IMLebanon

عون: لسنا مضطرين للبقاء في سجال سياسي دائم مع اولاد

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان “الاصلاحات التي يشهدها لبنان على الصعد كافة، هو من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية”.

وقال عون خلال حفل الاستقبال الذي اقامته رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي وسفير لبنان لدى واشنطن السفير غابي عيسى للجالية اللبنانية من مختلف الولايات الاميركية في نيويورك على شرفه: ” لقد تمكنا من تحرير لبنان من التبعية، رغم وجود شوائب لدى البعض. وهو مستقل وكلمته في الامم المتحدة نابعة من صلب ايماننا وتفكيرنا كلبنانيين، ولا تتبع احدا، وهذا ما سمح لنا بالدخول الى المؤتمرات الدولية بشجاعة واخلاص للوطن وبأن تتبلور الشخصية اللبنانية الحقيقية والتي ستكون ركيزة بنينا عليها لاطلاق مبادرة “الاكاديمية الدولية للتلاقي والحوار”، وهناك قبول لها في الامم المتحدة وآمل ان نكون قد بدأنا بمرحلة التنفيذ اعتبارا من السنة المقبلة.”

وشدد على أن الدول “تكتفي بشكرنا على استضافتنا للنازحين، ولا تقوم بأي مبادرة للتخفيف من العبء على لبنان عبر استقبال جزء منهم”، وقال ان “هناك جريمة ثانية ترتكب بحق لبنان، هذا البلد الذي يجسد الاختلاف السياسي انما الاتفاق الوطني الذي جنّبه نشوب حرب داخلية، وهذا بفضل وعي اللبنانيين الذين يختلفون دون الخروج عن القواعد الوطنية، ويلتقون على حب الوطن”.

وأشار الى ان “البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من اجل تحويلها الى شتيمة دون افق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لانها تعطي صورة سلبية بشعة عن البلد، فيما الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لا توافق على الترويج لهذه الصورة التي تصل الى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

ثم توجه عون الى ابناء الجالية قائلاً: “لا شك انكم تنتظرون مني ان اطلعكم على اخبار عن لبنان واوضاعه، اولا عمدنا الى ترسيخ الامن في لبنان وهو كان هدفنا الاول لانه اذا لم نحافظ على حياة المواطنين لا يمكن ان نحافظ على ابنائهم واموالهم. وهكذا اصبح لبنان آمنا بفضل العمليات التي قام بها الجيش، وشهد الوضع استقرارا على الاراضي اللبنانية كافة، سواء بتطهيرها من الارهابيين على الحدود، او في الداخل من الجرائم الكبيرة التي كانت ترتكب”.

وأضاف: منذ تولينا السلطة، لم يخطف اي لبناني او اجنبي، وغابت عمليات السطو على المصارف والسيارات، وبتنا في مرحلة متقدمة من القضاء على تجار المخدرات، وكلها عمليات ناجحة من اجل جعل الوطن مثاليا. وفي ما خص ادارات الدولة وتنظيمها، اعدنا الى المؤسسات التي كانت فارغة وغير فاعلة، دورها، وبدأنا بتنظيم الدبلوماسية اللبنانية في العالم ومن احدى ثمارها تعيين السفيرة مدللي. ثم انتقلنا الى القضاء وقمنا بأعمال مهمة في كل هذه المؤسسات، انما الامر يحتاج الى بعض الوقت للتنفيذ، على غرار تلزيم النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية البحرية، كما ان برنامج الكهرباء بدأ تنفيذه ويتطلب بعض الوقت لسنتين او ثلاث وما تسمعونه من اخبار في هذا المجال يكون في معظمه غير صحيح، ولا تخافوا على لبنان من تطوير اقتصاده ونموه، صحيح ان المرحلة ليست سهلة، وقد ورثت ديناً يبلغ 80 مليار دولار وباقتصاد ريعي غير منتج وكان عبارة عن لعبة مالية فقط، وبدأنا صرف الاموال وغرقنا في الديون. لدينا مشاريع مستقبلية عديدة ومنها الخطة الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد، وان شاء الله ستبدأ مرحلة بداية الصعود، وبعد سنتين ستكون الاحوال افضل بكثير”.

وتابع: ” ان هذه الاعمال تقنية وسهلة، ولكن العقد النفسية الموجودة في العالم السياسي مبنية على الشخصية بدل العمل الجماعي، ومن الصعب على البعض الاعتماد على نمط جديد يعتمد على المشاركة، لهذا السبب نواجه بعض الصعوبات كي نبقى في المسار السليم والسريع المتبع. يجب تغيير النمط والسلوك في لبنان، من اجل بنائه وفق اسس سليمة وحديثة، وقد بدأنا بتغيير بعض الامور في ذهن اللبنانيين عبر اقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية، ما افسح في المجال امام وصول برلمانيين جدد الى المجلس النيابي عبر التمثيل الشعبي لهم، والتخلص من الظلم الانتخابي الذي كان يميز النظام الاكثري ويلغي قسما كبيرا من اصوات اللبنانيين، ويعطي افضلية لمن يتمتع بالاموال، وجعل البلد يتجه نحو اسلوب حديث”.

وقال: “ان ما نقوم به من اصلاحات على الصعد كافة ومنها مالية، هو من اجل طمأنتكم الى مستقبل لبنان والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية. ان البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من اجل تحويلها الى شتيمة دون افق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لانها تعطي صورة سلبية بشعة عن البلد، فيما الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لا توافق على الترويج لهذه الصورة التي تصل الى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الامر يتطلب جهدا كبيرا لمعرفة خطورته، وعلينا تنظيمه ومنع التأثير السلبي له الذي يؤذي الكثيرين، ومنع اي شائعة من ان تكبر وتتحول الى فضيحة غير صحيحة، وعليكم التنبه واستقاء المعلومات بشكل صحيح، ولسنا مضطرين للبقاء في حال سجال سياسي دائم مع اولاد، حتى لو كانوا متقدمين في العمر، الا انهم لم يبلغوا سن النضوج، وهم يتسببون بخلل في المجتمع، الا اننا نملك تجربتنا ومسيرة طويلة تخطينا فيها صعوبات كثيرة، وسنتخطى هذه الصعوبة وغيرها ايضا”.

وتابع الرئيس عون: ” لقد تمكنا من تحرير لبنان من التبعية، رغم وجود شوائب لدى البعض. وهو مستقل وكلمته في الامم المتحدة نابعة من صلب ايماننا وتفكيرنا كلبنانيين، ولا تتبع احدا، وهذا ما سمح لنا بالدخول الى المؤتمرات الدولية بشجاعة واخلاص للوطن وبأن تتبلور الشخصية اللبنانية الحقيقية والتي ستكون ركيزة بنينا عليها لاطلاق مبادرة “الاكاديمية الدولية للتلاقي والحوار”، وهناك قبول لها في الامم المتحدة وآمل ان نكون قد بدأنا بمرحلة التنفيذ اعتبارا من السنة المقبلة. ان هذه الاكاديمية تقوم على تعميم ثقافة السلام في العالم عبر تقارب الشعوب بدل ان تبقى متباعدة اما بسبب جهلها لبعضها البعض او بسبب خوف الانسان من الآخر. لذلك يجب ان يعم السلام من خلال المعرفة المتبادلة بين الاديان والاعراق والحضارات ليفهم الناس ان لعبة الحرب ليست انسانية او دينية، انما اقتصادية وهدفها السيطرة على الآخر عبر اعتماد سياسة القوة، وهذه ازمة نأمل ان نخرج منها. اليوم، نحن نناقض هذا التوجه ونتكلم عن الشعب اللبناني ومحيطه، لاننا نتحمل نتائج الحروب التي يعيشها الشرق الاوسط. هناك مليون و750 الف نازح سوري على الاراضي اللبنانية، وقد اوقفت الامم المتحدة تسجيل اعداد النازحين عام 2014، فأكمل الامن العام المهمة، الا ان هذا العدد بدأ بالتراجع شيئا فشيئا اثر عودة قسم منهم الى بلادهم”.

وقال: “ان موارد لبنان قليلة، ومساحته الجغرافية صغيرة، وقد تمكنا اليوم من اظهار صورة عن مساوئ انتشار هذا العدد الضخم من النازحين فيه، عل العالم يشعر بما قام به تجاه هذا البلد فيما تكتفي الدول بشكرنا على استضافتنا للنازحين، ولا تقوم بأي مبادرة للتخفيف من العبء على لبنان عبر استقبال جزء منهم. ونحن لا يمكننا تحمل هذا الملف. وتحدثنا بكل وضوح، ويمكنكم انتم ايضا المساعدة في هذا المجال عبر معارفكم واتصالاتكم لاظهار أن هناك جريمة ثانية ترتكب بحق لبنان، هذا البلد الذي يجسد الاختلاف السياسي انما الاتفاق الوطني الذي جنبه نشوب حرب داخلية، وهذا بفضل وعي اللبنانيين الذين يختلفون دون الخروج عن القواعد الوطنية، ويلتقون على حب الوطن”.

ودعا الى “اليقظة وتعزيز الحس النقدي، وعدم قبول الشائعات التي تؤثر سلبا على صورة لبنان عبر استهداف الدولة”.