IMLebanon

قيادي في “القوات”: المصالحة مع “المردة” قيد الإنجاز

كتب غالب أشمر في صحيفة “الحياة”:

بعدما قطعت الاتصالات أشواطاً بعيدة جداً، فإن العلاقة بين «القوات اللبنانية» و«المردة» التي تطورت بشكل سريع وإيجابي، سلكت طريقها نحو المصالحة، وباتت الظروف مهيأة للقاء قريب يجمع قائديهما، رئيس حزب القوات سمير جعجع، ورئيس تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية».

وفي حين تتكتم مصادر «المردة» على إمكان حدوث أمر كبير قريباً، عدا عن تصريح مقتضب لرئيس «المردة» لمح فيه إلى حصول اتصالات تمهد للمصالحة. قال مصدر قيادي في «القوات اللبنانية» لـ«الحياة» إن الاتصالات مع تيار «المردة» متقدمة جداً وإن اللقاء على المستوى القيادي وضع على نار حامية»، وأكد أن «المفاوضات مستمرة بين الفريقين تحضيرات اللجان المشتركة تجري بصورة متسارعة لتتوج بعد إنجازها على أكمل وجه بلقاء رئيس حزب القوات، ورئيس تيار «المردة».

لكن المصدر القيادي المطلع على ملف تطور العلاقات مع «المردة» يشير إلى أن «البحث يتمحور الآن حول الترتيبات من جوانبها كافة، وأين وكيف ومتى وعلى أي مستوى وماذا يجب عمله»، وقال: «كل هذه الأمور هي قيد الدرس من جانب الفريقين المكلفين بالملف من القوات والمردة». ويجزم المصدر في هذا السياق، بأن لقاء جعجع – فرنجية ليس بعيداً. لكن بالتأكيد لن يكون غداً أو بعد غد».

ولفت المصدر إلى أن اللقاء وتطور العلاقات مع «المردة»، هو من ضمن سياسة «القوات» تجاه كل الفرقاء في لبنان، وأن القوات أخذت قراراً وعن قناعة منها بإقفال كل الملفات الخلافية مع القوى السياسية في لبنان بلا استثناء، ونقلها من ملفات خلافية إلى ملفات اختلاف بالآراء السياسية. وأن جوهر الموضوع والأساس في هذه المرحلة هو القرار عند المردة والقوات بإنهاء هذا الملف بينهما».

وأكد المصدر أن خطوة القوات تستهدف طي صفحة الماضي وهذا هو أساس الموضوع، والتأسيس لصفحة جديدة ستفتح قريباً، وهذا مسار عند القوات لا يستهدف أحداً، لا «التيار الوطني الحر» ولا حزب «الكتائب» ولا أي فريق سياسي في البلد»، وزاد: «هناك تباين في وجهات النظر بيننا وبين التيار الحر، ولم نعد مختلفين. لكن ليس صحيحاً كما يعتقد البعض أن المصالحة مع «المردة» هي إعادة تموضع سياسي ضد التيار الوطني. خطوة القوات هي من ضمن مسار بدأته منذ خروج الدكتور جعجع من السجن وتستكمل تباعاً، وأن هذه الخطوة تجاه المردة هي في إطارها الطبيعي، ولو كانت الظروف سابقاً ناضجة لكنا خطوناها قبل أكثر من عشر سنوات، «لكن الجرح لم يكن عادياً، يقول المصدر».

وتابع: «في ظل تراكم الأحداث التي حصلت وتحصل في لبنان، ما كان لأي مراقب يتتبع هذه الأحداث أن يرى مسار الأمور مع القوات كيف بدأت من لحظة خروج «الحكيم» من السجن الى اليوم والخطوات الجوهرية التي قام بها في خطابه وسياسته وأدائه الحزبي وإجراء إصلاحات داخله، وفي التفاعل مع مكونات المجتمع اللبناني، واعتذاره من الشعب اللبناني عن كل الأحداث في الحرب، وحصلت مصالحة مع الدروز والسنة، اتبعت بمصالحة مع التيار الحر». وأشار إلى أن «خطوة القوات هي جزء من خطة قررتها وتسير فيها واحدة تلو أخرى تبعاً للظروف والمعطيات، ولذلك بدأ التواصل مع تيار المردة، منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، وأردف بزيارات متبادلة لوفود من الجانبين، وبدأت الأمور تتقارب شيئاً فشيئاً إلى أن تكونت قناعة لدى الفريقين بوجوب طي صفحة الماضي والتأسيس لصفحة جديدة».

وأكد المصدر لـ «الحياة» أن فتح هذه الصفحة لا يعني أنه لن يكون هناك «تباين واختلاف في كثير من وجهات النظر. لكن النقطة المركزية في هذا الموضوع هو قرار القوات بإنهاء كل ملفات الحرب اللبنانية ورواسبها». وأشار إلى ورقة تفاهم سياسية تحمل عناوين ومبادئ عامة تتعلق بالوضع المسيحي خصوصاً والوطني عموماً، وطريقة تخطي حقبات الماضي الخلافية بكليتها، لطي صفحتها، والتأسيس لعلاقات تغلفها المصلحة الوطنية العليا.

وحين سألت «الحياة» المصدر القيادي عن موقف القاعدة الشعبية للقوات من هذا التقارب أجاب: «الموضوع أخذ مخاضاً طويلاً من النقاشات، في الهيئة العامة والهيئة التنفيذية والقواعد، وجس نبض الناس والطلاب والمناصرين، وكيف يتلقون صدى هذه الخطوة. لنكن واقعيين لم يكن الجميع في حال رضى. لكن الأكيد بما اننا نناقش الأمور مع القاعدة فهذا بحد ذاته أوجد قبولاً وتأييداً لافتين. خصوصاً ان من يراقب مسار الأمور مع رئيس الحزب، والمكانة التي وصلت اليها «القوات» بفعل القرارات التي اتخذت وتتخذ والنتيجة التي حصدتها في الانتخابات النيابية هي خير دليل على صوابية هذه القرارات، خصوصاً أننا خضنا الانتخابات كفريق سياسي بمفردنا باستثناء عكار. والرأي العام بدأ يتفاعل معنا من خلال أداء القوات ومسؤوليها على مختلف المستويات وتراكم الصدقية والثبات في الخطاب السياسي، والصدقية بالتعاطي مع الناس الذين تولدت قناعة راسخة لديهم بصوابية كل خطوة نقدم عليها».