IMLebanon

اتركوا التاريخ يقول كلمته!

كتب عمر الفاروق النخال في صحيفة “اللواء”:

ليس الغريب أنْ يُطلِق حزب الله إسم مصطفى بدر الدين على أحد الشوارع المحاذية لمستشفى رفيق الحريري الجامعي.

فمثل هذه السلوكيات الاستفزازية الممتدة من شرشرحة المطار، مروراً بالجامعة اللبنانية، ووصولا الى كل مرفق يحمل إسم هذا الرجل، اعتاد عليها الشارع الوطني السنّي، حتى باتت نوعاً من أنواع الصبر على البلاء، في وطن لا يحفظ فيه «الشريك في الوطن»، قيم الجيرة والأخوّة والتعايش!

الغريب حقا، أنّ ثمّة في وطننا مَنْ يظن أنّ وهج سلاحه غير الشرعي قادر على إسكات التاريخ الذي سمّى عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي لحظة معنوية مدوية، لا مكان بعدها لأي تشويش، مهما اشتدّت محاولات مذهبته وتغميسه بتلوينة الفتنة القذرة التي بدأت أصلا منذ أنْ ارتضى حزب الله توريط نفسه في هذه الجريمة النكراء.

ما يقوله حزب الله للساحة السنية عبر هذه السلوكيات الاستفزازية، أنّ الحرب ستبقى مفتوحة عليكم كلما أردتم إبقاء إسم رفيق الحريري حاضرا في التداول الوطني!

وأبعد من ذلك، الحزب يذكّر الساحة السنية بشكل أو بآخر، بأسطوانة إميل لحود، يوم تبجّح ومعه جوقة الإجرام المخابراتي، بضرورة أنْ تكون جنازة رفيق الحريري رسمية مع تقبّل التعازي لثلاثة أيام فقط لا غير!

رسالة الحزب للساحة السنية، أنّ الأولوية اليوم هي لتلميع قداسة حزب مقاوم، وليس للإشارة الى شبكة في الحزب قرّرت في لحظة إقليمية دقيقة اغتيال رفيق الحريري في قلب العاصمة بيروت.

لا مجال اليوم لأي تشويش!

وأكثر من ذلك، فبإمكان حزب الله افتتاح جادة أبو لؤلؤة المجوسي في وسط بيروت لا فرق، ولكن لا شيء يستطيع التشويش على حكم ومطرقة التاريخ التي سمّت قتلة الرئيس الشهيد، لأنّ أحكام الزمن صعب محوها بلافتات المكابرة!

التاريخ اليوم يصدح وينطق ويتكلّم، فدعوه يقول كلمته!