IMLebanon

لا زيارة قريبة لبعبدا ولا صيغة جاهزة ولا حكومة أكثرية

كتبت لينا الحصري زيلع في صحيفة “اللواء”:

من المؤكد حسب الاجواء والمؤشرات الراهنة ان لا معطيات جديدة سجلت خلال الايام الماضية  حول ملف تشكيل الحكومة، حيث تبدو الامور لا تزال تدور في مكانها رغم المشاورات والاتصالات التى اجراها الرئيس المكلف سعد الحريري الاسبوع الماضي مع عدد من الافرقاء السياسيين ومن المتوقع مواصلتها في الايام المقبلة، ولكن على الرغم من عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الجمعة الماضي من نيويورك فانه لم يتم الاعلان بعد عن موعد زيارة الرئيس الحريري له، وهذا الامر يشير الى ان لا صيغة حكومية جديدة جاهزة او معدلة بعد من قبل الرئيس المكلف لاطلاع الرئيس عون عليها، مع العلم ان الاخير سيكون له زيارة الى ارمينيا في منتصف الاسبوع المقبل مما يعني ان لا ولادة حكومية مرتقبة خلال الاسبوعيين المقبليين.

من هنا فإن المصادر المتابعة لعملية التأليف تعتبر بأن الامور لم تنضج بعد، والرئيس الحريري غير ملزم بوقت محدد، وهو لن يتراجع عن ما اعلنه منذ اليوم الاول لتكليفه بأنه لن يشكل الا حكومة وفاق وطني تأخذ في عين الاعتبار النتائج التي اسفرت عن الانتخابات النيابية الاخيرة، خصوصا انه من المتوقع ان يكون عمر الحكومة طويلاً. وتشير هذه المصادر الى ان الرئيس المكلف ليس في صدد تشكيل اي حكومة اكثرية كما يطالب البعض  بشكل واضح وصريح بمن فيهم الرئيس عون و«التيار الوطني الحر» او حتى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حيث المح في اكثر من مناسبة الى ضرورة تشكيل حكومة «بمن حضر»، وتلفت المصادر الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري وحتى «حزب الله» لن يقبلا بمثل هكذا حكومة، خصوصا ان للحزب حساباته بالنسبة الى الاستحقاقات التي تنتظره خلال الاسابيع المقبلة فيما يتعلق بالعقوبات الاميركية عليه اضافة الى الضغوطات والتهديدات الدولية التي تطاله بشكل مستممر، لذلك يفضل الحزب ان يحظى بغطاء وطني شامل من خلال مشاركة كافة الافرقاء في حكومة جامعة.

المصادر تؤكد ان موقف «القوات اللبنانية» واضح جدا بالنسبة للمشاركة في الحكومة، وانها ليست في صدد تقديم المزيد من التسهيلات والتنازلات ، ولن تقبل بتهميشها وابتزازها خصوصا ان حجمها اصبح معروفا وواضحا نتيجة ما افرزته الانتخابات النيابية الاخيرة، وهذا الامر ابلغه رئيس الحزب شخصيا للرئيس المكلف خلال اجتماعهما الاسبوع الماضي، حيث  فضل  رئيس الحزب الاجتماع مع الرئيس الحريري بحيث كان التواصل مباشرا دون الحاجة لارسال موفدين، بهدف اجراء جولة شاملة من المشاورات وذلك استباقا لاي طرح قد يتم طرحه خلال المرحلة المقبلة.

ولفتت المصادر الى اهمية التنسيق الواضح بين «القوات» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» في هذه المرحلة، خصوصا ان «التيار الوطني الحر» يسعى منذ اليوم الاول لمشاورات التأليف العمل على احراجهما من اجل اخراجهما والاستئثار بالحكومة وعملها، وكشفت هذه المصادر الى ان خط الاتصالات مفتوح بين المختارة ومعراب على هذا الصعيد، في اشارة الى الزيارة التي قام بها النائب اكرم شهيب الاسبوع الماضي الى الدكتور جعجع حيث  تعتبرها المصادر بانها طبيعية وهي اتت في اطار تننسيق المواقف بين الحزبين.

من ناحيتها تؤكد المصادر أيضاً ان الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال على موقفه من الملف الحكومي، خصوصا لجهة حصر التمثيل الدرزي به وحده كونه هو الذي يمثل الاكثرية في الطائفة، ونفت المصادر ان يكون الحزب وافق على غير ذلك الامر، وتشير الى ان شائعات كثيرة تطلق حول هذا الموضوع وتعتبرها بأنها غير صحيحة وهدفها التشويش والنيل من الحزب، وابدت هذه المصادر ثقتها بأن الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري لن يتخليا عن رئيس الحزب وليد جنبلاط، وانها على ثقة بأن الرئيس المكلف لن يقبل ان يترأس حكومة دون وجود الحزب التقدمي والقوات، وتعتبر المصادر عدم وجود حكومة افضل من وجود حكومة اكثرية تقرر مصير البلد كما يحلو لها.

لذلك فإن الامور على حالها  في المرحلة الراهنة بإنتظار تسجيل اي خرق قد يفتح كوة في الجدار الحكومي الذي يبدو انه مصفح ويحتاج الى مزيد من المتابعة وبذل الجهود.