IMLebanon

أنقرة: أي هجوم على إدلب سيطيح بجنيف وآستانة

اكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن أي هجوم على محافظة إدلب السورية، لن يجلب سوى القتل والدمار، وسيقوض كافة الجهود السياسية سواء في جنيف أو في أستانة، وهذا سيكون انتصارًا غير أخلاقي لنظام الأسد.

واشار في مقال نشرته صحيفة “ديلي صباح” التركية الناطقة بالانكليزية، الجمعة، تحت عنوان “معضلة إدلب: اختبار آخر للنظام الدولي” إلى أن الحرب السورية تستمر في عامها السابع بإحداث الفوضى والمآسي الإنسانية والاضطرابات السياسية.

كما أشار إلى أن معظم دول العالم أدارت ظهرها للشعب السوري الذي لم تتجاوز التعهدات بدعمه الأقوال، وأن الجهات الفاعلة الرئيسية لم تفعل أي شيء أو اكتفت بأشياء قليلة جدًا من أجل وقف الحرب. وقال إن مساري جنيف وأستانة حتى وإن أثمرا عن بعض النتائج، إلا أنهما لم يتمكنا من وقف الدم النازف.

وأكّد أن أميركا استخدمت “داعش” من أجل شرعنة وجودها، شمال شرقي سوريا، وهي تبحث رغم زوال تهديد هذا التنظيم إلى حد كبير، عن وسائل لإضفاء الشرعية على علاقاتها مع “حزب العمال الكردستاني” في سوريا منتهكة بذلك الشراكة الاستراتيجية مع تركيا.

كما أشار إلى استخدم النظام السوري وداعميه إيران وروسيا أيضًا لـ”وحش داعش” من أجل تبرير مساعيهم الرامية إلى رسم خريطة جديدة في “بلاد الشام”.

ورأى أن جميع هذه العناصر أدت إلى القضاء على مجموعات المعارضة السورية المعتدلة أو إلى إضعافها على الصعيدين السياسي والعسكري.

وبحسب قالن، فإن إدلب بقيت كآخر معقل لقوات المعارضة السورية، وأي هجوم على هذه المحافظة التي يقطنها 3.5 ملايين شخص، سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة.

وأكد أن “التهديد بمهاجمة نظام الأسد في حال استخدم أسلحة كيميائية لا معنى له لسببين، الأول هو أن النظام استخدم سابقا أسلحة كيميائية ولم يتم فعل أي شيئ للقضاء على ترسانته في هذا المجال، والهجمات الشكلية المحدودة التي شُنّت لا تفيد بأي معنى”. وتابع: “الثاني، فإن ربط الأمر باستخدام الأسلحة الكيميائية، هو وسيلة أخرى للقول بأن النظام يمكنه مواصلة المجازر عبر الأسلحة التقليدية، وهذه مفارقة مخجلة للحرب السورية. النظام قتل عبر الأسلحة التقليدية أناسا أكثر، إلى جانب استخدامه للأسلحة الكيميائية، ولا يزال يسند ظهره إلى هذين التهديدين”.

وشدد على أن تركيا قامت بما في وسعها لمنع حدوث مأساة إنسانية جديدة في سوريا، وأنها ستواصل جهودها دون كلل في هذا الصدد.

وأكد أنه ينبغي على آلية الدعم الدولية الانتقال إلى ما هو أبعد من تصريحات القلق أو مصطلح الغضب الذي استخدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدته، والميل إلى عمل ملموس يضم حلولا سواء في المجال السياسي أو فيما يخص اللاجئين.

واعتبر أن “إدلب أمامنا كالقنبلة الموقوتة. في حال أخذ المجتمع الدولي الحرب في سوريا على محمل الجد وأنه يهتم بالشعب السوري، فإننا نستطيع تعطيل هذه القنلبة الموقوتة والانتقال إلى مرحلة جديدة”.