IMLebanon

هل نحن في خضم حرب باردة إلكترونية؟

طرحت الهجمات الإلكترونية المتكررة في الآونة الأخيرة، لا سيما الروسية منها، تساؤلا بشأن ما إذا كان العالم مقبل على حرب باردة إلكترونية بين روسيا والغرب ممثلا في الولايات المتحدة وأوروبا.

ونشرت وزارة الخارجية البريطانية قائمة بهجمات إلكترونية روسية وصفتها بأنها “متهورة وعشوائية”، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان فصول الحرب الباردة بين روسيا وأميركا منذ أواخر الأربعينيات إلى مطلع تسعينات القرن الماضي. ومن الواضح أن وزارة الخارجية البريطانية باتت في حالة تأهب لهذا الخطر، إذ قالت في بيان، الأربعاء، إن العديد من الهجمات الإلكترونية أضرت بالمؤسسات الروسية وكذلك المؤسسات الأجنبية.  وارتبط اسم الاستخبارات العسكرية الروسية بمعظم الهجمات التي تحدثت عنها وزارة الخارجية البريطانية، مما يجعل هذه الحرب تدور رحاها في الخفاء بأدوات من الصعب التعامل معها.

ولا يقتصر دور العملاء الروس على نشر الأخبار الكاذبة وبث الدعاية من خلال الشبكات الاجتماعية، بل إن فرقهم تتسلل عبر الإنترنت للنفاذ إلى مؤسسات غربية رئيسية لتعطيل عملها أو التجسس عليها أو السطو على الوثائق وتسريبها.

وتشمل قائمة أهداف القراصنة الروس كل شيء، من المحطات التلفزيونية، مرورا بالأحزاب السياسية (كما حصل مع الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة) وانتهاء بخطوط المترو (كما حدث في أوكرانيا).

وإذا كانت المؤسسات بكاملها، بما فيها المراكز الحساسة لدى الدول، لا يمكن لها التخلي عن أجهزة الحاسوب في عملها، فإنها ستبقى عرضة للهجمات، طالما صمم القراصنة على ذلك، مما يطرح علامة استفها عن حدود الهجمات.

وبالرغم من أن سيناريوهات الهجمات الإلكترونية تثير التخوف بشأن تأثيراتها الخطيرة، مثل تعطيل البنوك أو محطات توليد الطاقة، فإن عددا قليلا من هذه الهجمات حققت أهدافها حتى الآن.

ومن الطريف أن القراصنة الروس لديهم أسماء كوميدية وغريبة، مثل “الدب فانسي”، وهو الأكثر شهرة بين هذه المجموعات، التي يعتقد أنها ظهرت في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

وقد اخترقت مجموعة “الدب فانسي”، في عام 2008 وزارات الحكومة الجورجية، لكن الاختراق الأكبر كان في 2016، عندما تمكنت من اختراق حملة المرشحة لرئاسة أميركا هيلاري كلينتون، ونشر رسائل من بريدها الإلكتروني.

ويقول خبراء حللوا عمليات الاختراق، إنها تتم من العاصمة الروسية موسكو، وأعربوا عن اعتقادهم بأن القراصنة هم من كبار مبرمجي الحاسوب الذين يتم دفع أموال لهم أو الضغط عليهم للعمل مع الاستخبارات الروسية.

وتربط الحكومة البريطانية بين مجموعة قرصة تطلق على نفسها “APT 28” والاستخبارات الروسية، إذ قامت في عام 2007 باستخدام تقنيات متطورة لتشفير حواسيب من أجل الوصول إلى معلومات حساسة عن الحكومات والجيوش في دول غربية.

ويُعتقد أن هذه المجموعة من القراصنة استهدفت في السابق حلف شمال الأطلسي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تتخذ من فيينا مقرا لها، في إطار الحصول على معلومات من شأنها أن تفيد الكرملين.