IMLebanon

الكورنيش البحري… عودة الحياة إلى الميناء!

كتب حسن الايوبي في “المستقبل”:

بقي مشروع تأهيل وتطوير مرافق الكورنيش البحري الممتد على طول الواجهة البحرية لمدينتي طرابلس والميناء، محط أنظار المسؤولين المتعاقبين فضلا عن أهالي وأبناء العاصمة الثانية. إذ أن الكورنيش الذي يكاد يكون المتنفس الوحيد لأبناء الشمال، لم يشهد ومنذ إنشائه أواخر ثمانينات القرن الماضي، أي أعمال تأهيل أو تطوير، لا بل تعرض لانتهاكات شتى وتعديات وعشوائيات رافقها انتشار للمخالفات على طول الواجهة البحرية والتي تعتبر الأكبر في لبنان والممتدة بطول سبعة كيلومترات ونيف.

أما اليوم، وبعد بدء العمل منذ بضعة أسابيع على إعادة تأهيل وتطوير هذا المرفق الحيوي، ومع ما يرافق ذلك من توفير لفرص العمل لأبناء المنطقة، عاد الأمل للأهالي والمتنزهين على الكورنيش بالتمتع بمنظر البحر بعد إزالة مختلف التعديات والمخالفات عنه.

رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين وفي لقاء مع “المستقبل” في موقع الأشغال الجارية في مرحلتها الأولى، شرح المراحل التي ستنفذ وقال: كان هناك بعض اللوم علينا بعد الإنتخابات من قبل أهالي الميناء، بسبب التأخير في تنفيذ المشاريع الموعودة، ولكن تنفيذ هذه المشاريع ليس بالأمر السهل ودونه عقبات كثيرة. وكلنا نعرف عقبة الروتين الإداري والعلاقات والإتصالات المفروضة مع المؤسسات من أجل تأمين الاعتمادات لتنفيذ المشاريع.

وأضاف: بالنسبة لنا كان لدينا مشروعان هامان وهما موضوع الصرف الصحي في الميناء والذي له شقان، الأول رفع المجارير عن الكورنيش البحري، والثاني هو الميناء القديمة والتي تفتقر لشبكة صرف صحي.

بالنسبة للمشروع الأول، استطعنا بمساعدة من وزير الشؤون الاجتماعية السابق، رشيد درباس، التوصل لتأمين التمويل اللازم له. فبشأن رفع المجارير، قام مجلس الإنماء والإعمار بتأمين التمويل عبر هبة من الصندوق الكويتي للتنمية والذي لديه مشاريع للصرف الصحي في كل لبنان. وهنا أريد أن أشير إلى أنني عندما كنت في الإجتماع عند الرئيس سعد الحريري وكان حاضرا النائب سمير الجسر والوزير محمد كبارة، تحدثت عن روتين لدى الصندوق الكويتي يتسبب في تأخير بعض الملفات ،ليقوم الرئيس الحريري فورا بالاتصال برئيس الصندوق في الكويت قائلا له: إن مشروع الميناء يهمني كثيرا ، وفعلا المشروع الذي من المفترض أن يظل نحو الشهر تأمن في ثلاثة أيام. ومن هنا استطعنا تأمين مبلغ من المال بموجب دراسة تضمنت شقين الأول يتعلق بالمجارير على الكورنيش البحري والذي جرى تلزيمه بمليوني دولار لشركة جينيكو والعمل بدأ به وهو يتضمن منطقة البوابة في الميناء مرورا بالكورنيش وصولا إلى الجامعة العربية ليلتف من شارع المقابر ليلتقي من جهة ثانية عند مدخل الميناء في حين سيجري منها جر مياه الصرف الصحي حتى معمل التكرير، لنكون عندها قد انتهينا من تأهيل شبكة الصرف الصحي في البحر وذلك في غضون سنة من الآن.

وتابع: أما الشق الثاني أي الميناء القديمة، فهو يتطلب أربعة ملايين دولار، وهو يتضمن تركيب شبكة صرف صحي في الازقة والشوارع الضيقة ووصلها بالمنازل لنصل إلى ميناء نظيفة بعد نحو سنة من الآن.

وقال: أما بالنسبة للكورنيش البحري فقد استطعنا تأمين مبلغ ثلاثة ملايين دولار عبر مساعدة من الوزير درباس ومنظمة العمل الدولية والوزير محمد كبارة وايضا الحكومة الألمانية ليجري بعدها التلزيم وها قد بدأ العمل به في مرحلته الأولى التي تنتهي بعيد مدخل جزيرة عبد الوهاب. أما المرحلة الثانية فتصل قرب منطقة المسلخ القديم. والمرحلة الثالثة ستصل حتى نهاية الكورنيش البحري. وطبعا كل ذلك بعد تأمين كامل التمويل اللازم.

وختم: نأمل أن ننتهي من العمل في المواعيد المرسومة لكي يرى زوار الواجهة البحرية كورنيشا جديدا غير الذي عرفوه. وطبعا ستكون هناك ضوابط معينة كي لا تعود الفوضى والعشوائيات التي كانت موجودة سابقا، وكي يستفيد كل الناس من الكورنيش كأبناء وأهالي الميناء وطرابلس وكل المناطق الشمالية. ومن هنا أيضا نتمنى على كل زوار الكورنيش المحافظة عليه وعلى النظافة والترتيب والتنظيم.