IMLebanon

الراعي:  لبنان لا يستطيع أن يتحمل أي تأخير

استكمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، مساء اليوم، جولته الراعوية في منطقة إقليم الخروب، فزار مساء بلدة شحيم، حيث أقيم له احتفال حاشد في قاعة الشهيد الرائد فادي عبد الله، في مبنى مهنية شحيم، وحضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب الدكتور فريد البستاني، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري داوود الصايغ، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال طارق الخطيب، ممثل رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط النائب بلال عبد الله، اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، المدير العام في المجلس الأعلى للجمارك هاني الحاج شحادة، المدير العام لشركة خطيب وعلمي المهندس سمير الخطيب، العميد علي أبو صالح ممثلا اللواء عباس ابراهيم، ممثل المدير العام لأمن الدولة العقيد أريج قرضاب، رئيس مصلحة الشباب في وزارة الشباب والرياضة محمد سعيد عويدات، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من رجال الدين والشخصيات وسفيرة النوايا الحسنة غرازيلا سيف.

وألقى الراعي كلمة، فشكر الجميع على حضورهم، وشكر “رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على إيفاد ممثلين لهما، وخاطبهما قائلا: “أحملكما الشكر الكبير لهما. اليوم أدركت لماذا فخامة الرئيس ودولة الرئيس أوفداكما إلى شحيم، بالبداية كنت أتساءل لماذا هنا؟ أما الآن فأنا مقتنع كل الاقتناع، أنه لا يمكن أن نكون في هذه المدرسة الوطنية، من دون حضور ممثل لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة”.

أضاف: “أتينا زيارة راعوية، لكننا وجدنا أنفسنا في مدرسة وطنية من النوع الأول، من خلال ما في قلوبكم، ومن خلال ما في تاريخكم، شحيم مما أعطيتم لهذا الوطن من شخصيات كريمة، رجال علم وثقافة وسياسة، نوابا ووزراء، أحييهم جميعا، وأود أن أحي النائب الجديد ابن شحيم الدكتور بلال عبد الله ممثلا النائب تيمور جنبلاط. كما أحي النائب محمد الحجار ابن شحيم الغائب، لكنه اتصل معتذرا لاكثر مرة من أنه لن يكون معنا”.

وتابع: “لا يمكن أن نكون في عروس الإقليم في شحيم من دون هذا الاحتفال الرائع، ليس بالإمكان أن نمر في شحيم مرور الكرام على الإطلاق، أنا أذكر الكلمات الغنية التي سمعناها من رئيس البلدية السفير زيدان الصغير الكبير، كلمات غنية بالأدب وبتاريخ العروبة ومعنى العروبة، وغنية بدور المسيحيين في هذا الدور، فشكرا لك لأنك اعطيتنا أمثولة رائعة فيما تكلمت به، كما أذكر فضيلة الشيخ الذي أعطانا أمثولة عظيمة في الوطنية والسياسة، وفي الشأن الوطني وفي محبة هذا الوطن لبنان، فأشكرك من صميم قلبي، على ما تفضلت به من كلمات رائعة. كما أذكر الصحافية سهى شعبان التي اتحفتنا بكلماتها، وكانت مسك الختام الأناشيد من ابنة دير القمر لا سلمى”.

وأردف: “نعم نحن في شحيم في قلب الوطن اللبناني، نحن مع نفوس وقلوب غنية بالروح الوطنية، فكل ما سمعنا من كلمات تدل على ذلك، ولكن هذا الخزان الوطني شحيم، الذي أعطى وطننا رجالات سطروا صفحات مجيدة وعظيمة في تاريخنا الأدبي والسياسي والوطني، هذه مفخرة ليست لأهل شحيم وإقليم الخروب، لكنها مفخرة واعتزاز لنا جميعا نحن اللبنانيين، لأننا جسم واحد وجسد واحد، الجسد الوطني الواحد يغتني بكل أعضائه ومكوناته، وهذه الحقيقة ترجمت وتترجم في حياتنا الوطنية، وفي ميزتنا السياسية أن لبنان يشكل لكل هذه البيئة العربية المشرقية نموذجا وقدوة، في كل المكونات على تنموعها هي غنى وثروة، وبها نفتخر، المسيحيون من دون المسلمين ناقصون، والمسلمون من دون المسيحيين ناقصون أيضا”.

وفي موضوع صراع الحضارات والأديان والثقافات، قال: “نحن هنا نتحدث بأننا حوار للحياة بين الأديان الديانات والثقافات، وشرقنا بحاجة إلى هذا النموذج، والغرب أيضا بحاجة إلى هذا النموذج، ولهذا لم يتردد القديس البابا يوحنا بولس الثاني، الذي فهم لبنان أكثر من أي لبناني آخر، فهو الذي قال: عن لبنان ليس مجرد بلد، لكنه نموذجا للشرق كما للغرب. فما سمعناه اليوم كلاما رائعا وطنيا أدبيا روحيا وإنشاديا، وهذا ما نحن مصممون جميعا المحافظة عليه”، داعيا “الجماعة السياسية عندنا أن تسرع في إعادة بنيان هذا الكيان اللبناني، بعيدا عن الصراعات، وعن الثنائيات وعن التحديات المتبادلة والإساءات، نعم نحن نتأثر بكل ما يجري في هذا الشرق، لكن علينا أن نضبط شؤوننا بيننا”.

أضاف: “ونحن هنا يتمثل بيننا فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة، وقد خيط الكثير بشأن تأليف الحكومة، فالبعض يقول لا تمسوا بالصلاحيات، وهذا يقول لا يحق للرئيس، فهذا كلام في غير محله. فأنا كنت أتمنى ألا يقال في الإعلام أن هناك توترا بين رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة، وكنت أتمنى أن يسكنا معا في حال طوارئ، وأن يفكرا وأن لا يغادر أحدهما القصر الجمهوري حتى الخروج بحكومة، فهذه هي تمنياتي. فلبنان لا يستطيع أن يتحمل أي تأخير على الإطلاق”.

وأسف أنه “بعد أربعة أشهر لم نتفاهم بعد، وما زلنا في نقطة الصفر، وكأننا في اليوم الأول”.