اللبانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، واكدت المصادر الى ان «القوات» ليست في وارد تقديم المزيد من التنازلات التي سبق ان قدمتها، وهي التخلي عن خمس وزارات بما فيهم نيابة رئاسة الحكومة مقابل اربع وزارات تطالب «القوات» بأن تكون وازنة وتراعي تمثيلها النيابي الذي اسفرت عنه الانتخابات النيابية الاخيرة، واذ هي تدعو الفريق المسيحي الاخر الى تقديم التنازلات والتضحيات من اجل مصلحة البلد العليا، خصوصا انه كما هو معروف فان نجاح الحكومة وتسهيل ولادتها يسجل في سجل عهد الرئيس عون، وفشل التأليف ايضا يسجل عليه.

من هنا فإن المصادر تشدد على اهمية ان يتدخل رئيس الجمهورية للضغط على «التيار الوطني الحر» وتحديدا على رئيسه باسيل لتقديم التنازلات بدوره.

من ناحيتها، تنفي مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» لـ«اللواء» ان تكون العقدة عند الحزب وتؤكد انها لا زالت عند الاخرين، وتلاحظ المصادر ان بيان رئاسة الجمهورية الذي صدر حول نتائج اجتماع الرئيس عون مع الرئيس المكلف يؤكد ان هناك رفضاً واضحاً من قبل رئيس الجمهورية للصيغة المقدمة من قبل الرئيس الحريري، وتشير المصادر الى انها لم تطلع على ما قدمه الرئيس الحريري، وتؤكد التمسك بمواقفها من حيث المطالبة بتوزير ثلاثة وزراء دروز يمثلون الحزب التقدمي، وتشير الى ان الليونة شيء والتنازل شيء اخر، وتعتبر المصادر ان الحزب قدم ما يمكن تقديمه من ليونة مطلقة، ولكنه لا يمكنه التنازل عن حقه الطبيعي الذي منحته اياه صناديق لاقتراع.

واذ طالبت المصادر «التيار الوطني الحر» بالتواضع وتقديم التسهيلات اللازمة والمطلوبة من اجل ولادة الحكومة العتيدة، ابدت المصادر تشاؤما حول امكانية قريبة لتشكيل الحكومة، مبدية اسفها لذلك، معتبرة ان هناك ضرورة قصوى لتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد خصوصا ان هناك استحقاقات مقبلة هامة للبلد.